زوال السلطة يشكل تهديداً لإسرائيل

بقلم: فايز أبو شمالة

زوال السلطة الفلسطينية يشكل تهديداً لإسرائيل، هذا ما صدر عن الاجتماع السنوي لسفراء إسرائيل حول العالم ولاسيما سفراء إسرائيل في الاتحاد الأوروبي، الذين رأى بعضهم أن تهديد الاتحاد الأوربي بوقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية هو تهديد لإسرائيل نفسها، وليس تهديداً للسلطة، وذلك أن وقف المساعدات من الاتحاد الأوروبي ومن الولايات المتحدة الأمريكية سوف يؤدي إلى انهيار السلطة، وعدم قدرتها على القيام بدورها.
إذا كان هذا هو الجزء المعلن في صحيفة معاريف عن المشاورات التي أجراها سفراء إسرائيل حول العالم، فما هو الجزء السري من مشاورات السفراء؟ وهل وقف الأمر عند حدود المسئولية المالية تجاه السكان الفلسطينيين؟ وهل تخشى إسرائيل التكلفة المالية للاحتلال، أم أن هنالك قضايا جوهرية أخرى، ناقشها سفراء إسرائيل حول العالم، سيكون لها التأثير السلبي على الكيان الصهيوني في حالة انهيار السلطة الفلسطينية؟
من المؤكد أن انهيار السلطة الفلسطينية ستفرض على قادة الكيان الصهيوني أن يتحملوا المسئولية الإدارية والحياتية للسكان الفلسطينيين بشكل مباشر، وهذا بحد ذاته يشكل إرهاقاً للكيان الصهيوني الذي يحرص على يهودية الدولة، ويهرب من دولة ثنائية القومية بديلاً للاحتلال المباشر، ولكن الأهم من كل ما سبق هو المسئولية الأمنية التي ستقصم ظهر الاستقرار السائد، والمطمئن لحياة المستوطنين، والمشجع على مزيد من الاستيطان.
فهل كان تقدير سفراء إسرائيل لأهمية السلطة الفلسطينية أهم الأسباب التي دفعت وزير الخارجية الإسرائيلية أفيقدور ليبرمان لتعديل موقفه المتطرف، ليقول في جنيف: إن اسرائيل مستعدة لقطع شوط كبير من اجل التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين؟
وبعيداً عن الانقسام الحاصل في الساحة الفلسطينية، فإن تقدير السفراء الإسرائيليين لخطورة انهيار السلطة الفلسطينية على الإسرائيليين أمر يجب أن يؤخذ كنقطة قوة لصالح الشعب الفلسطيني، الذي ما زال يخضع لابتزاز الراتب في مطلع كل شهر، والذي ما زال ينشغل بكيفية تدبير شئونه الحياتية في حالة انهيار السلطة الفلسطينية.
حديث السفراء الإسرائيليين يذكرني بوزير الحرب الصهيوني السابق بنيامين بن آلعيزر، حين قال في حديث مع الإذاعة العبرية: إن انهيار السلطة الفلسطينية كارثة لإسرائيل.