إستمرار إضراب عاملي الوكالة.. مخيمات تغرق بالنفايات وطلبة في الشوارع

تعيش مخيمات الضفة الغربية وضعا إنسانياً كارثيا على كافة مناحي الحياة، في ظل إستمرار إضراب إتحاد العاملين العرب في وكالة الغوث الدولية، وإنقطاع الطلبة عن الدراسة لمدة زادت عن الشهرين وتردي الأوضاع الصحية والإنسانية التي فاقمت من حدة المعاناة التي تعيشها مخيمات اللجوء في داخل الأراضي الفلسطينية.
وسارعت اللجان الشعبية لخدمات المخيمات في الأراضي الفلسطينية والتي تقوم بالإشراف ومساندة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"الاونروا" بتقديم الخدمات في البنى التحتية للمخيمات بأعمال تنظيف وإزالة أكوام النفايات المتراكمة على الشوارع والأرصفة وفي أزقة المخيمات، ولكن الصورة الحقيقية على أرض الواقع في المخيمات تؤكد حدة المعاناة الصعبة التي لازالت المخيمات تعانيها جراء الإضراب الذي طال هذه المرة.
اللاجئون في مخيمات الوطن أعربوا عبر "وكالة قدس نت للأنباء" عن إستغرابهم وإستهجانهم الشديد وخرجوا بإحتجاجات وإعتصامات تطالب السلطة الفلسطينية بالتدخل الفوري والعاجل من أجل إنقاذ اللاجئين من الوضع البيئي الكارثي وإنقاذ الطلبة من فقدان مقاعد الدراسة في ظل الإنقطاع عن الدراسة لمدة (50 يوما).
اللاجئ الفلسطيني الذي عرف على نفسه "عبد الرحمن حموز من مخيم الفوار جنوب الخليل " قال "بأن هناك مؤامرة تحاك ضد قضية اللاجئين الفلسطينيين في داخل الوطن والشتات في ظل تعنت وكالة الغوث عن تحقيق مطالب العاملين العرب وخاصة الفلسطينيين فيها وعدم الإلتزام بالتعهدات والإتفاقيات التي وقعت بين الجانبين العام الماضي(..)هناك مؤامرة حقيقية ضد كل لاجئ فلسطيني."
وأضاف حموز" أننا كلاجئين في مخيم الفور بالخليل نقول " بأن الوضع في المخيم كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى جراء تراكم النفايات من جانب وعدم إنتظام الطلبة في المدارس من جانب آخر، مما يعني بأن الطلبة في حالة ضياع وسيؤدي ذلك إلى فقدانهم للتعليم هذا العام، معرباً عن خشيته من إستمرار هذا الإضراب وغرق المخيمات في مستنقع النفايات خاصة في فصل الشتاء وعدم وجود بنية تحتية مؤهلة في المخيمات مما يؤدي إلى غرق المنازل بمياه الأمطار.
من جانب أخر قالت تغريد الطالبة من مخيم الجلزون غرب رام الله " نعيش وضع كارثي صعب، ولا زلنا نترقب إنتهاء الإضراب في كل لحظة، لأن الوضع المأساوي يزداد يوما بعد يوم، خاصة مع تردي الوضع الصحي وإغلاق العيادات الصحية وهذا يؤدي إلى زيادة معاناة اللاجئين الذين يعانون من الأمراض في ظل إغلاق العيادات وحرمانهم من الأدوية التي تقدمها العيادات."
من جانبه إتهم جمال نمر من مخيم الأمعري برام الله " الاونروا" بتنفيذ مخططات إسرائيلية أميركية لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وتحميل اللجان الشعبية المسؤوليات تجاه المخيمات خاصة وأن أغلب العاملين الأجانب في الوكالة غادروا أماكن عملهم وتوجهوا إلى دولهم، "وهذا ما يدلل على وجود مخطط تقوم به إسرائيل والإدارة الأميركية لتصفية قضية المخيمات ووضع المسؤولية على اللجان الشعبية، وبالفعل ما تشهده مخيمات الوطن في ظل الإضراب هو قيام اللجان الشعبية واللاجئين بعمل وكالة الغوث والتي يجب عليها تحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين.
بدوره قال الطالب رأفت عبد القادر في المرحلة الثانوية من مخيم قلنديا " نخسر كل يوم يذهب لأن الفصل الدراسي الأول قد إنتهى في المدارس الحكومية والخاصة ونحن لا زلنا بإنتظار إنتهاء إضراب العاملين في الوكالة، وقد ضاع منا الفصل الدراسي الأول دون تعويض، مضيفاً" بأن الكثير من الطلبة يذهبون إلى الشوارع في ظل تعطيل الدراسة في المخيمات، وهذا يؤدي إلى تراجع الأداء التعليمي للطلبة.

وكان  وزير العمل الفلسطيني احمد مجدلاني  اكد على حرص الحكومة الفلسطينية  من اجل انهاء النزاع العمالي بين اتحاد العاملين العرب في الوكالة وإدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في الأراضي الفلسطينية.

وأبدى مجدلاني خلل استقباله يوم الخميس، وفدا من لجنة المتابعة للجان الشعبية في المخيمات في الضفة الغربية قلقه من استمرار الإضراب وعدم التوصل إلى حل لأزمة علاقات العمل بين اتحاد العاملين العرب ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين رغم كل الجهود التي تبذلها وزارة العمل للوصول الى توافق بين الطرفين لإنهاء النزاع العمالي القائم .

ونوه مجدلاني  الى ان توقف الطلبة البالغ عددهم 52 ألف طالب عن الدراسة والتوقف عن تقديم الخدمات الصحية لابناء المخيمات وتوقف المساعدات للأسر الفقيرة البالغة 36 الف أسرة يؤدي إلى ردود فعل سلبية داخل المخيمات ويهدد السلم الأهلي والمجتمعي في المخيمات.

وأشار مجدلاني إلى العديد من اللقاءات التي أجرتها الوزارة بين ممثلي الاتحاد والوكالة والمبادرة التي تقدمت بها الوزارة من اجل حل النزاع مؤكدا انه رغم عدم التوصل إلى اتفاق إلا إن المساعي والدور الوطني المسئول الذي تبذله الحكومة ووزارة العمل ما زال قائما.

وطالب مجدلاني الطرفين بقبول المبادرة التي قدمها والتي تضمنت العديد من النقاط  من أجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين للوصول إلى اتفاق ينهي النزاع العمالي وتعود الخدمات إلى أبناء المخيم بما يضمن حقوق العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين .

بدوره شكر الوفد الجهود الوطنية المسئولة التي بذلها مجدلاني في هذه المجال مثمنين حرص الوزير على التوافق وإنهاء النزاع العمالي القائم بين الطرفين.

الى ذلك ذرت لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم من عواقب محاولات حرف اضراب عاملي وكالة الغوث عن اهدافه المطلبية، التي اعلنها اتحاد العاملين العرب في وكالة الغوث منذ ان بدء الاضراب وتحويلها الى "مطالب سياسية ومشاحنات لا معنى لها، واظهار الامر وكان المشكلة مع منظمة التحرير والسلطة الوطنية، وليس مع وكالة الغوث التي ادارت ظهرها لمطالبهم العادلة رغم مرور ما يقارب الشهرين على بدء اضرابهم."

وقالت لجنة التنسيق في بيان لها "انها تؤيد مطالب العاملين المشروعة وتساند اضرابهم لتحقيق هذه المطالب على الرغم من تسجيلها بعض التحفظات على اتحاد العاملين في الوكالة لعدم تشاوره وتنسيقه مع القوى والفعاليات الوطنية قبل الاقدام على هذه الخطوة الاحتجاجية التي خلفت جملة من الاضرار الصحية والتعليمية والخدماتية في مخيمات اللاجئين. الامر الذي لم يلغي صحة مطالبهم وهدف اضرابهم وخطواتهم الاحتجاجية كممارسات واجراءات نقابية سليمة حفظها لهم القانون من واقع حرية الراي والتعبير."

وأكدت لجنة التنسيق الفصائلي على ان الاضراب قد وصل الى مرحلة حاسمة، "الامر الذي يتطلب مزيد من الدعم والاسناد لمطالب العاملين المضربين من اجل تحقيق مطالبهم والعودة الى عملهم وتعويض ما لحق بالمخيمات والمؤسسات التعليمية والصحية والخدمية من عجز واضرار قد نجمت عن طول مدة الاضراب".

واعتبرت لجنة التنسيق ان "دعم الاضراب واسناد مطالب العاملين يتم عبر الوقوف الى جانبهم وتعزيز وقفتهم وخلق اوسع حالة من الالتفاف الجماهيري حول مطالبهم وليس عبر تشتيت العمل من خلال تشكيل لجان متفرعة، ومنها (لجان اسناد الاضراب) مما قد يسيء الى الاضراب واهدافه النبيلة وحرفه وتشويه صورته عبر تقديمه للجمهور ولكافة الجهات المعنية على انه نزاع بين اتحاد العاملين في الوكالة ومنظمة التحرير والسلطة الوطنية، وليس بينهم وبين ادارة وكالة الغوث التي تدير ظهرها لمطالبهم العادلة وتصر على ممارسة اجراءاتها في تقليص الخدمات اللازمة لشعبنا في مخيمات اللجوء في الوطن والشتات ولا تستجيب لمطالب الحد الادنى لحقوق العاملين العرب فيها."

و"قد ظهر هذا الامر بوضوح عبر الشعارات التي رفعت في مسيرة اتحاد العاملين يوم الاربعاء 22-01-2014 في بيت لحم واساءت هذه الشعارات لمنظمة التحرير وللسلطة الوطنية ولممثلها المكلف بالتدخل لحل النزاع المطلبي بين الوكالة والعاملين العرب فيها بما يحفظ حقوقهم ويلبي مطالبهم العادلة ويضمن استمرار الخدمات الاغاثية التي تقدمها وكالة الغوث لابناء شعبنا اللاجئ من واقع مسئولياتها الدولية والقانونية".حسب بيان لجنة التنسيق الفصائلي.

وقالت اللجنة" اننا ندين ونستنكر اي شعار يرفع ويسيء لقيادات منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها القيادة الحريصة دائما على مصالح وحقوق شعبنا وهي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كافة اماكن تواجده."

وختمت بالتأكيد " على دعمها لكافة مطالب العاملين في وكالة الغوث ودعم اضرابهم وممارسة حقهم في التعبير من غير اساءة او تجريح لاحد" ودعت لجان الاسناد الى توجيه البوصلة من اجل تحقيق مطالب العاملين العادلة دون الانجرار الى بعض الشعارات التي تشوه صورة الاضراب وتضر باهدافه النبيلة وتدخل القائمين عليه بمتاهات تؤدي الى عواقب تسيء لسمعة الاتحاد وتضر بنسيجنا الوطني والاجتماعي.

المصدر: رام الله – وكالة قدس نت للأنباء -