حقيقة برؤيتي للواقع العربي، وما حدث فيه من تغيرات طفرية جذرية ،خصوصا أن الأمر ، قد أطاح برأس الحكم ،وأطاح بالأنظمة الحاكمة في معظم بلداننا العربية كما في مصر وتونس والعراق ..و لكي نجيب يا أحبائي بموضوعية ،وبعيدا عن رؤية الذات الضيقة والمحدودة عن كيفية الخروج من تلك الأزمات الدامية منذ سنوات والسالفة الذكر سواء أكانت في سورية ،أوغيرها وعلى أن يكون ذاك الخروج هو فجر جديد يُشع بنوره فتلتحف به المصلحة الوطنية والقومية في كل أقطارنا العربية ولكي تستقر الأوضاع، أولا إذا كانت كل تلك الأزمات قبل أن نخوض في علاجها ،بها اختلاف في مسمياتها أصلا فكيف بالحل إذا ،أقصد من الجانب الأكاديمي ،أننا تعلمنا أن تكون هناك في كثير من الأحيان إجابتين لسؤال ٍ واحد لكن أن يكون أكثر من سؤال له إجابة واحدة فهذا أمرٌ غير منطقي ،ولا يقبله أي عقل من ذوي العقول الرشيدة فمثلا ما حدث في الآونة الأخيرة في مصر يقول البعض عنها سواء أكانوا من المحللين أو السياسيين أنها ثورة ،وبينما يقول البعض الآخر أنه انقلاب يعني ذلك أن هناك اختلافا في مسمى المشكلة ،فكيف إذا بالمخرج الآمن ...وكذلك في سوريه فهناك من يسمي ما يحدث هناك بالاحتجاجات السورية وهذه التسمية قد عمت مع بداية المظاهرات العامة انطلاقًا من درعا وحمص احتجاجًا على ممارسات السلطة المتحكمة في سوريا،وهناك من يسميها الانتفاضة السورية وقد استخدم بعض الكتاب هذه التسمية ولازال بعضهم يستخدمها، كون المظاهرات أخذت شكل الانتفاضة الشعبية العامة وانتقلت بين المدن والأرياف ،ونجد أن للهيئات الدولية والدول الأوربية لها مصطلح آخر جديد تبعا لرؤيتهم وهو" الحرب الأهلية السورية"..وكذلك نجد بعض الدول والتنظيمات الصديقة للسلطة المتحكمة في سوريا يطلقون على ما يحدث بسوريا ب " الأزمة السورية" ،وأما السلطة المتحكمة في سوريا فلها رأيا مغايرا تماما في التسمية فيقولون أنها " المؤامرة على سورية "..حتى في فلسطين نجد أن هناك من يسمي سبب الأزمة والانسلاخ المجتمعي الفلسطيني سببه " الانقلاب الدموي على السلطة في غزة " بينما ترى حركة حماس أن ما جرى كان حسمٌ وليس انقلابا ..بالله عليكم إخواني يامن تحملون هم أمتكم العربية أيها الشرفاء والأحرار كيف يمكن بنا الخروج من كل تلك المشكلات الخطيرة ، ونحن لم نتفق بعد على مسمى واحد هو عنوان رئيسي للمشكلة ؟!! أستطيع أن أقول برؤيتي البسيطة أن كل المصطلحات السالفة باختلافها وتنوعها التضادي لا النوعي يمكني آن أسميها " "بالتفكك العربي البغيض،وانهيار الشعوب ..!!"ويمكن أن ألخص أسباب المشكلات برؤيتي الغير ملزمة والقابلة للنقد في كل بلداننا العربية بما فيها سوريه هي غياب العقيدة الإسلامية الحقة ،وانقراض أقاويل الرسول صلى الله عليه وسلم في مجتمعاتنا كما انقراض الديناصورات والتي منها حيث يقول صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.. إلى أخر الحديث ،وجدير بالذكر هنا أسرد ما حدث عندما قدم المرزبان (رسول كسرى) إلى المدينة يريد مقابلة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه فأخذ يبحث عن قصر الخلافة وهو في شوق إلي رؤية ذلك الرجل الذي اهتزت خوفا منه عروش كسرى وقيصر... ولكنه لم يجد في المدينة قصرا ولا حراسا فسأل الناس : أين أمير المؤمنين عمر؟ فقالوا : لاندري ولكنه لعله ذاك النائم تحت الشجرة.. فلم يصدق الرجل ما سمع فذهب إليه فإذا به عمر رضي الله عنه قد افترش الأرض والتحف السماء وعليه بردته القديمة فوقف المرزبان مشدوها مستغربا وقال قولته المشهورة : ( حكمت فعدلت فأمنت فنمت ياعمر )
أعرف أن هناك من سيتهمني بالسطحية أو بالرجعية والتخلف،لأنه يرى بديل آخر بعيد كل البعد عما ذكرت فيقول أن إحدى أسباب المشكلات هي عدم الفهم الصحيح للديمقراطية سواء أكان ذلك بالنسبة للحكام أو الشعوب مما أدى إلى إحداث شرخ بالغ الأثر و اتساع الفجوة بينهما ،وعندئذ أقول لو عرف القادة أو الحكام ما عليهم من واجبات وما لهم من حقوق غير قابلة للتجاوز أو الانتهازية،وكذلك الشعوب لرجعنا إلى ذات الحديث ولرجعنا إلى ذات التساؤل لما قد نام عمر بن الخطاب رضي الله عنه تحت شجرة بدون حرس ولا قصر يرقد به ..!! لو امتثل حكامنا بذلك لما قامت الثورات ولا الانتفاضات ولا الانقلابات ولا جيء بالربيع العربي المزيف ..!! يا أحبائي في أرجاء المعمورة أقول إذا غابت القواسم المشتركة فكيف يمكن إيجاد قناة اتصال بين المرسل المسئول صاحب السلطان وبين الاستقبال الجماهيري ..وفي ضوء عدم الفهم الصحيح للديمقراطية على حد قول الذين يزعمون بالديمقراطية ..ثم أني أتساءل لو غادر الحاكم برجه العاتي قليلا ونزل لاحتضان الجماهير من مؤيدين أو معارضين هل كان ممكن أن تحدث كل تلك الإشكاليات التي دمرت واقعنا العربي والقومي؟!! لكن الذي حدث كان على النقيض تماما من ذلك وهو وتسلط العائلات الحاكمة وأقاربها ومن والاها على مفاصل حساسة في الدولة، وفرض حالة الطوارئ، واعتقال المعارضة، وتسلط الأجهزة الأمنية، والرقابة المسبقة الاتصالات، واحتكار الإعلام، وغياب المعارضة السياسيّة على الأرض وفي المؤسسات، ومنع التظاهر، والقيود على إنشاء الأحزاب والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني،فضلاً عن الاعتقال التعسفي، والمحاكمات العسكريّة، والملف المعتقلين السياسيين. إن سبب التمرد أو الانتفاضة أو الثورة هو كذلك ينبع من بئر واحد وهو القهر أوالقمع الجماهيري للأبرياء والمساكين والمعذبين في الأرض ،والحلول البديلة كثيرة لمن أراد وبنيته الحل فمن تلك الحلول هي احتواء كل أولئك بكل شهامة ورجولة ومسئولية .. والحل برأيي أيضا هو إدخال واسطات إقليمية راعية ومحبة للسلام الحقيقي لفض النزاع ووقف النزيف الدموي عبر خلق قناة اتصال حقيقية تعتمد على تقريب وجهات النظر ،وتعمل على الخروج من الأزمة بسلام فإذا كانت استقالة الحكام أو تنحيهم عن الحكم فيه نزع لفتيل الخلافات الثائرة ، فليكن وفق قواعد وشروط ودستور يتفق عليه الجميع ومن أمثل الحلول برأيي هو الدعوة إلى مصالحة عامة ،والعمل على إنشاء حزب سياسي كبير للدولة يشمل كافة الأطياف بين مؤيد ومعارض يمكنا أن نسميه "حزب الدولة الآمن " وعلى آن يكون التصويت هو الحكم الفاصل عندما يدب الخلاف أو النزاع الأهم من كل تلك الحلول هو كيف يمكننا أن نحمل قمعا زجاجيا رقيقا جدا ينكسر من أي صدمة ومع ذلك نلقيه من مسافة بعيدة من فوق الأرض فلا ينكسر ما أقصده هو الاحتواء بكل معانيه بين سياسات الدولة والشعوب المقهورة والمغلوب على أمرها ..!!