لمصلحة مَن تعطيل الاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية بالبرازيل؟

بقلم: جادالله صفا

مرت 7 سنوات على انعقاد المؤتمر التاسع لاتحاد المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل، وحسب النظام الداخلي للاتحاد كل 3 سنوات يعقد الاتحاد مؤتمره وينتخب هيئته الجديدة ويضع برنامج الجالية ومؤسساتها للمرحلة القادمة، وهذا يعني ان المؤتمر العاشر من المفترض ان يكون قد انجز عام 2010، والسؤال: لماذا لم يدعو الاتحاد لعقد مؤتمره بعد 3 سنوات؟
كان من المفترض ان تكون السنوات العاشرة الماضية من تاريخ الاتحاد محطة جديدة تشكل نهضة نوعية للمؤسسات الفلسطينية ودور الجالية لو احسنت القوى الاخرى التي وصلت الى قيادة الجمعيات من الاستفادة من ما حققته من انجازات وفوز لرئاسة الجمعيات، ولكن ساد مفهوم المصالح الانانية والضيقة على المصلحة الوطنية، ونقل هذا الواقع الاتحاد الى مستقبل مجهول.
منذ التاسيس تعودت الجالية من خلال مؤسساتها ان تكون بكل محطات النضال والدفاع عن منظمة التحرير الفلسطينية والحقوق والثوابت الفلسطينية، وكانت الجالية الفلسطينية تتفاعل وبقوة مع الحدث السياسي وتتجادل حول المواقف السياسية بين مؤيد ومعارض، كانت تنشط الجالية بنقاش الاحداث من اجل تصدي افضل للمؤامرة ومن اجل فهم اوسع واعمق للحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية، ولكن اذا عدنا اليوم لنقيم دور الجالية الفلسطينية فنجد ان جاليتنا لا تمارس ما كانت تمارسه بالماضي، وهذا بطبيعته لا يعود الى ابتعاد الجالية الفلسطينية عن قضيتها وانتمائها الوطني الى فلسطين، وانما الى غياب القوى والنشطاء والكوادر الواعية عن الجماهير الفلسطينية ومنها جاليتنا الفلسطينية بالقارة ودولها، وعلى وجه التحديد الجالية الفلسطينية بالبرازيل.
قيادة الاتحاد لم تعمل على مدار السنوات الفائته ولم تقدم على اي خطوة الى الامام من اجل المساهمة بمعالجة الازمات التي تمر بها الجالية، ولم تفتح اي من ابواب النقاش والحوار بين ابناء الجاليات او الجمعيات من اجل فهم الواقع الجديد ومعالجة ازمتها ومعضلتها من اجل النهوض، كما ان رؤساء الجمعيات والنشطاء واصحاب الرأي ووجهاء الجالية لم يشكلوا باي لحظة من اللحظات حالة ايجابية من اجل النهوض باوضاع المؤسسات واصلاحها، وفي كثير من الحالات، العديد من رؤساء الجمعيات شكلوا حالة احباط قد تصل الى مستوى دور قيادة الاتحاد.
منذ التأسيس شكلت المؤسسات الفلسطينية فرقها الفنية من ابناء الجالية الفلسطينية التي ابدعت بعروضها وعززت اواصر التلاحم والتأخي بين ابناء الجالية التي لم نشهد لها اليوم تواجد، بالاضافة الى زيارات الفرق الفنية الفلسطينية كفرقة العاشقين وفرقة الفنون الشعبية الفلسطينية من تشيلي وفرقة بلدنا من الاردن، وغيرها من ابداعات الجالية وابنائها، ونظمت المعارض الثقافية بكافة اشكالها التي تتكلم عن الثقافة الفلسطينية العربية، اليوم من النادر ان نسمع عن نشاطات من هذا المستوى ولو رمزيا.
وياتي السؤال: هل بالامكان ان يأتي احدا ليقول ان قيادة الاتحاد فقط هي من تتحمل مسؤولية ما جرى للمؤسسات والجالية؟ واين مسؤولية رؤساء الجمعيات على كافة اشكالها يسارا ويمينا؟ فأين مسؤوليات رؤساء الجمعيات الغير محسوبين على النهج المهيمن؟ فماذا انتجوا وما هو وضع مؤسساتهم التي يرأسوها؟ هل وضعها افضل من الاتحاد؟ وهل كان لهم مساهمات ومحاولات لنقل المؤسسات الى حالة افضل؟ هذا الذي لم يحصل على مدار السنوات السبع الماضية ايضا.
الخروج من الازمة التي تمر بها المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل، هي ضرورة ملحة والجميع يتحمل مسؤولياته على مستوى منطقته وبغض النظر عن الموقع الذي يحتله، من النشطاء ووجهاء الجالية ايضا يتحملون مسؤولية لا يقل حجمها عن الاخرين، من خلال البدء بحوار ونقاش جزئي وشامل، جدي ومسؤول للخروج من الازمة، وان يأخذ الكل على عاتقه هذه المسؤولية وان لا ننتظر معجزة من الرب لاخراجنا من هذا الواقع، فقضيتنا تمر بازمة طاحنة يعمل الكيان الصهيوني من خلال المبعوث الامريكي كيري على تصفيتها، والحالة الجماهيرية الواعية بكل تأكيد تساهم بتجاوز المراحل الصعبة لصالح القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا، والرهان هو على الشعوب اكثر من الرهان على القيادات، وحالة الانقسام التي تمر بها الساحة الفلسطينية تخلق حالة احباط عند الانسان الفلسطيني، وهذه الحالة تفرض على الافراد والقوى الواعية والحريصة والمخلصة على العمل بجد ومسؤولية من اجل ان تكون عامل مساعد ورافعة للجالية الفلسطينية ومؤسساتها، وتعيد الثقة الى افرادها بان القضية الفلسطينية ما زالت تتفاعل وبقوة، وجماهير الشعب الفلسطيني ما زالت تختزن عنفوانها وقوتها وما زالت بالصفوف الامامية دفاعا عن القضية وفلسطين، فهل بامكاننا ان نتجاوز هذه الحالة باعتبار عام 2014 هو عاما للتضامن مع القضية الفلسطينية كما اقرته الامم المتحدة من اجل ان نعيد الزخم الثوري باوساط جالياتنا الفلسطينية؟
جادالله صفا – البرازيل
24/01/2014