"2014" عام حاسم وفيه يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود..!

استدل الستار عن العام 2013م بكل ما جاء فيه خيرا او شرا كان للفلسطينيين والعرب من حولهم نصيب منه، فقد حمل العام المنصرم محطات هامة لعل ابرزها ما اعقب انضمام فلسطين الى الامم المتحدة بصفة دولة مراقب في العام الذي سبق من استئناف للمفاوضات الفلسطينية والاسرائيلية من جديد والافراج عن العشرات من الاسرى القدامى ذوي الاحكام المؤبدة، الى حانب اعادة اثارة ملف وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات "مسموما".

وجرى خلاله ان اغلقت مصر الانفاق الحدودية مع قطاع غزة واشتد الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع ، فيما تغير المشهد بالنسبة لحركة حماس بعد سقوط حكم الاخوان المسلمين وجفت الزيارات التي قام بها رؤساء ووفود عربية لغزة على غرار زيارة الامير القطري وعقيلته في الاعوام السابقة.

وشهد العام المنصرم منخفض جوي قوي (اليكسا ) فتضرر الكثير من سكان فلسطين خصوصا في قطاع غزة الذين عاشوا اشهر طويلة في ظلمة حالكة بسبب انقطاع الكهرباء ، كما وترسخ الانقسام اكثر خلال العام المنصرم بتشكيلات حكومية جديدة وازمات اقتصادية طاحنة، وكُشفت اكثر عورات اتفاقات المصالحة الفلسطينية ، فيما كان الشاب الفلسطيني محمد عساف نموذجا واستطاع ان يكون سفير في الامم المتحدة للنوايا الحسنة يحمل صوت الشباب الفلسطيني الواعد.

وبناء على المعطيات والمحطات التي عاشها الفلسطينيين والعرب خلال العام الماضي يطرح سؤال بقوة كيف سيكون مستقبل القضية الفلسطينية في العام الجديد 2014م ..؟ "وكالة قدس نت للأنباء " توجهت الى شخصيات في الفصائل الفلسطينية ومحللين سياسيين كمحاولة لاستقراء ما يمكن ان يحمله العام الجديد في جعبته ..؟

وحسب ما يراه قادة الفصائل فان عام 2014م سيحمل الكثير من التطورات وتغيرات غاية في الصعوبة على القضية الفلسطينية ، وهي تعيش مرحلة دقيقة وخطيرة جدا ، فيما وصف المحللون العام الجديد بالحاسم ، وانه عام تبرز فيه ملامح الفترة المقبلة وفي أي نهج واي طريق سيسلك الفلسطينيون ، مبدين تخوفا واضحا بان يكون عام مأساوي لربما بناء على تعقيدات الاوضاع الراهنة.

خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الاسلامي، رأى ان القضية الفلسطينية تمر في منعطف خطير وظروف غاية في الدقة ، وتعاني من انكشاف لم يسبق له مثيل من قبل ، فالنظام العربي الرسمي يكاد يكون نفض يديه من القضية الفلسطينية ، ويريد ان ينتهي من هذا الملف بابخس الاثمان عبر مفاوضات عقيمة .

"واما البيت الفلسطيني يعتريه الانقسام والضعف في ظل عجز عربي غير مسبوق ، فالقضية تمر في منعطف خطير واخشى ما اخشاه ان تسفر المفاوضات الجارية على توقيع اتفاق اشبه ما يكون في اتفاق اوسلو ، حينها ستكون الكارثة الكبيرة قد ألمت في الشعب الفلسطيني ". يقول حبيب

وتمنى حبيب، ان "يكون العام الجديد عام يلتفت الفلسطينيون فيه الى قضيتهم واسراهم وقدسهم وارضهم التي تسلب وتهود ، ليعيدوا ترتيب بيتهم وان يتم التوافق على مشروع وطني ينطوي تحته الكل الفلسطيني وان ينتهي الانقسام ."

رباح مهنا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ، توقع بان يكون العام الجديد، عام صمود بكل ما تحمله الكلمة من معنى بالنسبة للشعب الفلسطيني ، "صمود ضد المفاوضات والنتائج المترتبة عليها وما تعكسه من اثار سلبية على المجتمع الفلسطيني وضد انتهاك الحريات في الضفة وغزة والانقسام البغيض والمشاكل الاقتصادية ."

ويقول مهنا " ارجو ان يكون العام الجديد عام تعزيز قوة الشعب الفلسطيني بكل اشكال النضال والمقاومة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي ".

اما بسام الصالحي الامين العام لحزب الشعب ، يتوقع بان يشهد العام الجديد تطورات غاية في الصعوبة بالنسبة للقضية الفلسطينية ، خصوصا تزايد بالضغوط الامريكية من اجل فرض صيغة للوصول الى اتفاق اطار مع الجانب الاسرائيلي لا ينسجم مع الموقف الفلسطيني الذي يرتكز على انهاء الاحتلال على اراضي 67 وعودة اللاجئين وفق قرار الامم المتحدة 194 .

ويقول " اعتقد من الضروري بذل جهد كبير لإنهاء الانقسام ، وتعزيز روابط الشعب الفلسطيني بكافة اماكن تواجده باعتبار ذلك مصلحة وطنية عليا ، بان يكسر واقع التجزئة القائم بسبب تشت شعبنا في عدة اماكن مختلفة ".

وتمنى الصالحي ان يكون العام الجديد عام افضل ويكون فيه تماسك سياسي ووحدة وطنية وان يشهد اطلاق سراح الاسرى من سجون الاحتلال وانهاء الانقسام المدمر ، وان تعالج السلطة الفلسطينية الخطأ الذي ارتكبته وتستفيد من الوضع الجديد للدولة الفلسطينية في الامم المتحدة بالانضمام للمؤسسات الدولية ."

المحلل السياسي والكاتب الفلسطيني طلال عوكل ، رأى ان العام الجديد سيكون حاسم الى حد كبير، وقال " الفلسطينيون سيكون امامهم وضوح اكبر فيما يتعلق بالمفاوضات الجارية مع الجانب الاسرائيلي ، وهي سنة وضوح اقرب ما تكون لظهور ملامح الفترة المقبلة ."

واشار الى ان الارتباك الشديد الذي تعيشه المنطقة العربية والقضية الفلسطينية ، لا يجعل من السهل ان نتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود والسلبيات المتوقعة من الايجابيات بعيدا عن الشعارات والتمنيات والرغبات .

ويقول عوكل " سيشهد العام الجديد ظهور ملامح النهج او أي السيناريوهات التي سيسلكها الفلسطينيون في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي ، فيما المصالحة الفلسطينية يمكن ان تتبلور رؤية اوضح للتعامل معها ".

على صعيد المنطقة والاقليم يقول عوكل ان " الوضع العربي الجاري سينتهي لوضع جديد ومختلف ، سوريا قد تدخل مرحلة جديدة بعد الانتخابات التي ستجري في شهر نيسان ، فيما مصر سوف تدخل ايضا مرحلة جديدة ، الملف النووي الايراني قد ينتهي خلال الفترة المؤقتة الستة شهور المعلن عنها ، وستظهر ملامح جديدة للدور الايراني وتوزيع القوى في المنطقة بما في ذلك القوى العالمية ."

فيما يعتبر المحل السياسي ووزير الثقافة الفلسطيني الاسبق ابراهيم ابراش ، ان "احداث عام 2013م كشفت مجريات كثيرا من الأوهام وأسقطت كثيرا من المراهنات وتضعضعت يقينيات ومطلقات أهمها ، وهم وأكذوبة الربيع العربي ، وهم وأكذوبة حوارات المصالحة الفلسطينية لإنهاء الانقسام ، وهم وأكذوبة أن المفاوضات لوحدها ستؤدي لقيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة وغزة ، وهم وأكذوبة أن المقاومة الفصائلية دون استراتيجية وطنية للمقاومة ستحرر فلسطين."

وتحدث ايضا عن "وهم وأكذوبة أن المقاومة حررت قطاع غزة وأن القطاع بات أراضي محررة ، وهم المراهنة على أطراف خارجية لتحقيق أهدافنا الوطنية ، وهم إمكانية انجاز تنمية شمولية أو بناء مؤسسات الدولة مع استمرار الاحتلال ، وهم أن خطاب الرفض العدمي يمكن أن يشكل برنامجا سياسيا أو حالة وطنية ، وهم أن الدين يمنح شرعية سياسية لشخص أو حزب أو نظام ، وهم أن التاريخ يمنح شرعية سياسية لشخص أو حزب أو نظام ."

ويقول ابراش في مقال نشره  عبر "وكالة قدس نت للأنباء" ، "إننا نتخوف أن يكون العام القادم أكثر صعوبة ومأساوية عربيا وفلسطينيا، وتتركز تخوفاتنا في تزايد تراجع الاهتمام العربي والإسلامي الرسمي والشعبي بالقضية الفلسطينية ، مما سيزيد من ضعف الوضع الفلسطيني سواء لمن يقول بالمقاومة أو من يقول بالمفاوضات والتسوية السلمية ، واستمرار حالة الانقسام الفلسطيني بوجود حكومتين وسلطتين ، واستمرار نهج إدارة الانقسام خِفية ، مزيدا من التضييق والحصار على قطاع غزة مع عمل أطراف عديدة داخلية وخارجية على تأجيج فتنة داخلية وصراع على السلطة والحكم في القطاع."

ويتوقع ابراش "سيتم التمديد للمفاوضات تحت ذريعة منح كيري فرصة أخرى ،وأثناء ذلك سيستمر الاستيطان والتهويد ، تآكل الدور والوظيفة الوطنية للسلطة في الضفة وانتشار حالات الفوضى والانفلات ، وسيشهد قطاع غزة حالات اغتيالات سياسية وتفجيرات وتفكك التحالفات بين حماس وجماعات الإسلام السياسي ."

ويضيف" وسيكون ذلك مع تضاؤل فرص قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ، وعودة تحريك فكرة الوطن البديل من خلال صيغ جديدة لعلاقة ما تربط بعض مناطق الضفة ذات الكثافة السكانية بالضفة ، وربط قطاع غزة بمصر."

وعلى صعيد المنطقة العربية والاقليم يقول " استمرار المفاعيل التدميرية للفوضى والحروب الأهلية في سوريا وليبيا ومصر ولبنان والسودان ، الخشية من امتداد الفوضى وفتنة (الربيع العربي ) إلى دول الخليج العربي بعد التفاهمات بين إيران والغرب ، استنزاف واستدراج الجيش المصري لحرب أهلية حتى لا يتفرغ للقيام بدوره الوطني والقومي في بناء الدولة المصرية ومواجهة إسرائيل ."

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -