تعودت عندما كنت أعمل في مجال الصحافة أن أضع نقد القراء في عيوني أو على رأي صديقى الدكتور محمد ايوب أبو نضال اول من شجعنى على الكتابة وانا بسن مبكر “حلقة في وِدني”، وأصبحت تماشيا مع عقليات مختلفة وأنواع كثيرة من التفكير، خبيراً بتقبل النقد، البناء منه والهدام فالهدام في بلدنا “ببلاش واللي ببلاش كتر منه”، أما البناء فهو في كثير من الأحوال لا يظهر إلا إذا رافقته مصلحة خاصة، إلا ما رحم ربي.
كتبت بعض المقالات “بالعامية” أسخر فيها بلغتنا من حالنا أملاً في التغيير وتعبيراً عما يقطن في قلوب ملايين الفلسطينيين من ألم لما حدث ويحدث ولِما قد يحدث، فاتهِمت بالتحاملِ والتخريب لا الإصلاح، واتهِمت بأن بيني وبين أصول الكتابة أميالاً كما بين شرقِ الأرض وغربِها، اتهمت بالعنصرية وعدم الانتماء، اتهمت بالفشلِ المؤبد مع الكتابات الشاقة غير المجدية، وأنني لن أصبح في يوم كاتباً أبداً.
حسناً.. ومن قال أنني أريد أن أصبح كاتباً إن كان لقبا..؟ وكيف للبعض أن يحكموا بأنني لا أعي أصول الكتابة العربية وقواعدها؟ هل يقرأون ما أكتب الآن؟ هل كانوا على علم بأن كلمة “يقرأون” تكتب هكذا ؟
للأسف.. فالأغلبية منا تحكم على الصورة من النظر إلى إطارها،إن كان جميلاً فهي صورة
مذهلة، وإن لم يكن، فهي صورة مقززة
والنقد ياساده شقان فى الاول منه النقد البناء والشق الثانى النقد الهدام , فما الفرق بينهما ؟
النقد البناء هو : يكتب شخص ماموضوع ويعرضه على الجميع فيتقدم بالردود اشخاص وكل يرد حسب اهوائه وعلاقته بكاتب الموضوع , فمنهم من يشيد به ومنهم من يهاجمه وكل حسب هواه .
فيبدأ هنا نوعان من النقد فى اولهم من يحب ذلك الشخص ويخاف عليه فيتقدم اليه بالنصيحة التى لا يرجو من ورائها الا صالح ذلك الشخص وهناك معايير واسس للنقد كمثال اولا _ على ذلك ان يكون النقد فى لب الموضوع مع اضافة مانسيه الكاتب او بعد ان ادراكه .ثانيا_ الا اسيىء اليه باللفظ او التقول عامدا او جاهلا .
ثالثا _ اوضح الخطأ الذى وقع فيه مع الاعتماد على صحة مااقول وادعمه بالمستندات .
رابعا _ان يكون هناك شيىء من المرح فى كلامى معه حتى يتقبلنى بصدر رحب .
خامسا_ ان اكون لينا فى كلامى .
سادسا _ ان استمحيه عزا من كلامى ولا اقصد منه الا مصلحته .
اما النقد الهدام فهو النقد غير المألوف او المتعارف اليه والمقصود منه الاقلال من شخص الكاتب او الادعاء عليه كذبا بما ليس به حتى اصغر من شأنه امام الجميع
اولا _ الادعاء عليه كذبا بشيىء من عندى دون ان اتحرى الحقيقة .
ثانيا مهاجمته بقصد الاسائة اليه والتشهير به .
ثالثا _ محاولة احراجه والتقليل من شأنه .
رابعا _ اعلام الناس انى اكثر خبرة ودراية عنه .
خامسا _ محاولة التعالى عليه والتصغير من شأنه .
إن النقد الهدام لا يهدمني أبداً وإن كان جارحاً ، وإن تساءل البعض عن سبب كتابتي لما أكتب الآن، فأنا أعلم أن السكوت خير رد إن فكرت في الرد، ولكني أحب دائماً أن أعطى فرصة لكل الناس ربما تغيروا أو غيروا زاوية نظرهم للأشياء حولهم.