كانت ولا زالت جزائر الثورة والحرية أيقونة مقدسة ..طليعة في العطاء..سخية في الفداء، كريمة إن شحت الرجال، جزائر الإلهام لكل فلسطيني، هذه البهية والعصية والأبية ، ومجد سيرتنا العربية، وإكليل من قطوف الكرامة يتدلى فوق عنق كل حر على الارض.
ليس غريبا عن جزائر الاوراس ان تظل معنا تضيء عتمة خندقنا هنا في فلسطين، فقد وهبت مالها، ورجالها، وجرحها، وكسرت آهة وحدتنا حين ضاقت الارض علينا بما رحبت، فمنها كانت شرارة ثورتنا الاولى، ومنها استلهمنا حكايات البطولة والكفاح، ومن عبق دمها امتشقنا سلاحنا لنقاتل كما قاتلت مغتصبيها في التلال والجبال والسهول والهضاب، وعلمتنا كيف يصبح الشرف موقفا، مبدأ، ونهج حياة.
الجزائر التي أفردت لاسرانا صفحات جرائدها، وتالمت لوجعهم من خلف القضبان، واسهمت في نشر معاناة جرح أدمى معاصم وقلوب رجالنا في الأسر، وفي غياهب السجون الصهيونية، الجزائر التي لا نملك حيال عظمتها وعطائها إلا لسانا يلهج لها بالدعاء، وتاريخا يكتب بمداد من نور ونار، لابطال الكلمة والصورة في الجزائر الذين لم يبخسوا اسرانا حقهم، فدافعوا عنهم معنا.
هو شكر واجب في زمن يقف الفلسطيني فيه فوق حافة الجوع والحصار والتنكيل والوحدة، لم نجد يدا اكثر دفئا من حضن الجزائر وقلوب رجالها ونسائها واطفالها الاحرار. من هنا كان لزاما ان نقول للصحافة الجزائرية بوركت، وسلمت اقلامك، ودام عطاؤك لفلسطين واهلها.