لقد دفعت قطر مليارات الدولارات في انشاء المحطات الفضائية, ولكن الاهم ان هذه المحطات لا تقدم اي عمل ابداعي, ولكنها تقدم الاحداث التي تجري في العالم العربي, تعرض تقارير عن الحروب والنزاعات والانتخابات وغيرها من احداث, وتعرض برامج للتعقيب على هذه الاحداث, او تعرض الاحداث الرياضية, فهي لا تقوم بأي عمل يكلفها ماديا, مثل عمل درامي او افلام او مسلسلات, بحيث تعتبر الاحداث هي الوقود التي تشتغل علية محطات قطر الفضائية, فبدون احداث كل محطات الجزيرة لا تساوي شيء, وهنا السر الذي نريد ان نتكلم عنه.
ان الفترة التي تشهد حالة من الاستقرار في العالم العربي تعتبر خسارة كبيرة لمحطات الجزيرة, لان الناس في فترة الاستقرار ستتجه الى اعمالها وستتجه الى ما هوا اهم, اما عندما يسمع المشاهد العربي بمقتل 400 شخص فأنه بالتأكيد سيبقى ينتظر ساعات طويلة على تلفزيون الجزيرة لمشاهدة ملابسات الحادث والتفاصيل على كيفية هذه الحادثة, اما بدون احداث مهمة على نفس السياق السابق فلن يشاهد الجزيرة احد, وستخسر قطر كل الاموال التي دفعتها لإنشاء هذه المحطات.
لذلك عندما يشهد العالم العربي فترة استقرار فأن الجزيرة تريد ان تغير هذا الحال, فقامت بالتخطيط لكي تبقى الاحداث والحروب مستمرة, وذلك من خلال عدة طرق وهي كالتالي:
اولا: زيادة حالة الاستقطاب والانقسام, هذه النقطة هي نقطة اساسية لدى الجزيرة في ابقاء واستمرار الاحداث, فمثلا تقوم بالوقوف الى جانب التيارات الاسلامية المعادية للدول والحكومات, وذلك لتقويتهم وجعلهم يقدمون على مواجهة الانظمة, وفي هذه الحالة يزيد عداء الانظمة للتيارات الاسلامية ويزيد اصرار التيارات الاسلامية على المواجهة, وفي مثال اخر لزيادة الانقسام ما يقوم به برنامج الاتجاه المعاكس, فهو يبحث عن اي نقطة خلاف في الوطن العربي وينميها ليزيد من حجم الخلاف حتى يصل الى حد المواجهة, فقد عملت الجزية بشكل جيد جدا في تضخيم الخلافات البسيطة حتى تصل الى العنف المسلح, وبالتالي تبث الاخبار حول هذا العنف, وبالتالي تحصل على مشاهدة عدد كبير من الناس لها, وتضمن استمرار ارباح القناة.
ثانياً: الدعم المالي للمعارضة, قامت دولة قطر بالعديد من عمليات الدعم المالي الكبير للحركات المعارضة للأنظمة, بحيث تضمن استمرار هذه المعارضة وبالتالي استمرار الخلاف مع الانظمة, الذي يتم تضخيمه ليصل الى حالة العنف, فمثلا قامت بدعم الاخوان المسلمين في مصر ماليا, وهذا ما جعل الاخوان يصممون على تحدي الجيش وعد الاستسلام للأمر الواقع, وعندما ارادت حركة حماس في غزة ان تتجه الى المصالحة بسبب الحصار والضائقة المالية, قامت قطر بدعمهم ماليا لكي يضمنوا استمرار قوة حماس في مواجهة السلطة الفلسطينية.
ثالثا: التدخل العسكري المباشر, في ظل عدم قدرة قطر على جعل حالة من الاحداث مستمرة فأنها قامت بتجهيز حركات مسلحة لإنشاء وافتعال احداث دموية تجذب المشاهد, فمثلا قامت باستغلال الاحداث في سوريا بشكل جيد, فقامت بإنشاء حركات مسلحة في سوريا يكون هدفها افتعال الحروب في حالة الهدوء, وجر النظام السوري الى قتل المزيد من الناس, لكي يخرجوا بخبر يشد الانتباه, مثل خبر استخدام الكيماوي وموت المئات من الناس, كل ذلك له اهمية لدى قناة الجزيرة.
رابعاً: دعم المسلحين اعلاميا وماديا, اذا كان المسلحين لا يرغبون في الحرب فأنهم حتما سيحاربون بفضل دعم قطر لهم مالياً ودعم الجزيرة لهم اعلاميا, من خلال تبرير الحرب لهم ومن خلال تعظيم انتصاراتهم ومن خلال زيادة عقيدتهم في الحرب, وجلب التعاطف لهم, فكل شيء سيكون جاهز لكي لا تتوقف الحركات المسلحة عن قتل الناس وافتعال المشاكل الدموية.
في النهاية لا بد ان نقول ان جزء كبير من معاناة الشعوب العربية وجزء كبير من احزانها وتخلفها, هو بسبب الارباح التي تريد ان تحققها الجزيرة, فالجزيرة لا يهمها ان يعيش الناس بسلام ولا يهمها مدى تقدم وتطور العالم العربي, ولا يهمها قوة او ضعف طرف معين, ولا يهمها ان يسود الاخوان او يسود النظام, ولكن ما يمها هو فقط الارباح, وانا ادعوا الباحثين والكتاب الى البحث في هذا الموضوع كثيرا لكشف خطورة الجزيرة وغيرها من الفضائيات, ومعا وسويا من اجل استقرار وسلام الشعوب العربية, ولا للحروب المفتعلة من قبل الجزيرة وبدعم اسرائيلي امريكي.