جامعة الأنظمة العربية.. جرائم أخلاقية جديدة قديمة بحق فلسطين التاريخية

مرة أخرى يرتكب النظام الرسمي العربي جريمة أخلاقية بحق الشعب الفلسطيني و قضيته العادلة ، باستجداء العدو الصهيوني و الغرب الاستعماري ، الموافقة على دويلة مسخ فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967 و عاصمتها القدس الشرقية .

معلوم أن الحماقة أعيت من يداويها ، و معلوم أن الجامعة العربية و الصحيح جامعة (الأنظمة العربية ) باتت تمتلك من الحماقة ما يؤهلها لحجز مقعد متقدم في متحف " المستقبل العربي " لجهة فضح مؤامرات و خذلان و استسلام هؤلاء السلاطين الذين استمرؤوا الخيانة بكل تجلياتها في السر و العلن .

شدد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في دورته غير العادية مساء يوم الجمعة 20 / 12 / 2013 ، على التمسك ببناء الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لمبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت عام 2002، وأعادت التأكيد عليها القمم العربية المتعاقبة وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 252 الصادر في عام 1968، ومبدأ الأرض مقابل السلام مع رفض جميع الإجراءات والخطط والسياسات الإسرائيلية الهادفة إلى تغيير الواقع الديمغرافي والجغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس.

هل هذا يعني أن المجلس العتيد استمسك بالعروة الوثقى من خلال إصراره على تقزيم فلسطين التاريخية إلى ما اصطلح على تسميته أراضي العام 67 و مدينة القدس إلى الجزء الشرقي منها فقط ؟ لا أذكر جديدا عندما أقول ان الشعب الفلسطيني ما ناضل و قدم التضحيات الجسام و صبر و صابر كل هذه العقود من الصراع الوجودي ضد العدو الصهيوني ، من اجل دويلة هزيلة مقابل التنازل عن وطنه و حقوقه التي تكفلها جميع الشرائع السماوية و قوانين الصراع الوجودي .

اثر استئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية و الكيان الصهيوني ، وضع أطراف التفاوض على " المسار" الفلسطيني إطارا زمنيا محددا لتلك المفاوضات بتسعة شهور بدءاً من نهاية حزيران / يوليو 2013 وحتى نيسان / أبريل 2014 و اليوم يتحدث كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات عن احتمال تمديد المدة إلى عام ، علما أن عمر هذه المفاوضات ناهز العشرين عاما حتى الآن ، و أن الصهاينة يقولون إنهم سيمددونها إلى ثلاثين أو أربعين سنة أخرى و ربما إلى ما بعد بعد ذلك بآلاف السنين . فماذا انتم فاعلون يا بني الجامعة ؟ .

إليكم يا أبناء قحطان و عدنان ما تفتقت عنه ذهنية أصحاب "الربيع العربي" في هذا المسار .

بكل" فخر" و "اعتزاز" ، حمل مجلس جامعة الدول العربية في قراره، الحكومة الإسرائيلية مسؤولية إعاقة تحقيق السلام عبر استمرار عمليات قتل أبناء الشعب الفلسطيني بدم بارد وتماديها في مخططات الاستيطان وهدم البيوت والقرى وتهجير السكان والاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك وتكثيف حصارها على قطاع غزة. وطالب المجلس الولايات المتحدة الأمريكية راعية مفاوضات السلام الجارية وبقية الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بإلزام الحكومة الإسرائيلية وقف الأنشطة الاستيطانية كافة، ومنح عملية المفاوضات الفرصة وصولاً إلى تحقيق التسوية النهائية لجميع قضايا الوضع الدائم على المسار الفلسطيني بما يشمل القدس والحدود والمستوطنات واللاجئين والأمن والمياه والإفراج عن الأسرى دون استثناء .

مع ذلك كله لم يتخوف المجلس إلا من انهيار المفاوضات في حال استمرار الممارسات والسياسات والاعتداءات "الإسرائيلية ". لكن أيا من أعضائه لم يجرؤ على المطالبة الصريحة و الشجاعة بدعم المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الصهيوني الأمريكي انطلاقا من أن ما اخذ بالقوة لا يسترد بغيرها ، و بالتالي كان الأجدر بهؤلاء التأكيد على تحقيق المصالحة الفلسطينية بشكل فوري وعلى أساس ما تم توقيعه من اتفاقات في القاهرة والدوحة، بدل تكريس الشقاق و دعم من يريده في الساحة الفلسطينية .

لا شك الجميع ينتظر الجولة الجديدة لوزير الخارجية الأمريكية جون كيري في المنطقة ، فيما المسؤولون الفلسطينيون يقولون إن فرصة التوصل إلى اتفاق وفق الاقتراحات الحالية المقدمة من رئيس الديبلوماسية الأميركية، قريبة من الصفر.

هذا هو حال المفاوضات مع الصهاينة ، عشناه سابقا و نعيشه اليوم و ربما في الغد ، غير أن أي عملية تحليل أو تركيب لهذا الحال ستؤكد حتما أن دوام هذا الحال من المحال ، و من يقول عكس ذلك ، عليه بقراءة قوانين الصراع الوجودي قراءة متمعنة و متفحصة .قلنا هذا سابقا و نقوله الآن و سنقوله في الآتي من زمن هذا الصراع إلى أن ينال الشعب الفلسطيني و معه الأمة العربية الخلاص و الانعتاق التامين من الاحتلال و أعوانه و أدواته.