شنطوح اسم مستعار لشخص حقيقي واقعه ،الآن يعبر عن واقع الحال في بلادنا
هو شخص أمي ، كان يعيش على باب الله ، متسكع لا يملك قوت يومه ، وكان دوما يمارس هوايته بجمع بقايا عقاب السجائر ليدخنها ، لذا أطلق عليه شنطوح أبو السبارس ..
تغيرت الأحوال ، وكبر الأخ الأصغر لشنطوح وكان يدعى أبو النعرات ، وتعلم أبو النعرات فنون الكذب والنفاق والخداع ، والتسلق ، وجمع أبو النعرات بين المقاولة والمقاومة ، وبطفرة غير طبيعية من النمو الغريب فوق قمامة الزبالة ، أصبح يشار بالبنان إلى القائد أبو النعرات ، وكثر المدلسين المنافقين ، ماسحي الصحون من حوله المعتادين على أكل فتات القوم ..
ولكن القضية لا تكمن هنا ، فربما نجد في هذا الزمن من ينبش في الحيل الدفاعية والتبريرات لأبو النعرات ، ويعتبر أن ما أوصله لذلك هو شطارته وفهلوته ، فى زمن سيادة عصر الشطار والفهلوية ..
والأمر الغريب جدا أن ماسحي الجوخ قزموا أنفسهم بشكل أكثر من قزمتيهم المعهودة ، وشرعوا يتقربوا من شنطوح أبو السبارس ، ويشتروا له افخر أنواع السجائر ليناولوا حظا من مجالسته للتقرب إلى أخيه أبو النعرات ، عسى أن يقربهم بدوره إلى كبار المسئولين في زمن أصبح من يمتلك المال والعرنطه له حظوة أكثر من غيرة ،حتى لو كان إمام المتعلمين والمثقفين والصادقين ..
تغيرت الأحوال وأصبح شنطوح ممن يلبسون الياقات ، رغم انه جعلها أطول من قامته إلا انه أصبح يلبس البدل والياقات – طبعا المهداة من جموع الاكارش والمدلسين ، وشرعنا نرى شنطوح بعد فترة يفتى أن الدخان حرام ، وزواج الواحدة أيضا حرام فلابد بد أن تتزوج الثانية ، وان حصلت على الثانية وجب عليك أن توتر ، وان أوترت ، فلابد للطاولة أن تجلس على أربع ، وشبه شنطوح الرجال السائرين والمسبحين بفلكه بالطاولة ، ولا غرابة ، هكذا أصبح شنطوح أيضا مفتى الديار غير المقدسة ، فلا غرابة ونحن الآن في زمن كثر فيه الشناطيح الذين صاروا أهل الربط والحل
كتب د ناصر إسماعيل اليافاوي