رحل عام .. وحل عام
بينما كنت منهمك بالكتابه نظرت حولي ...........فأذا كل شيء أراه نائم....لقد لف السكون الرهيب كل شيء في بيتنا ...فجلست أصغي الى اناشيد الصمت التي كانت تسمع من حولي باستمرار فأجدها تملأ قلبي مراره وأسى ثم رفعت رأسي فجأه الى التقويم فنظرت فيه وجمد بصري عليه ...أمن الممكن هذا ؟؟أيحدث هذا كله في هدوء ...يموت في هذه الليله عام ويولد عام ....يمضي الراحل بذكرياتنا وألامنا الى حيث لا يعود ابدا ....ويقبل القادم فاتحا ذراعيه ليأخذ قطعه من نفوسنا ولا يعطينا بدلا منها شيئا .وهل الحياه الا اعوام وهل النفوس الا الذكريات واللذائذ والألام .....وجلست بين المأتم والمولد أفكر وأتذكر وأحلم .ولقد تعودت ان اجلس هذه الجلسه كلما تصرم عام .....أصفي حسابي مع الحياه أنظر ماذا أخذت وماذا أعطت وأراقب هذه القافله من السنين التي بدأت مسيرها منذ ....... منذ بدأ الزمان والتي تنتهي الى حيث لا يدري احد ..... تعودت ان اعطي نفسي من فكري ساعة في العام افكر فيها في نفسي وفي الوجود . وفي هذه اللحظات شعرت بالوحدة . فلمن الجأ ؟ لمن الجأ ويحك يا نفس هذا العام يوشك ان يموت ..... وهنا سمعت صائحا يصيح بالدنيا النائمة .... تيقظ ان العام يرحل الان فقالت النفس ...... ان العام يموت ، افلا نودعه بحسرة او نسكب على جدثه عبرة ....... وهنا كان العام يقطع اللحظة الاخيرة ... فصحت به .... انا الذى يهتم بك ايها العام .. انا الذى يودعك ويستقبل غيرك وكنت قد نسيت كل شي .. كل شي .. نسيت هذه المخلوقات التي يدعونها الناس ونسيت هذه الذرة التائهة في رياح الوجود التي اسمها (انا ) وتوجهت الى العظيم الباقي الذي هو وحده الخير المطلق والحق ..... توجهت الى الله اساله ان يلبس هذا العام القادم ثوب السعادة ويضفي على العام الراحل حلة الغفران وأن يعز الإسلام والمسلمين في كل مكان اللهم اميييييييين