أكد مركز حقوقي في غزة أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تواصل سياسية اعتقال مرضى القطاع ومرافقيهم على معبر بيت حانون "إيرز".

وأوضح المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بيان صحفي، أن "القوات المحتلة الإسرائيلية تستغل المعبر لابتزاز المرضى ومرافقيهم، إذ كانت قد اعتقلت 8 من المرضى ومرافقيهم خلال العام الماضي، معتبرا أن استمرار تلك السياسة يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي، كما أنه يشكل نوعا من أنواع المعاملة أو العقوبة القاسية واللاإنسانية والمهينة.

وأدان بشدة اعتقال قوات الاحتلال المتمركزة على معبر بيت حانون "ايرز" مريضا من سكان قطاع غزة، كان متوجهاً للعلاج في مستشفى سيرجي كير في الضفة.

ووفقاً لتحقيقات المركز، ففي صباح يوم الاثنين الموافق 7 كانون الثاني (يناير)2014، قامت القوات الإسرائيلية المحتلة المتواجدة في معبر بيت حانون باعتقال المريض يوسف خلف إبراهيم أبو الجديان (28 عاماً)، من سكان مدينة دير البلح، والذي كان ينوي التوجه إلى مستشفى ( سيرجي كير)، في مدينة رام الله في الضفة، لإجراء عملية جراحية في قرنية العين اليسرى، بسبب تهتك القزحية.

وكان المريض أبو الجديان قد خضع للعلاج في جمهورية مصر العربية، بعد أن رفضت السلطات المحتلة منحه تصريح مرور للعلاج في مستشفى سان جون في مدينة القدس في شهر آذار (مارس) من العام الماضي، غير أن وضع المريض الصحي لم يتحسن رغم توجهه للعلاج في مصر.

وقالت سلوى أبو الجديان (67 عاماً)، وهي والدة المريض يوسف لباحث المركز: "وصلت وابني يوسف معبر بيت حانون عند حوالي الساعة السابعة من صباح يوم الاثنين، وفي حوالي الساعة التاسعة صباحاً، وبعد أن أجرى موظف التنسيق على الجانب الفلسطيني من المعبر الإجراءات اللازمة سمح لنا بالدخول إلى داخل المعبر، إذ خضعنا للتفتيش الآلي وتفتيش أمتعتنا.

وأضافت: "انتقلنا لاستلام هوياتنا وتصاريحنا للدخول، وعندما وصلنا شباك الاستلام، فأمرتنا مجندة الانتظار في غرفة الانتظار، وبعد 10 دقائق حضر شخصان كانا يلبسان زياً مدنياً وطلبا من ابني يوسف جهاز الهاتف المحمول، فأعطاهما الجهازين الذين كانا معه وأخذوا جهاز المحمول الخاص بي أيضاً".

وتابعت: "انتظرت نحو ساعة، إلى أن جاء جندي مسلح وناداني باسمي، قال لي لا يوجد لي تصريح، وأمرني بأخذ حقيبتي والعودة إلى غزة، وعندما عدت للمنزل أخبرني ابني حازم، بأن أحد الأشخاص عرف نفسه بأنه من المخابرات الإسرائيلية، أبلغه باعتقال يوسف، وأنه نقل إلى سجن المجدل".

جدير بالذكر أن سلطات الاحتلال تحكم حصارها الشامل على قطاع غزة، وتمنع حركة وتنقل سكانه من وإلى القطاع بشكل كامل.

ويمثل معبر بيت حانون "إيرز" الرئة الوحيدة لسكان القطاع للسفر إلى الضفة، بما فيها القدس، وخاصة للمرضى الذين لا يتوفر لهم علاج في مشافي القطاع.

وندد المركز الحقوقي باستمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في اعتقال المرضى الفلسطينيين أثناء رحلة علاجهم، مطالباً بالإفراج الفوري عن جميع المرضى، وضمان عدم تعرض حياتهم للخطر.

وأكد على خطورة استهداف المرضى، واستغلال حاجتهم للعلاج داخل مشافي إسرائيل أو الضفة، والعمل على ابتزازهم، داعياً المجتمع الدولي بما في ذلك الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة، للوفاء بالتزاماتها، وتحمل مسؤولياته باتخاذ إجراءات فورية لوضع حد لانتهاكات القانون الدولي الإنساني التي ترتكبها السلطات الحربية المحتلة ضد المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم المرضى.