جدية المصالحة الفلسطينية

بقلم: سليم شراب

إن موضوع المصالحة بين فتح وحماس , موضوع واسع وشامل ولا يمكن اختزاله في جانب معين أو في زاوية واحدة.. حادة أو حرجة أنما نأخذ هذا الموضوع على اتساع رقعة مفهومه الأخلاقي والوطني النظري والعملي. وان الكتابة من قبل الأقلام الوطنية الشريفة بهذا الموضوع الضروري والجاد جدا
هذه المبادرة التى اطلقها الاستاذ اسماعيل هنيه و الساسة الفلسطينيون من مصالحة وطنية بينهم ,هو دليل على روح التسامح وقبولها بالطرف الآخر, ووضع حل وحد للانقسام البغيض الذي طال الحالة السياسة الفلسطينية والمشهد الفلسطينىى .
تلك المبادرة هى ترميم الصدع الحاصل في وحدة الوطن ونسيجه الاجتماعي , وهذا الترميم مسؤولية الجميع وليس مسؤولية فتح وحماس أصحاب المبادرة , وعلى جميع مكونات المجتمع المشاركة الجادة في هذا المشروع ضمن آليات ناجعة وفعالة تدفع مشروع المصالحة إلى الأمام وتنقله من حالة التنظير إلى الواقع العملي . وان مبادرة المصالحة الوطنية ضروري جدا .
ورغم النوايا الحسنة التي تبديها قيادات فتح وحماس, إلا أنها تحتاج إلى خطوات عملية وعلمية - إضافة إلى القدرة والإرادة من قبل القائمين على المشروع والمتلقين له , وعلى فتح وحماس خلق آليات وورش عمل مرنة وبسيطة لخلق مناخ وطني نقي يعتمد لغة الحوار والمكاشفة والمصارحة .
وعلى الأطراف المختلفة أن تتلقى هذه المبادرة بروح وطنية متفهمة وعاقلة وان تعدل من خطابها السياسي, وذلك يعود لمصلحة الوطن ومن اجل التقليل من الاحتقانات المتوترة في الشارع الفلسطينى" " وعلى جميع الأطراف أن تبدي استعدادها لطي صفحة الماضي وان تقدم دراسات مجدية لإمكانية تفادي الأخطاء في حياة المجتمع الفلسطينى مستقبلا.
وان تستفيد كل القوى السياسية المتخاصمة من فترة الركود والبرود الذي انتاب الكثير منها بعلاقاتها ببعضها البعض أو بعلاقتها بمكونات الشعب وان تعيد قراءة المشهد السياسي بعقلانية واضحة ورصينة وتبادر بانتقاد نفسها قبل غيرها. وان تصلح ما أفسده الدهر في تلك العلاقة التي دفع ضريبتها المواطن الفلسطينى البسيط ثمنا غاليا .
وعلى منظمات المجتمع المدني أن تساهم في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة وتقليل الاحتقان بين فتح وحماس من خلال خلق قنوات اتصال وتواصل مع أبناء الشعب الواحد. عن طريق منافذها المؤثرة داخل المجتمع الفلسطينى.
ومن ايجابيات المصالحة هو تفعيل الحراك السياسي في المجتمع ورفع الوعي السياسي لدى المواطن العادي وتقلل الاحتقان القائم بين حركتى فتح وحماس وهذا يعود بالنفع والاستقرار على الوضع السياسي والاقتصادي لشعبنا بالضفة وغزة .