كيري يضغط على الرئيس عباس ويبلغه تبني واشنطن "يهودية" الكيان

كشف مسؤول فلسطيني أمس، أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يمارس "ضغوطاً كبيرة" على الرئيس الفلسطيني محمود عباس للقبول باتفاق إطار يتضمن الاعتراف بما يسمى "يهودية إسرائيل" الذي أعلن أنه موقف أمريكي، وقال إن كيري خلال اجتماعه (ليل الجمعة/ السبت)، مع عباس مارس ضغوطاً كبيرة للقبول باتفاق إطار يتضمن القبول بيهودية إسرائيل.

وأضاف "لكن الرئيس جدد مرة أخرى رفضه، وأكد تمسكه بالتوصل إلى اتفاق يلبي الحقوق الفلسطينية، ويؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، وتابع "كما أكد الرئيس رفضه لأي وجود "إسرائيلي" في أراضي دولة فلسطين وأي وجود استيطاني".

ووصف المسؤول اللقاء بأنه "كان جلسة مفاوضات صعبة جداً جداً"، وقال إن كيري طلب من عباس "إن يعطيه مواقف نهائية وواضحة وصريحة ومحددة على الخطوط العريضة لاتفاق الإطار الذي ينوي تقديمه"، وأشار إلى أن "معظم اللقاء الذي استمر أكثر من أربع ساعات تركز على موضوع الدولة اليهودية"، وكشف أن كيري "أبلغ الجانب الفلسطيني أن موضوع يهودية الدولة ليس موقفاً "إسرائيلياً" فقط بل هو موقف الإدارة الأمريكية أيضا".

وأشار كيري في ختام لقائه الثاني مع عباس بعد ظهر أمس، إلى حصول "تقدم" في المفاوضات لكنه أقر بأنه لا يزال هناك المزيد للقيام به.

وقال كيري أمس، إن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني "يحرزان تقدماً نحو التوصل إلى اتفاق إطاري للسلام لكن الجانبين لم يتوصلا إليه بعد".

وكان كيري يتحدث بعد لقاء مع عباس استمر نحو ثلاث ساعات في رام الله، هو الثاني بين الرجلين خلال 24 ساعة، وقال إنه سيزور الأردن اليوم الأحد، لبحث عملية السلام مع الملك عبدالله الثاني . والتقى كيري عباس في رام الله في إطار الجهود التي يبذلها لدفع عملية السلام قدماً، ولم يدل الطرفان بأي تصريحات قبل عقد اللقاء الذي يعد الثاني بعد لقاء ليل الجمعة/السبت.

وأقر مسؤولون أمريكيون بأنه من المستبعد التوصل إلى اتفاق إطار خلال هذه الزيارة، بل أن المسألة تتطلب المزيد من الوقت.

من جهته، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إنه لا مجال للحديث عن اتفاقات مرحلية أو انتقالية في المفاوضات، وأعلن للصحفيين رفض الجانب الفلسطيني الحديث عن تمديد المفاوضات التي انطلقت نهاية يوليو الماضي ويفترض أن تنتهي بنهاية أبريل، ونفى تقديم كيري أي خطط أو وثائق، مشيراً إلى أن ما عرضه هو أفكار يتم نقاشها مع الجانبين.

وذكر عريقات أن كيري "سيعود مرة أخرى في الأيام المقبلة لاستكمال النقاش الدائر حول هذه القضايا والطريق ما زال أمامنا صعباً وطويلاً، وقال "نبذل كل جهد ممكن لإنجاح المساعي المبذولة لإنهاء الاحتلال وتحقيق مبدأ الدولتين على حدود عام 1967".

وتعرض كيري لانتقادات من السيناتور الجمهوري الأمريكي جون ماكين الذي قال أثناء زيارة إلى فلسطين المحتلة، إنه يشاطر رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو مخاوفه بشأن الإطار الذي يفترض أن يحدد مسار المفاوضات التي ستقودها نحو اتفاقية سلام شاملة، وقال بعد لقاء مع الأخير في القدس المحتلة إن "نتنياهو لديه مخاوف جدية للغاية حول الخطة، سواء بالنسبة لقدرة "إسرائيل" على الدفاع عن حدودها أو بالنسبة لإمكانية الوثوق في دولة فلسطينية ونواياها" .

 

وبدأ رأس الدبلوماسية الأمريكية زيارته العاشرة خلال أقل من عام للمنطقة لدفع الجانبين إلى إنجاز الاتفاق قبل الموعد النهائي لمهلة التسعة أشهر المحددة للمحادثات، التي تنتهي في مايو .

وأعرب وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي يوفال شتاينتس عن شكوكه في استعداد عباس للتوصل إلى اتفاق، وقال خلال ندوة ثقافية إن اليد لا تصفق وحدها .

من جهتهم، هاجم نوّاب أردنيون صمت حكومة بلادهم على "مؤامرة" جولات كيري الذي يستقبله الملك عبدالله الثاني اليوم الأحد، وسط تداعي نقابيين لاعتصام في عمّان يرفض زيارة كيري "المدججة" بدعمه الصهاينة.

وقال النواب محمد الحجوج ومحمد الظهراوي ومحمد هديب في بيان مشترك إنه لا يمكن قبول السكوت الرسمي حيال "مؤامرة كيدية" تحاك وراء الكواليس على الشعبين الأردني والفلسطيني تحت غطاء مزاعم استكمال "مفاوضات السلام" في حين يستمر الصهاينة وبموافقة أمريكية بانتهاك كل شيء .

المصدر: بيت لحم- وكالة قدس نت للأنباء -