من لا يعرف مخيم اليرموك ؟ من لا يعرف ذاك المزيج الممانع والصلب ؟ الذي أرق إسرائيل ، مخيم اليرموك ،يا أيها العملاق العربي الفلسطيني الجسور . يا أيها التناقض الجميل والتناغم الحر . يا من قدمت الدماء الزكية والقرابين لأرض فلسطين ، يا وجع العروش ،ومزلزل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية .
منذ عقود وأنت تتصدر المشهد ،بالنضال والتضحية والعمليات النوعية التي أوجعت الكيان الغاصب ، منذ عقود لم تستطيع قوى الظلام ترويض المهر الجامح فيك .لم يستطع مدعو المقاومة والممانعة الزائفة من إحتوائك ،تمردت على كل الأجهزة العميلة ،ولم ترضخ يوماً ،قمرك لم يغيب ولم يأفل نورك .
اليوم ،يتكاتف كل المخصيين على تجويعك ، اليوم تتوحد كل الأفواه الكاذبة على قهرك ، وتبرز تلك الأقنعة الزائفة الأن لطمسك ، الأن فقط نجزم أن الغربان هي من تقتل أطفالك .
مخيم اليرموك ، دمار وقصف وتجويع وحصار ،أتسائل ؟ لماذا مخيم اليرموك ، لماذا المعقل الأخير ؟ والنبض الأخير، والبندقية الأخيرة، أين جبهة الممانعة ،وحزب الله المدعي ،والجبهات المشبوهة ،والقيادات الصماء المتكلسة ، يا ساكني حي المزة الراقي ،كوادركم ومناضيليكم يموتون ، منذ عقود وأنتم عبيداً لدى الضابطة الفدائية .
التاريخ حافل بخزيكم ، وأقنعتكم ما عادت تخفي عوراتك وسوءاتكم ، طفل واحد يرموكي المنشأ، أشرف من كل الزيف المتربع فيكم ، يا جبهات الخزي ،كفاكم ،ألاف الأطفال يموتون .عراب التحرير الزائف ، يقتل أجنة حاضركم والمستقبل . وهو يد المحتل ويد الغاصب .
مجزرة أخرى تضاف إلى تاريخ العرب الحافل بالخزي ،صبرا وشاتيلا أخرى ، دير ياسين آخر ، لماذا الدم الطاهر دوما في أيدي الغربان ،إسرائيل تحاربنا ،بأيدينا وببنادقنا ،وبقوادينا ،قتلت نخوتنا ومروئتنا ،والأن خاتمة النبض الباقي فينا ،مخيم اليرموك .
مخيم اليرموك ....قاوم .
لا تنتظر نخوتنا فقد خانتك .
نحن أجنةً فاسدة ،نراك ، ونثمل .ونتناسل ، ونأكل ،ونشرب .
قاوم ... وأبصق .....على جميع العروش .
ستبقى رمزاً حقيقيا رغم الغربان ورغم التجار ،ورغم ممانعة الزيف وجبهات الكذب .
حسين المعايطة
