من اجل تطوير حركة التضامن البرازيلية مع النضال الفلسطيني

بقلم: جادالله صفا

ندخل عام 2014 وامامنا واجبات ومهمات يفرضها علينا الواجب الوطني والنضالي والانساني اتجاه قضيتنا الوطنية، ودعم كافة اساليب النضال التي يمارسها شعبنا الفلسطيني بمواجهة الاحتلال وممارسته واجراءاته اليومية التي يمارسها جنوده ومستوطنيه، فالظلم الذي حل على شعبنا منذ تقريبا ال 66 عاما يفرض علينا كفلسطينين قوى ونشطاء تفعيل دورنا وادائنا والاستفادة من قادراتنا التي تسمح لنا بتطوير حركة التضامن العالمية مع نضال شعبنا الفلسطيني، فان اي تراجع بالحركة العالمية او هدوئها يعود بالاساس الى الواقع النضالي الفلسطيني وليس الى خلل بالحركة العالمية.

عدالة القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني، تركت اثارها الايجابية على المستويات الرسمية والحزبية والشعبية البرازيلية، وكان لحركات التضامن التي شكلتها القوى الحزبية والاكاديمية والمؤسسات الشعبية والنقابية والجماهيرية دورا اساسيا بابقاء القضية الفلسطينية حاضرة وبقوة بالمجتمع البرازيلي، وما زالت حركة التضامن البرازيلي متواصلة ومستمرة رغم حالات الجزر التي مرت بها ببعض الفترات التي تعود اسبابها الى الواقع الفلسطيني وما تركه اوسلو من سلبيات على النضال الفلسطيني وحقوق شعبنا الوطنية.

شهد عقد الثمانينات تنامي حملة التضامن البرازيلية مع نضال الشعب الفلسطيني والوقوف الى جانب حقوقه ضد سياسة القمع والقتل والاجرام والمجازر والتطهير العرقي التي قامت بها قوات الاحتلال الصهيوني سواء باعتداءاتها المتكررة على لبنان وارتكابها المجازر في صبرا وشاتيلا وغيرها من مواقع الثورة وتجمعات الشعب الفلسطيني، او من خلال ممارستها لسياسة القمع والقتل والاعتقال والنفي ضد شعبنا الفلسطيني داخل فلسطين التي بلورتها انتفاضة الحجارة، التي ساهمت فعليا بعزل الكيان الصهيوني وفضح جرائمه على الصعيد الدولي.

وان تسليط الضوء على انجازات حملات التضامن والتعاطف مع القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني، تأتي من اجل تطوير حملة التضامن البرازيلية والعالمية مع نضال الشعب الفلسطيني، وأن قرارات المجالس البلدية وبرلمانات الولايات التي تعتبر 29 نوفمبر هو يوما للتضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني والتي اتخذت منذ بداية عقد الثمانينات حتى يومنا الحاضر، جاءت لتعبر عن حجم حملة التضامن، كما تميزت فترة اواخر عقد ال 80 بحملات التضامن الكبيرة على كل المستويات من اجل اطلاق سراح لمياء معروف من سجون الاحتلال، ومن هذه الحملات حيث تمكن الحزب الشيوعي البرازيلي من خلال المعهد البرازيلي للصداقة والتضامن مع الشعوب ان يجمع تقريبا 2 مليون توقيع تطالب الحكومة البرازيلية بالتدخل والضغط على الكيان الصهيوني من اجل اطلاق سراح لمياء معروف طبعا كانت هذه الحملة الى جانب حملات اخرى لم تقل اهميتها عن هذه الحملة تركت قضية لمياء والاسرى الفلسطينين مطروحة وبقوة بالحياة الحزبية والمؤسساتية والشعبية البرازيلية.

مرحلة اوسلو تركت اثارها السلبية على حركة التضامن البرازيلية، لتشكل انتفاضة الاقصى حدث نوعي يعيد لحملة التضامن فعلها وادائها واعادة تشكيلها، وتنشط حملات التضامن العالمية والبرازيلية لايقاف مجازر الكيان الصهيوني، ونشطت الوفود بزياراتها الى فلسطين على مدار السنوات العشرة الماضية والتي ما زالت مستمرة، كما ونشطت حملات التضامن ضد الجدار ومن اجل اطلاق سراح الاسرى والمقاطعة على كل المستويات وغيرها من حملات التضامن التي تنشط على كل المستويات، وقد كانت المنتديات العالمية والنشاطات المشتركة البرازيلية الفلسطينية بهذه الاحداث العالمية ومشاركة رموزا فلسطينية تعبر عن حجم التضامن وتبني الحركات والقوى البرازيلية للقضية الفلسطينية.

حملات التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني وحقوقه هي نابعة اصلا من داخل المجتمع البرازيلي ومن قواه ومؤسساته واحزابه، وتهدف بالاساس الى دعم نضال الشعب الفلسطيني لتحصيل حقوقه والعيش بوطنه كسائر شعوب العالم، وهي تهدف ايضا الى فضح جرائم الاحتلال وانتهاكاته ضد الشعب الفلسطيني وعزله ومقاطعته على كل المستويات الى ان يرضخ لمطالب النضال الفلسطيني واعادة الحق الى اصحابه، لتسود العدالة والسلام.

ما زالت حملات التضامن تنشط بالساحة البرازيلية، ولكن المشاركة الفلسطينية ما زالت محدودة وأقل من الحد الادنى المطلوب، وببعض الحالات غائبة، حيث يعود السبب بذلك الى السياسة الرسمية الفلسطينية لتمرير سياسة اوسلو وما انتجه من حالة احباط بالساحة الفلسطينية وباوساط الجالية الفلسطينية، وغياب دور المؤسسات الفلسطينية وقيادتها عن الدور الوطني الذي من المفترض ان تقوم به الجالية ومؤسساتها بما يدعم ويدفع حركة التضامن البرازيلية بخطوات كبيرة ونوعية الى الامام.

تقع على عاتق نشطاء وقيادات الجالية الفلسطينية العمل من اجل تطوير حركة التضامن البرازيلية مع نضال الشعب الفلسطيني، من خلال اعادة تفعيل الجالية ومؤسساتها وتعزيز الثقافة الوطنية، من خلال التمسك بالحقوق الوطنية والتاريخية والشرعية للشعب الفلسطيني، والابتعاد عن نهج الاعتدال والليونة، فالقوى والاحزاب والمؤسسات الاجتماعية تلمس النشاط الصهيوني وكيانه بالقارة والبرازيل، وان هذا النشاط لا يصب بمصلحة الانسانية والسلم العالمي، لذا ترى ان الانتصار الفلسطيني هو انتصارا لها، وان اي انتكاسة للحركة الصهونية وكيانها بالقارة هو انتصارا لفلسطين، لهذا يتوجب على الجانب الفلسطيني ان يأخذ بعين الاعتبار هذا الجانب من اجل بناء حركة تضامن عالمية مع نضال الشعب الفلسطيني قادرة ان تكون عاملا اساسيا بمعركة التحرير والاستقلال من اجل استتباب الامن والسلم العالمي التي تشكل الصهيوني وكيانها خطرا كبيرا عليه.