يعتبر المسيحيون جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، قدموا تضحيات جسام في سبيل الدفاع عن فلسطين وأرضها وإحقاق حقوق شعبها الأبي، فخطت أسماءهم في قوائم الشهداء والأسرى، وكانوا وما زالوا يتبؤون المناصب السياسية والاجتماعية ليرفعوا فلسطين ويعلوا شأنها، والمسيحي كأي فلسطيني يعيش على ارض فلسطين مهد الديانات ومهبط الانبياء، هدم منزله، وشرد ابناؤه، اضافة للكثير من المعيقات من بطالة وسوء للاحوال الاقتصادية، واعتداء على المقدسات ودور العبادة من كنائس وأديرة ورجال دين، ليسطر بصموده ورباطه قصة التحدي والاباء.
ومن هذه التحديات :
أولا: تسارع وتيرة الهجرة:
• الهجرة بسبب اجراءات الاحتلال
تتسارع الاحداث على ارض فلسطين وفي سباق مع الزمن حيث تسعى إسرائيل بكل أساليب الترهيب والترغيب لفرض امر واقع جديد في اشاره واضحه من حكومة الاحتلال الى حسم مسألة التوازن الديمغرافي لصالح تهويد المدينه المقدسه لطمس معالمها المسيحية والإسلامية وكل ما عليها، فعلى الرغم من عدم شرعية ما تقوم به إسرائيل الا انها ماضية في تحقيق اهدافها في ظل غياب حضور رسمي عربي عن ساحة الفعل اليومي في مواجهة اي اجراء من شأنه حسم مسألة الوجود على الارض، لذلك فإن اي فعل او اجراء احتلالي على الارض لحسم مسالة السياده سيجعل دولة الاحتلال تقوم بأي فعل مُشين للضغط على المواطنين، وهذا ما حصل بالفعل مع المواطن المسيحي في فلسطين من خلال الاجراءات الطاردة التي تقوم بها دولة الاحتلال من منع اعطاء التصاريح وتضيق الخناق عليهم و منع اعطاء لم الشمل للمواطنين.
• هجرة العقول المسيحية الى الدول الغربية:
حين تعتكف الأجيال القادمة على دراسة التاريخ المعاصر ستجد بلا شك أن كفاح المضطهدين ونضالهم من أجل الحرية وتقرير المصير كان هو السبيل الوحيد للنجاه لذلك نجد أن الكثير من مسيحيو فلسطين هاجروا الى الدول الغربية بشكل خاص و العربية بشكل عام، فكان السبب الرئيسي لهجرتهم أكثر الى الدول الغربية هو الحروب و النزاع الطائفي الذي تشهده الدول العربية و التي ازدادت حدتها في السنين القليلة الأخيرة، الأمر الذي يدفع بهم للهجرة الى الدول الغربية من جهة ناهيكم عن عوامل الجذب التي تبثها الدول الأوروبية والتي من شأنها تشجيع المسيحي الفلسطيني للهجرة بعيدا عن الظروف التي يعيشها بفلسطين.
ثانيا: عدم امكانية الوصول الى المقدسات:
يعاني المواطن المسيحي من الاجراءات التعسفية التي تمارس ضده من قبل دولة الاحتلال و خاصة المواطنين المتواجدين في الضفة الغربية و قطاع غزة و صعوبة امكانيتهم من الوصول الى داخل القدس و الاراضي المحتلة بعدم اعطائهم تصاريح لزيارة المقدسات المسيحية و الكنائس إن كان ذلك في الأعياد أو بالزيارة العادية الأمر الذي يزيد من مطامع الاسرائيلين بها ناهيك عن قيامهم بالتعرض لها من قبل قطعان المستوطنين اولا وثانيا ينشأ جيل مسيحي بعيدا عن كنائسه.
ثالثا: تعثر عملية السلام :
اثر تعثر عملية السلام في المنطقة سلبا على المسيحيين في فلسطين وذلك لانه شكل عقبة كأدة أمام تطور المجتمع الفلسطيني و خاصة في في عدم وجود سلام مبني على العدالة.
سُبل حل المشاكل التي تواجه المواطن المسيحي في فلسطين:
اولا:التمسك و الحفاظ على الهوية العربية الفلسطينية في وجه كل الممارسات الهادفة الى تهجير المسيحيين أو تهميشهم.
ثانيا: الأنصاف في المناهج التعيلمية و كل مكونات المجتمع نظرا لما قدمه المسيحيون على الصعيد الوطني و الثقافي و الفكري و الاقتصادي في فلسطين.
ثالثا: تعزيز تواجد المواطنين الفلسطينين المسيحين في اراضيهم و تدعيم صمودهم و بقائهم ماديا و معنويا، وذلك لاننا ندرك تماما بان التنوع و التعددية أهم مقومات المجتمع الفلسطيني.
رابعا: دعم الدور الثقافي و الصحفي و الفكري للمسيحين و خاصة أنهم أول من بادر الى تأسيس الصُحف و المطابع، وكان لهم دور تاريخي في بلورة الفكر القومي العربي.
خامسا: الحفاظ على الإرث المسيحي من خلال تنظيم الزيارات الدورية للمقدسات المسيحية في البلاد.
سادسا: توجيه دعوة لكافة الطوائف المسيحية في البلاد العربية من تكثيف زيارتهم الى المقدسات المسيحية في فلسطين.