عندما نقف عند رسالة الإعلام النزيه والشفاف و المحايد وحقيقته ومدى الدور الذي يلعبه في توعية الشارع ، وخدمة قضايا الأمة، بل وحمل أمانة الكلمة عندها سندرك حقيقة أي إعلام ولماذا أُنشئ ؟؟ وما الغرض منه ؟؟ ولمن يوجه ؟؟ وما هي أهدافه الحقيقية ؟؟
وقس على ذلك كل إعلام أنطلق ، عندها سنقف على توجهاته الحقيقية وغاياته وأهدافه المعلنة وكذا الخفية ، فكل إناء بما فيه ينضح ..
الإعلام الحر بما تحمله الكلمة من معنى هو الذي يرفع من وعي الشارع ولا يستهين به ويقدم كل عمل راق وكل إبداع عال ، يحمل فكرة لها مضمون ولها مغزى ولها معنى ، لا يهمه الربح المادي بل يحمل قيما وأخلاقا سامية ، يحفظها ويسعى لنشرها ويعتمد صدق الكلمة ..
وللأسف بعض الإعلاميين أضحوا بوقا يردد مما يردده أعداء الأمة, بدلا من أن يساهموا في زرع روح المحبة والحوار بين أبناء الشعب الواحد وبين المختلفين سياسيا , وتقديم خطابات ورسائل إعلامية تعين المواطنين وتجنبهم المتاعب ,, وبرامج وحوارات وتحقيقات تخاطب أطياف المجتمع وشرائحه وبدون تميز لتحقيق التهدئة , أصبحوا أداة لتأجيج وتزوير الحقائق ونشر الإشاعات بعد إن جعلوا من أنفسهم جزءا من الأزمة بدلا أن يكونوا جزءا فاعلا في حلها وإدارتها ورأب الصدع وتعزيز مفاهيم الوحدة الوطنية وترسيخها وتقديم خطابات تحذر الجميع بما فيهم الأحزاب والكتل السياسية من التجاوز على الدستور والأنظمة والقوانين والانقلاب على الديمقراطية والشرعية بأي شكل من الإشكال واحترام التداول السلمي للسلطة والوصول إلى سدة الحكم من خلال صناديق الاقتراع لا غيرها كونها أي صناديق الاقتراع تمثل إرادة الشعب.
على الجميع التصدي لجميع وسائل الاعلام التحريضية المسخرة لتزوير وتشويه الحقائق والوقائع لإشاعة الفرقة على حساب مصلحة الوطن والمواطن بتفنيد ما يطرحه الإعلام المغرض من تزوير للحقائق والمعلومات وهذه المهمة الوطنية الشريفة أيضا بحاجة إلى التنسيق المهني بين الإعلام العام وأجهزة الإعلام الوطنية المهنية الحرة لتحقيق خطابات وطنية جامعة متحدين ومستعدين لمواجهة إعلام الفتنة والاستفزاز الذي يشن حروبه النفسية ويبث سمومه مستغلا فضاءات الحرية المتاحة والمسموح بها , مخالفا في ذالك الأنظمة والقوانين والثوابت الأصيلة لمهنة الإعلام وأخلاقياته ولكن كل ما تقدم يجب أن لاينسينا دور العديد من أجهزة الإعلام النزيهة التي تعمل بحرفية و توازن مهني ووطني في معالجة الأزمات السياسية .