الرجوب من طهران: 2014 عام حسم إما نذهب الى دولة او مواجهة على 3 جبهات

أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل محمود الرجوب أن من مصلحة المنطقة والقضية الفلسطينية وجود دور ايراني، متوقعاً أن تنهي السلطة الفلسطينية المفاوضات مع اسرائيل وتلجأ إلى التوجه للأمم المتحدة للمطالبة بالعضوية في المؤسسات الدولية والمطالبة بحماية داخلية.

وفي لقاء مع قناة "العالم" الايرانية الناطقة بالعربية وصف الرجوب إيران على أنها لاعب إقليمي محوري، كما وصف فلسطين على أنها عنصر أساسي في تحقيق الاستقرار الإقليمي والمساهمة في السلم العالمي.

وأشار عضو اللجنة المركزية في فتح بأنه قد حمل رسالة من القيادة الفلسطينية وتحديداً من الرئيس أبومازن إلى القيادة الإيرانية بمافيها المرشد والرئيس والحكومة الإيرانية؛ مؤكداً أن الرسالة تتمحور حول آخر المستجدات الحاصلة على الساحة الفلسطينية؛ وكذلك آخر نسخة من التحركات المرتبطة بإنجاز المصالحة الفلسطينية.

وقال:" إننا معنيين بخلق وبناء جسور من التواصل بين فلسطين والجمهورية الإسلامية الإيرانية لما لذلك من تداعيات إيجابية على القضية الفلسطينية التي تمر بمرحلة حاسمة."

وأضاف:" أن الرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينية قد عبرت في الرسالة عن تهانيها للقيادة الإيرانية، التي استطاعت بفعل الحكمة والدقة، التعاطي مع المشروع النووي الإيراني وملف الحصار الذي اعتبرناه ولازلنا نعتبره حصاراً ظالماً على الشعب الإيراني."

وقال الرجوب:" نتمنى للاتفاق الذي حصل مع الدول الست في جنيف النجاح؛  وأن تنتهي مجمل الإجراءات التي اتخذت بحق الشعب الإيراني وأن تستعيد الجمهورية الإسلامية عافيتها ودورها الاقليمي كعنصر أساسي في تحقيق الاستقرار مع جيرانها وحلفاءها وعلى رأسهم فلسطين وحركة فتح والقضية الفلسطينية."

ولفت الرجوب في جانب من حديثه إلى أن لحركة فتح تاريخ عريق من العلاقات مع إيران منذ انتصار الثورة الإسلامية، مشدداً على أن بناء آفاق للإقليم بدور إيراني محوري إنما هو مصلحة للمنطقة وللقضية الفلسطينية. وقال:" نحن لم نندفع باتجاه إيران، بل إننا مقتنعين بدور إيران."

وأضاف أن:" علاقتنا مع إيران كان يفترض أن تكون علاقة استراتيجية وثابتة؛ فمن جانبنا هذا الجسر مادام قائماً وثابتا." مشيراً الى ان بامكان إيران لعب دور في إدارة الصراع في المنطقة، مؤكداً:"ان ايران جزء من الجبهة العربية الإسلامية في المنطقة؛ وتترأس دول عدم الانحياز؛ وهي دولة أساسية في العالم الإسلامي؛ ولاعب في الأمم المتحدة وكل المنابر الدولية."

وفيما يتعلق بالوضع الفلسطيني، قال الرجوب: "نحن نتعرض لضغط ونحن متعودين عليه"، واشار الى أن الإرادة الفلسطينية وإرادة القيادة الفلسطينية مدركة لاستحقاقات المرحلة القادمة، بما في ذلك مواجهة الضغوط سواء كانت مباشرة أوغيرمباشرة؛ مؤكداً علی أن ما يحصل على الأرض من سلوك للاحتلال إنما هو محاولة لكسر هذه الإرادة.

وأضاف: "من حقنا أن نطرق كل الأبواب وكل القنوات لتجنيد العمل الإقليمي بشكل أساسي وتفعيله لصالح قضيتنا ومن ثم خلق عناصر ضاغطة على العامل الدولي الذي باتت مصالحه مهددة بفعل العدوان الأحادي الجانب ليس على الشعب الفلسطيني فقط، بل كل العرب والمسلمين." لافتاً الى أن مايحصل من تحد وإصرار عدواني إسرائيلي حول إيران إنما هو جزء من هذا التطاول والاسخفاف بالمنطقة.

 واشار الى ان للقيادة الفلسطينية رؤية استراتيجية ثابتة تتمحور حول الدولة الفلسطينية بسيادة كاملة وعاصمتها القدس؛ مشدداً علی أن هذه الرؤية "يجب أن تقوم وتتحقق؛ وهذا ليس حلماً بل هو واقع."

وبشأن بالمفاوضات مع اسرائيل، شدد الرجوب على ضرورة حل مشكلة اللاجئين في إطار الشرعية الدولية وقرار 194 للأمم المتحدة؛ وحول ماوصفه بـ"الاشتباك التفاوضي" صرح القيادي في حركة فتح:" أتصور أن هذه آخر مرة نعمل مفاوضات وبعد ذلك سنلجأ إلی خيارات اخرى؛ أهمها أن نذهب للأمم المتحدة ونطالب بعضوية في كل المنظمات بمافي ذلك محكمة الجنايات الدولية بعنوان دولة تحت احتلال؛ ونطالب بحماية داخلية."

وعلى صعيد الجبهة الداخلية قال موفد الرئيس الفلسطيني الى طهران، إن هناك جهوداً للقيام بالمصالحة من أجل "بلورة صيغة مشتركة كأرضية لمواجهة الاحتلال على الأرض.. وهناك إجماعاً وطنياً فلسطينياً على الدولة الفلسطينية بالسيادة الكاملة والمقاومة الشعبية كخيار في هذه المرحلة على الأراضي الفلسطينية لمقاومة وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية."

واكد الرجوب على ضرورة استثمار التغيير الذي يشهده العالم الذي اكد أنه بات يدرك استخفاف اسرائيل واستهتارها بالشرعية الدولية بما تقوم به من تحد حتى للأميركان والأوروبيين في الاستيطان وما يحدث من تغييرات جغرافية وديموغرافية في القدس والضفة الغربية.

وفيما اشار الرجوب الى أن "الساحة الفلسطينية ليست فقط فتح وحماس" شدد على حضور حركة الجهاد الإسلامي التي اكد أنها:" تعمل بأجندة وطنية ونحن نقدر جهدها ودورها في محاولة سد الفجوة الموجودة."

ومن طهران وجه الرجوب نداء الى حماس جاء فيه:" ادعو إخواننا في حماس أن يراجعوا المآثر والإنجازات التي حققوها على مدار السنوات السبع الماضية ويعيدوا النظر في آليات فهمهم للوحدة الوطينة كجزء من عقيدة وطنية مرتكزة على تعددية سياسية، وليس على تعدد سلطات."

وأضاف:" في آخر حواراتنا ولقاءاتنا ونقاشاتنا، وبعد أن وصلتنا إشارات إيجابية ومشجعة جداً من إخواننا في قيادة حركة حماس، قلنا تعالوا ليشكل الأخ أبومازن حكومة وفق الاتفاق الذي كان بيننا؛ حكومة تفك الحصار وقادرة أن تتحرك وتتعامل مع العالم."

وقال جبريل الرجوب:" نحن في فلسطين وحركة فتح ومنظمة التحرير.. نقول إن إيران ليست بعدو ولن نقبل ولن نكون طرف في أي جهد يستبدل إيران بإسرائيل، الإحتلال الإسرائيلي هو العدو الأول لفلسطين ولكل العرب والمسلمين، هذا موقفنا الثابت ونحن نقوله ونمارسه وما زيارتي إلى طهران بتكليف من الأخ ابو مازن إلا رسالة للشعب الإيراني وللقيادة الإيرانية من أجل إعادة النظر وتصويب العلاقة معنا، لأننا نحن حلفاؤهم وحل قضيتنا أساس لتحقيق هذا الاستقرار الإقليمي."

وأضاف:" إيران لها دور محوري وبناء ونحن نقر بذلك، وما دفعنا أن نتحدث معكم وبمنتهى الصراحة والشفافية لمراجعة علاقتنا مع إيران، هي هذه الحكمة التي يدير فيها فخامة حسن روحاني ووزير خارجيته الدور الإيراني ومصالح إيران ومصالح الإقليم كذلك؛ وانفتاح إيران على بعض الدول العربية مطمئن لنا."

 وبين الرجوب أن استهداف إيران وغير إيران له مصلحة لها علاقة بالحفاظ على اسرائيل وقال:" لن نكون في أي جبهة تريد أن تستبدل إيران بإسرائيل، ما بيننا وبين الإسرائيليين بحر من الدم، ولن تجد فلسطيني غير متضرر من هذا الاحتلال، فهو إما أسير أو ابن شهيد أو طردوه من بيته أو دمروا بيته وحرقوا حقلة أو شجراته، أو أهانوه."

وقال "نحن نعتقد أن الوحدة الوطنية والشرعية الدولية هي السلعتين التي بأيدينا لتحقيق مشروعنا، مشروع الدولة، الدولة الفلسطينية إن شاء الله ستقوم والقدس تعود عربية وإسلامية وعاصمة لهذه الدولة."

وحول مشروع الولايات المتحدة الجديد للمفاوضات وما بات يسمى بخطة جون كيري، قال القيادي في فتح:" حتى هذه اللحظة لا يوجد هناك اقتراحات وأفكار نظرية أو عملية قدمت لنا تستجيب للحد الأدنى من استحقاقات تجعل العملية السلمية تستمر، ولكن نحن ذهبنا إلى هذه المفاوضات وكان القرار جدلي في الساحة الفلسطينية، ولكن كانت هذه المحطة الأخيرة التي قبلنا فيها باشتباك تفاوضي، وبعد اليوم سوف يكون لدينا خطة ورؤية أخرى، نحن متمسكون بثوابتنا التي رحل من أجلها ياسر عرفات وآلاف القادة الشهداء، وإذا لم يستجيبوا لثوابتنا فنحن رهاننا على شعبنا والدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها؛ خالية من أي تواجد عسكري أو مدني إسرائيلي، هذه هي خطوطنا الحمراء، والقدس هي الأساس، والعاصمة والمقدسات الإسلامية تعود لنا، والموضوع الآخر حل قضية اللاجئين على أساس قرارات الأمم المتحدة والمبادرة العربية."

وأضاف:" نحن نأمل ان يفهم الأميركان أن عليهم ان لا ينظروا الى المنطقة بعين اليمين الفاشل الإسرائيلي الذي يمثله نتنياهو والعصابة التي تحكم معه وهي عصابة من القتلة المجرمين وهؤلاء يجب أن يمثلوا أمام محكمة الجنايات الدولية."

وأكد الرجوب أن حدود عام 67 هي حدود الدولة الفلسطينية وقال:" يجب أن نفكر بجدية، فلأول مرة نحن الفلسطينيين نتفق وهناك صيغة تقول إنه نريد دولة فلسطينية، والآن آيضاً عمقنا العربي والإسلامي والذي تبنى المبادرة العربية يقول نفس الكلام، اليوم هناك إجماع دولي إذا استبعدنا اللوبي الصهيوني الذي في الكونغرس وبعض أطراف اليمين الأميركي وهذه الحكومة الفاشية في إسرائيل، ونحن لن نقبل بغير حدود 67 ونحن لسنا ضعفاء نحن أقوياء بعدالة قضيتنا وإيماننا بهذه القضية واستعدادنا الثابت والدائم للتضحية من أجلها، ولا أحد يجب أن يتوقع أن نرفع نحن الراية البيضاء."

وأكد أن حركة فتح سوف تبني جبهة إذا ما فشلت المفاوضات مع الاحتلال، مبيناً أن عام 2014 بالنسبة لحركة فتح هو عام حسم، إما أن تقوم الدولة وأما أن لا يتمتع الجانب الآخر(الإحتلال) لا بالأمن ولا بالاستقرار، مشدداً على أن خيار المقاومة مازال خياراً استراتيجياً وخيار المقاومة المسلحة أيضاً موجود على الطاولة.

 وقال:" عام 2014 هو عام حسم إما أن نذهب إلى دولة او إلى مواجهة والمواجهة ستكون على 3 جبهات، جبهتنا مع الاحتلال وسوف نعمل مقاومة ونصعد مقاومة وسوف نعمل بيننا وبين هذا الاحتلال فاصل وننهي أي علاقة مع الاحتلال وأيضا المعركة مع الإقليم ومحاصرة إسرائيل ومقاطعة من يتعامل مع إسرائيل، ووقف كل مظاهر التطبيع، وهناك الأكادميين والسياسيين وهناك الاقتصاد والتجارة وغيرها."

وبين الرجوب أن إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد هو أحد السيناريوهات الموجودة، وقال:" نحن نريد أن نعلن دولة تحت الاحتلال؛ وبالتأكيد سوف نبدأ بالأمم المتحدة ومؤسسات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ولكن أيضاً يجب أن نطور الموقف الدولي، نحن لا نريد أن نرتطم بجبهة، والمهم أن جبهة حماية الاحتلال بدأت تتآكل وتنهار."

المصدر: طهران - وكالة قدس نت للأنباء -