أيها المصريون، إليكم عاموس يادلين؟

بقلم: فايز أبو شمالة

بعضكم سيقول: صدق هذا اليهودي في قراءته للمستقبل، والبعض سيقول: كذب هذا اليهودي الذي يظهر خلافاً لما يبطن، ولكن قبل التعليق على أحدث حديث نشرته صحيفة جيروزلم بوست لرئيس مركز أبحاث الأمن القومي، عاموس يادلين، سأنقل لكم فقرة من حديث له سنة 2010، عشية وداعه لشعبة الاستخبارات العسكرية التي كان يرأسها، يومئذٍ قال:
مصر هي الملعب الأكبر لنشاط الاستخبارات الإسرائيلية منذ عام 1979، ولقد أحدثنا الاختراقات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية في أكثر من موقع، ونجحنا في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي والاجتماعي، لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائماً، ومنقسمة إلى أكثر من شطر؛ في سبيل تعميق حالة التفسخ داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية، ولكي يعجز أي نظام يأتي بعد حسني مبارك عن معالجة الانقسام والتخلف والوهن المتفشي في مصر.
فماذا يقول اليهودي عاموس يادلين عن مستقبل المنطقة؟
1- إن الانقلاب الذي قادة السيسي، بإضافة إلى نجاح نظام الأسد في البقاء، يعتبر نقطة تحول فارقة لتراجع التهديدات الاستراتيجية التي تراكمت أمام إسرائيل مع الربيع العربي.
2- إن الجيش المصري الذي أزاح الإخوان المسلمين عن الحكم هو المؤسسة الأكثر إيجابية بالنسبة لإسرائيل من بين المؤسسات التنفيذية في مصر.
3- إن عودة الجيش المصري للعب الدور الرئيس في مصر يمثل مصلحة كبرى لإسرائيل، لأنه سيحافظ على اتفاقية كامب ديفيد، والتي تعد أهم أعمدة الأمن القومي الإسرائيلي.
4- أشاد عاموس يادلين بالجيش المصري لأنه يضيق الخناق على حركة حماس، وهذه خطوة تقلص المخاطر الاستراتيجية على دولة إسرائيل.
5- إن عام 2013 شهد التقاء مصالح واضحة وغير مسبوقة بين إسرائيل ودول المعسكر السني المعتدل، ولاسيما دول الخليج.
6- إن خسارة حركة حماس التحالف مع المحور السوري الإيراني سنة 2012، وثم خسارتها العلاقة مع مصر عقب الانقلاب على مرسي، قد أضعف الحركة، وهذا يعتبر نقطة تحول فارقة لصالح إسرائيل.
7- إن إضعاف حركة حماس قد أسهم في تشجيع السلطة الفلسطينية على استئناف المفاوضات مع إسرائيل، وقد أسهم استئناف المفاوضات في تقليص الضغط الدبلوماسي الدولي على إسرائيل، وأحبط محاولات نزع الشرعية عن الدولة العبرية.
8- استبعد عاموس يادلين نجاح الدكتاتورية العسكرية التي يحاول وزير الدفاع السيسي بناءها في مصر، واستبعد بقاءها وصمودها، والسبب يرجع إلى تعاظم وعي الجماهير بحقوقها، وتحررها من حالة الخوف والرعب.
9- الرفض الجماهيري لحكم العسكر في مصر سيفضي إلى مخاطر استراتيجية على إسرائيل عام 2014، لأنه سيشجع عدم الاستقرار، وسيقلص قدرة الدولة على فرض سيطرتها على سيناء.وهذا يعني زيادة فرص استهداف إسرائيل من قبل الجهاديين.
10- حذر عاموس يادلين من مخاطر ضعف مكانة أمريكا في الشرق الأوسط، وأكد على عدم وجود أي دولة في العالم مستعدة لتوظيف كل مواردها لخدمة المصالح الإسرائيلية؛ كما تفعل الولايات المتحدة الأمريكية.
تجدر الإشارة إلى أن تحليل عاموس يادلين هذا سيكون مادة نقاش في مؤتمر كبير سينظمه مركز أبحاث الأمن القومي في شهر مارس من هذا العام.