مشكلة الطلبة القادمين من سوريا تطفو على سطح حرم الجامعة الإسلامية

يشتكي نحو 40 طالبا قادمون من سوريا حرمانهم من استكمال دراستهم الجامعية في قطاع غزة، بسبب عدم اعفائهم من الرسوم الجامعية ، وفقا لما اعلنته الحملة الوطنية الفلسطينية لتخفيض الرسوم الجامعية في الجامعات الفلسطينية اكثر من مرة .
هؤلاء الطلاب يوجد ما يقارب عشرة منهم داخل الجامعة الإسلامية بغزة وظهر مؤخرا جدل واسع بين قبول الجامعة ورفضها إعفائهم من الرسوم الجامعية .
ووفقا الى وثيقة وصلت "وكالة قدس نت للأنباء " من جهة خاصة، فان الجامعة الاسلامية اكدت في رسالة صدرت عنها مؤخرا انها "تبذل قصارى جهدها في مساعدة الطلبة المحتاجين لاستكمال دراستهم وهي تقدم 32 نوعا من المنح والمساعدات الدراسية "
لكن الرسالة حملت اعتذار من الجامعة بعدم قدرتها على اعفاء الطلاب القادمين من سوريا من الرسوم ، نظراً لما يتعرض له قطاع غزة من حصار خانق وتردي الوضع الاقتصادي وعدم قدرتها لإضافة منح ومساعدات جديدة للطلاب .
ولتوضيح هذا الامر، اكد مدير العلاقات العامة في الجامعة الاسلامية رائد صالحة ، انه لا يوجد مشكلة على الاطلاق بما يتعلق في الطلاب الفلسطينيين القادمين من مخيمات اللاجئين بسوريا ، وان الجامعة قدمت لهم المساعدات الاكاديمية ، واجراءات تحويلهم وطبقت عليهم موضوع المنح الذي ينطبق على كافة الطلاب المحتاجين .
ونفي صالحة، في حديث مع "وكالة قدس نت للأنباء" ، بشكل قاطع وجود أي تقصير من ادارة الجامعة قائلا " يمكن لأي طالب ان يتقدم بطلب مساعدة ونحن سندرس الحالة واذا ثبت حاجته سوف يحصل على منحة بكل سهولة ، ولا يمكن للجامعة ان تتخلى عن طلابها ".
واوضح ان الجامعة لا يمكن ان تعطي اعفاء ومنح بالمجمل وعامة ، لأنه يمكن ان يكون من بين هؤلاء الطلاب من هو قادر على دفع الرسوم في حين يوجد طالب آخر بحاجة للمنحة والمساعدة .
واعتبر صالحة ان هذا الموضوع استغل بطريقة سيئة لتشويه صورة الجامعة من قبل جهة لم يسميها ، وان الرسالة الصادرة من الجامعة التي نشرت كانت قبل ستة شهور ، بالوقت الذي لم يكن فيه الفلسطينيين في مخيم اليرموك يعانون من جوع واوضاع صعبة للغاية .
وقال " الجهة التي اخذت الرسالة من الجامعة بناء على طلبها قبل مدة طويلة لا يحق لها نشرها عبر وسائل الإعلام الآن ، واستغلالها بهذه الطريق "، مضيفا " علم ان الرسالة تبين بشكل واضح استعداد الجامعة لمساعدة الطلاب المحتاجين القادمين من سوريا ".
وتابع " الجامعة تقدم مساعدات الى 7 آلاف طالب ومنح كاملة ولا يعقل ان تقصر في عشرة طلاب فلسطينيين قادمين من سوريا ، وهناك العديد من الطلاب القادمين من دول عديدة يحصلون على منح بشكل طبيعي ".
وجدد استعداد الجامعة لتقديم المساعدة لكل طالب محتاج إذا ثبت انه بحاجة فعلا الى مساعدة واعفاء من الرسوم .
بدوره قال عبد الرحمن مهنا رئيس مجلس الطلاب بالجامعة الإسلامية ، ان "الجامعة كان يتمثل رفضها بإعفاء الطلبة الفلسطينيين القادمين من سوريا بشكل كامل وشامل من الرسوم الجامعية ، في حين ابدت استعدادها الى ترشيحهم لمنح وقروض ".
واضاف مهنا ، في حديث لـ "وكالة قدس نت للأنباء " نحن كمجلس طلاب مستعدين لنتكلف في جميع احتياجاتهم ومستلزماتهم وتغطية الرسوم الجامعية للطلاب القادمين من سوريا ، وتلبية مساعدتهم عن طريق صندوق الطالب وشؤون الطلاب"، مشيراً الى انهم تمكنوا بالفعل عن طريق مساعدات خارجية من تلبية رسوم العديد منهم .
لكنه اكد ان الجامعة رفضت بالفعل تخصيص شيء معين يتعلق بالطلبة الفلسطينيين القادمين من سوريا ، وان اعتذارها كان بانها تمر في ضائقه مالية كبيرة جدا ولا تسمح لها بإعفاء أي طالب من كامل الرسوم ، لافتا ان عدد الطلاب الفلسطينيين القادمين من سوريا داخل الجامعة لا يتجاوز العشرة طلاب .
وكانت الحملة الوطنية للمطالبة بتخفيض الرسوم الجامعية في الجامعات الفلسطينية ناشدت الجامعات بضرورة تحمل مسئولياتها الوطنية والأخلاقية تجاه الطلبة اللاجئين الفلسطينيين القادمين من مخيمات اللاجئين بسوريا إلى قطاع غزة.
وقالت الحملة في بيان نشر بوقت سابق،"لا يعقل أن يتجرع الفلسطينيين مرارة الظلم والحرمان في كل مكان يوجدون فيه حتى لو كانوا على أرضهم، فبالتزامن مع ما يحدث في اليرموك والتضامن الإنساني معهم، تطل علينا جامعاتنا الفلسطينية بغزة والتي على ما يبدو تكلست مشاعرها الوطنية لتمنع ما يقارب أربعين طالب فلسطيني لجأوا للوطن من التسجيل فيها، إلا بعد دفع أقساط الرسوم الجامعية المقررة عليهم" .
واعتبر منسق الحملة ابراهيم الغندور هذه "الخطوة بالخاطئة وتحتاج فوراً لإعادة النظر فيها من المنظورين الوطني والإنساني تجاه شريحة من أبنائنا ذاقت كل أنواع القهر، حتى وصل بها الحال لأكل أعلاف الطيور بفعل القتال الدائر في سوريا"، مؤكداً على ضرورة الوقوف إلى جانب الطلبة القادمين من مخيمات اللجوء إلى غزة من خلال إعفائهم من الرسوم الجامعية ليتسنى لهم إكمال مسيرتهم التعليمية، لا سيما وأنهم محدودي العدد .
واضاف، "نناشد الجامعات ووزارة التعليم العالي باتخاذ قرارها الفوري بتحمل رسوم هؤلاء الطلبة، الذين لن يشكلوا بأي حال عبئاً على ميزانية أي منهما، وكذلك الإعلام الفلسطيني من خلال إثارة القضية والضغط على إدارات الجامعات الفلسطينية لمساعدة هؤلاء الطلبة باعفائهم من الرسوم حتى يتمكنوا من استكمال حقهم في التعليم، والمساهمة في بناء دولتنا القادمة لا محالة "
الجدير ذكره ان ، رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية أعلن سابقا عن رزمة قرارات لإنهاء معاناة اللاجئين الفلسطينيين العائدين من سوريا، والموجودين حالياً في غزة من بينها إعفاء أبناء العائدين من رسوم التعليم وبحث توفير منح للجامعيين منهم.

وفيما يلي نسخة عن نص الرسالة الصادرة عن الجامعة الاسلامية بشأن الطلبة القادمين من سوريا:

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -