بنظرة إلى واقع العمال والخريجين في قطاع غزة ، وبإحصائية بسيطة نخرج بأرقام خيالية ، لا تتناسب مع ما يعانيه الوطن من تخمة في الاقتصاد ، ويشعر الباحث في واقع العمال في غزة أنهم انحدروا إلى الأرض من كوكب زحل ..
معدلات البطالة في قطاع غزة الفلسطيني وصلت إلى 50 ‘ بفعل حظر الكيان الصهيوني توريد مواد البناء إلى القطاع. حيث آلاف العمال في قطاع الإنشاءات والصناعات المرتبطة به تعطلوا بسبب حظر دخول مواد البناء والتوقف التام في عمل المشاريع الإنشائية التابعة للمؤسسات الدولية والقطاع الخاص في غزة بقيمة 200 مليون دولار.
ويجدر الإشارة أن قطاع المشاريع الإنشائية يشمل عمليات بناء المساكن والمنشآت الاقتصادية وخدمات الصرف الصحي والكهرباء والمياه والبنى التحتية وغيرها.
وبات من الواضح أن هذا التوقف من شأنه أن يدهور الاقتصاد المنهك بسبب الحصار الإسرائيلي، وبلغت الإحصائيات الرسمية بأن قطاع الإنشاءات يسهم بـ35 ‘ من اقتصاد غزة.
سردت هذه المقدمة بعدما اعتدت ملاحظة مئات العمال يصطفون لاهثون بحثا عن أسمائهم في رزمة أوراق مبعثرة على جدران وكالة الغوث أو المؤسسات أو الوزارات وأحيانا كثيرا على جدران المساجد ، وسعيد هو من يجد اسمه أدرج في قائمة بطالة لمدة 3 شهور ويشعر ان أبواب الجنة قد فتحت له ، ويشرع برسم مخططات أحلامه الفقيرة بسداد ديونه المتراكمة للبقالة المجاورة أو ملاحقة فواتير الكهرباء والماء والبلديات ..
عندنا في قطاع غزة يوجد مواسم للأسواق لكل منطقة يوم محدد ابتداء من السبت حتى الجمعة يتوجه الأهالي لشراء حاجاتهم من خضار وغيرها تكفيهم بشكل نسبى طوال الأسبوع ،هذه الأسواق الشعبية ورغم أنها مقبولة السعر، إلا أن احد العمال قال لي (اكره يوم السوق الشعبي ) لأني والله اشعر بحرج أمام اطفالى وزوجتي لأني لا املك ثمن كيلو الطماطم أو البطاطا ، وآخر قال لي انتظر ما تبقى من وراء الناس حتى أسد جوع وحاجات اطفالى
انه الواقع المرير لعمالنا والعاطلين عن العمل في الوقت الذي شعرنا بضياع كل شيء ، حتى الوطن بدا يضيع بين عاصمتين وحكومتين ، تأسيسا لما سبق أقول إلى أمراء الانقسام أقول لا تفرحوا فالتاريخ ينتظركم ولا ثوابت في بلادنا ..