أيها القادة أين انتم من شباب غزة ؟؟

بقلم: عزام الحملاوى

يعيش شباب غزة حالة من عدم الاستقرار الدائم سواء بسبب الوضع الوظيفي,أو الاجتماعي الذي يصطدم بخطط الحكومة للتنمية والتي لازالت حبرا على ورق حتى هذه اللحظة, وهذا ما جعل الشباب الفلسطيني يعيش حالة من القلق, والخوف, والمعاناة, لان الحياة التي يعيشها شباب غزة لاتبشر بخير إن ظل الحال الراهن على ماهو, فاليأس, وعدم الأمان, وضياع الأمل, وانتشار البطالة, وتعاطي المخدرات, وكبت الحريات, تشكل جميعها شكل وأسلوب حياة الشباب في غزة اليوم0

لذلك يهيم شباب غزة في الشوارع بدون هدف لساعات بعد منتصف الليل ليقتلوا وقتهم لأنهم يعانوا من خيبة الأمل, والإحباط الذي ينعكس على سلوكهم في ظل عدم وجود فرص عمل في المؤسسات الحكومية, وغير الحكومية، وصعوبة السفر, وتراجع الخدمات, كل هذا أدى بالشباب إلى حالة من فقدان الأمل، ودفعت الكثير منهم للانحراف والإدمان على المخدرات, وهذا ساعد على تأخر الزواج وعدم الاستقرار للشباب مما نشا عن ذلك مشاكل اجتماعية جديدة0

كل هذا اثر على إرادة ومعنويات الشعب وخاصة الشباب, لأنها الشريحة التي تعمل دائما على التخلص من الاحتلال, وهى التي تكوَن دائما اللبنة الأساسية للمجتمع, بالإضافة إلى ماتعانيه القضية الفلسطينية بعد الانقسام من فشل ذريع في المفاوضات حتى اليوم0ورغم إن إسرائيل تتحمل مسؤولية الحصار وما نتج عنه في غزة, إلا أن حماس لم تعمل على دعم صمود الشباب, ونشر العدالة, والمساواة الاجتماعية, والديمقراطية, وإطلاق الحريات, ولم تتعامل مع الشباب الذين بدؤوا بالتفكير بالهجرة خارج الوطن من خلال توفير البرامج والحياة الملائمة لهم, ولم تتعامل حماس أيضا معهم بما يعكس أن هناك حالة حصار وذلك بتخفيف الأعباء المعيشية وعدم زيادة الأسعار, ولم يقف الأمر عند هذا الحد فلقد عملت حماس على تدمير أحوال ومفاهيم الشباب أكثر لأنها خرجت عن نطاق الهوية الوطنية الفلسطينية, وأحدثت تغيير كامل وشامل في القيم, والعادات, والمفاهيم, التي بقيت لفترات طويلة تثبت وتبرهن على انتماء الشباب للهوية الوطنية الفلسطينية, وغيرت فرص المشاركة في الفعاليات الداخلية والخارجية بشباب حماس لتبديل الهوية الوطنية إلى الهوية الحمساوية مما سارع في إيصال شباب غزة إلى الضياع, وفقدان الأمل بالمستقبل, وعملت حماس على خلق جيل من الشباب الغير قادر على تحمل مسؤولياته, وذلك من خلال خلق جيل كبير من البطالة ليكون معطل العقل والإرادة، وغير قادر على اتخاذ القرار نتيجة ضعف وضعه الاقتصادي والوظيفي, وكذلك فرقت بينه وبين شباب حركة حماس وحرمته من كل شئ ووهبت كل شئ لشبابها0

إن من يتحمل مسؤولية مايحدث للشباب في غزة هي حكومة غزة لأنها هي من تحكم وتدير شؤونها, وبالتالي هي المسئولة عن علاج مشاكل الشباب الوظيفية والمعيشية, ولأنها طرف اساسى من أطراف الانقسام، وهذا لايعنى أن نعفى بقية الفصائل والحركات الفلسطينية من تحمل جزءا وليس بسيطا من المسؤولية0 لقد آن الأوان لوضع الحلول الجادة التي تتعامل مع مشاكل الشباب في غزة من خلال الاهتمام بقضاياهم ومشاكلهم مع إشعارهم بالأمان والاستقرار, وعدم كبت حريتهم والضغط عليهم، وإشراكهم في صنع القرار من خلال إعادة الاعتبار لنظام سياسي واحد وموحد قائم على الوحدة ، وعدم التعامل معهم بتمييز أو واسطة, وهذا يحتاج إلى مشاركة الجميع من خلال إنهاء الانقسام لان هذا سيعيد الثقة, وسيساعد على اعتماد سياسة عاجلة لمعالجة ما أفسدته المرحلة الأخيرة للانقسام, ويجب توفير فرص العمل, والدورات الكفيلة على النهوض بواقع الشباب0

وأتمنى على حكومة حماس أن تعيد حساباتها وخططها في طريقة التعامل مع الشباب, والأسباب التي أوصلتهم إلى هذا الحال المزري, وعليها أن تضع مصلحة الإنسان الفلسطيني نصب أعينها وفى الدرجة الأولى, وأطالب الشباب بان يعملوا على تطوير أنفسهم حتى تكون لديهم القدرة على انتزاع حقوقهم من خلال برامج ونشاطات حقيقية تثبت قدراتهم على تحدى الواقع المرير والتغلب عليه0