أكد سياسيون ونقابيون على الثوابت والحقوق الفلسطينية ورفضهم للمفاوضات الجارية مع اسرائيل، واعتبروا أن ما يحدث من تفاوضٍ علني أو سري هو تمهيد خطير لتصفية القضية الفلسطينية وتضييع الحقوق، وحذروا من التمادي في هذا "العبث" السياسي الخارج عن أي إجماع أو إسناد وطني.
جاء ذلك خلال المؤتمر النقابي السياسي " فلسطين حق يأبى التنازل " الذي نظمه تجمع النقابات المهنية الفلسطينية بغزة بمشاركة ممثلين عن الفصائل الفلسطينية والمئات من النقابيين والنقابيات.
وشدد سامي أبو زهري القيادي في حركة حماس في كلمة خلال المؤتمر على رفض حركته للمفاوضات الجارية و"أنها تسعى لتصفية القضية الفلسطينية، وأن شعبنا الفلسطيني لم يخول أحد بالتنازل عن حقوقه أو التفاوض باسمه ".
وأضاف أبو زهري " إننا في حركة حماس نجدد رفضنا لما يجري من مفاوضات يكون المستفيد منها هو الاحتلال الإسرائيلي ويوظف ورقة التفاوض من أجل التطبيع مع بعض الدول العربية".
وأكد أبو زهري على أهمية الاجماع الوطني على رفض المفاوضات وتشكيل إطار وطني جامع لضمان إجهاض المفاوضات وعدم التوصل لأي اتفاق يهدف لتصفية القضية الفلسطينية ".
وقال أبو زهري " رسالتنا لكيري وعباس أننا في حماس لن نقبل بتمرير أية اتفاق يمس بالثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية ".
من جانبه عبر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش في كلمته عن رفض حركته للمفاوضات الجارية الهادفة لتمرير خطة كيري الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية، داعيا الكل الفلسطيني لرفض المفاوضات الجارية والالتفاف لترتيب البيت الفلسطيني ".
وأضاف البطش " ما ينتظر من المفاوضات الجارية هو أسوء بكثير من اتفاق اوسلو، وأن حركة الجهاد الإسلامي ليست مع أي خيار ينتقص من حقنا وثوابتنا الوطنية وسنعمل مع كل القوى الحية لكسر هذا الاتفاق واسقاطه ".
وأكد البطش على أن حركة الجهاد الإسلامي مع جهود المصالحة وإنهاء الانقسام وبناء المرجعية الوطنية الفلسطينية، ومعا وسويا من أجل حقوقنا وثوابتنا ".
ثم ألقى خضر الجمالي كلمة الإعلاميين الفلسطينيين قال فيها " لا يخفى عليكم ما تمر به القضية الفلسطينية وما تتعرض له من محن وخطوب جراء السياسة الصهيونية التي تهدف للنيل من مكوناتها، ما يستدعي إعادة بناء المشروع الوطني على أساس برنامج المقاومة والحفاظ على الحقوق والثوابت الفلسطينية، وعدم الاستفراد بالقرار الفلسطيني تحت عناوين واهية منها : " العملية السياسية والتفاوض مع من سلب الارض ومارس شتى انواع الظلم بحق اصحاب الارض الشرعيين ".
وأضاف الجمالي " وإننا في قطاع الاعلاميين و الصحفيين نؤكد للجميع على أننا لن نصمت على أي تنازل يمس حقوقنا ومقدساتنا ، وسنعمل بوسائلنا الخاصة من الكلمة و الصورة والتحقيق وعبر الاثير والفضاء على كشف وفضح كل من يتساوق مع مشاريع الاحتلال فالإعلامي والمثقف لن ينكسر للظروف ولن يساوم على الكلمة مهما بلغت التحديات والتهديدات وخطورة المرحلة وضغوط الحياة ونؤكد على ان أي اتفاق لا يحافظ على الثوابت الفلسطينية التي ضحى من أجلها شعبنا على مدار عقود وتعاقب أجيال لن يكتب له النجاح وعليه ندعو الفصائل الفلسطينية للتوحد وانهاء الانقسام على برنامج المسك بالحقوق والمقاومة وضرورة الإجماع على استراتيجية وطنية تحافظ على الثوابت الفلسطينية ".
وألقى نقيب المهندسين كنعان عبيد كلمة النقابات الهندسية قال فيها " ونؤكد على الثوابت الفلسطينية وعلى رأسها أم الثوابت حق المقاومة وحق إزالة المحتل تماماً عن كامل فلسطين وحق عودة الديار الفلسطينية وعلى حق الشعب الفلسطيني في محاكمة المحتل وجميع مكوناته و حق مقاضاة بريطانيا وأميركا وكل من قدم مساعدة للمحتل و للشعب الفلسطيني حق في محاكمة كل من تنازل عن حقوقه، كما و نعتبر أن المصالحة واجب وطني تفرضه المصلحة الوطنية العليا من أجل فلسطين الأرض و الإنسان .
وأضاف عبيد " إننا في نقابة المهندسين الفلسطينيين ونقابة المهندسين الزراعيين ونقابة المهن الهندسية الفلسطينية ومن منطلق واجبنا الوطني والإسلامي نعتبر أن ما يجري من تفاوض فلسطيني مع المحتل برعاية أمريكية هو بيع لفلسطين واستكمال لوعد بلفور ونؤكد أن الرئيس عباس و أي مفاوض غيرُ مُخوَّلين بالتنازل وأن حق الشعب الفلسطيني بكامل أرضه غير قابل للتصرف من أحد و أن الرئيس عباس لا يملك أن يتنازل حتى عن بيته في صفد وعليه أن يعتذر للشعب الفلسطيني عن تصريحه المشئوم "أن إسرائيل وجدت لتبقى"
وألقى أديب الربعي عضو مجلس نقابة المحامين كلمة المحامين قال فيها " لم يواجه شعب في العصر الحديث أزمة إزاء تحديد ثوابته الوطنية كالشعب الفلسطيني من منظور القانون الدولي، وذلك لأن الشعب الفلسطيني الوحيد الذي لم يُعترف له بأرضه وكامل شعبه، حيث قسم المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن والأمم المتحدة أرضه وشعبه، ومنح الجزء الأكبر من وطنه لشعب آخر هو "المهاجرين اليهود لأرضهم"، وقسم الشعب الفلسطيني بين الداخل "الفلسطينيين الذين يقيمون في الجزء الذي منحه لهم المجتمع الدولي "الأراضي الفلسطينية، معترف بهم، والفلسطينيين الذين يقيمون في حدود دولة المهاجرين اليهود وهؤلاء غير معترف بهم كفلسطينيين، وفلسطيني الخارج الذين هجروا قسرا من فلسطينيي تحت اسم لاجئين أو نازحين وهؤلاء غير معترف بهم. "
كما تحدث الربعي خلال كلمته عن الثوابت الفلسطينية والحقوق والواجبات والقرارات الدولية التي تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه ."
كما ألقى موسى جودة نقيب المعلمين كلمة المعلمين الفلسطينيين قال فيها " الحمد لله الذي اختارنا للرباط في فلسطين أرض الرباط، وحمّلنا الأمانة فوق الأمانة، والحمد لله أنّا كنا لها أهلاً، فعشنا فوق ترابها أهلاً، يؤثر أحدنا أخاه باللقمة، ويؤثر نفسه بلقاء الموت، فعلمنا الصمود كيف يكون الصمود، وعلمنا التحدي معنى التحدي، فبرزنا للوهم الذي ادعى أنه لا يقهر في كل ميدان، فأحرج طفلنا دباباته، وقهر حجرنا طائراته، فرددناهم خائبين ".
وأضاف " ونحن المعلمون، على العهد صامدون رغم الجراح، صابرون على الألم لينبت من بين طياته الأمل، لذلك كنا وما زلنا نرضع أبناءنا عصير الثوابت، ونهيئهم لمعركة التحرير ".
وألقى فضل نعيم نقيب الأطباء كلمة النقابات الصحية قال فيها " اليوم في الوقت الذي تمر فيه القضية الفلسطينية بواحدة من أشد المراحل خطورة كان لزاما على النقابات المهنية كمكون رئيس من مكونات المجتمع المدني أن تقف لتعلن موقفها صريحا واضحا مما بات يعرف بمسيرة السلام ومسلسل المفاوضات العبثية وآخرها الجولات المكوكية لوزير الخارجية الأميركي جون كيري للأراضي الفلسطينية وخطته للسلام التي ما جاءت إلا من أجل خدمة الاحتلال الذي لا يؤمن بالسلام أو بالتسوية، ويحاول استغلال المفاوضات لكسب مزيد من الوقت لفرض حقائق على أرض الواقع وللتغطية على جرائمه في الضفة الغربية وقطاع غزة "
وأضاف نعيم " كما نؤكد أنّنا بالمفاوضات لن نجني إلّا مزيدا من ضياع الحقوق فأن النتيجة لهذه الجولة من المفاوضات لن تختلف عن سابقتها وأن الشعب الفلسطيني قد جرب هذه المفاوضات ولمدة عشرين عاماً منذ إتفاق أوسلو المشئوم, وقد بات واضحاً للجميع استحالة تحقيق سلام أو استقرار من خلال المفاوضات وإن ما يجري على الأرض من استيطان وتهويد المقدسات الإسلامية وحصار وتجويع لشعبنا يؤكد فشل هذا النهج."
وألقى كلمة المحاسبين إياد أبو هين نقيب المحاسبين دعا فيها إلى "الانسحاب الفوري والعاجل من المفاوضات الهزلية العبثية الخارجة عن الإجماع الوطني ورفع الغطاء عن الكيان المحتل وفضح ممارساته القمعية بحق شعبنا, ذلك لأن الاستمرار في التفاوض يمثل خداعاً للرأي العام العربي والدولي وتقديم المحتل على أنه شريكاً للسلام."
وأعلن أبو هين عن رفضه الكامل لخطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والتي تهدف إلى فرض وقائع جديدة على الأرض وتثبيت وترسيخ الاحتلال للأرض الفلسطينية، كما دعا "الأشقاء العرب والمسلمين والمجتمع الدولي إلى ضرورة اتخاذ إجراءات وخطوات عملية وجريئة ترقى إلى تطلعات شعبنا الفلسطيني وتكون قادرة على لجم العدوان الصهيوني المتواصل على المدينة المقدسة ووقف الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية.
وثيقة الواجب المقدس للنقابات الفلسطينية".
وتلي خلال المؤتمر وثيقة الواجب المقدس جاء فيها " بحبل الله تعاهدنا .. لأن فلسطين بكامل ترابها و سمائها حقٌ مقدس للشعب الفلسطيني أينما وجد وهي جزءٌ من الأمة العربية و الإسلامية ولأن الاحتلال الصهيوني كيان غاصب واجب الزوال عن كل شبر من فلسطين بكل طرق المقاومة ... فإننا في النقابات الفلسطينية ومن موقعنا كأكبر شريحة مجتمعية فاعلة ومن منطلق واجبنا الديني ومسؤوليتنا الوطنية وحق الأجيال علينا تعاهدنا بحبل الله عهدا ًأن نبقى مدافعين عن فلسطين و أن نحميَ المسجدَ الأقصى بأرواحنا وأولادنا وكل ما نملك ، وأن نبقى متمسكين بحقوقنا وثوابتنا الفلسطينية كاملة وألا نسمح لأي مفاوض أو مفرط أن يتنازل عن ذرة رمل واحدة مهما كانت صفته، وأن نعمل على رفعة الشعب الفلسطيني وتقوية صموده ،وأن نكون نواة بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. "
وفي ختام المؤتمر تم تلاوة وثيقة الواجب المقدس للنقابات الفلسطينية والبيان الختامي للمؤتمر، كما تم التوقيع من قبل رؤوساء النقابات المهنية على وثيقة الواجب المقدس.