أكادير : ( قبل فنجان القهوة) - 1920 من المفاوضات المقيته الى خطة كيري اللقيطه
ستنتهي بطاقة وزير الخارجيه الامريكي كيري كما انتهى غيرها, فبعد تجارب مريره وصراع مع مرض اسمه المفاوضات زاد عن عشرين عاما , استطاع المفاوض الفلسطيني ان يلفظ حروفا مبعثرة ويعلن أن زمن المفاوضات قد ولى وانتهى ليتم تقديم الاستقاله تباعا على استحياء لأكثر من مره , ولم تتضح الصورة فيما اذا قُبلت ام لا , فكل شيء غامض لكنه الغموض الذي يقود الى الفوضى الخلاطه على غير ما تحب امريكا او تريد اسرائيل .
وبعد طول مناداه ومناشده وصراخ صاحبه هَمٌ وحزن تارة , وحيرة بل توهان تارة أخرى لايصال ما ينادي به الشعب ويريده في الارض المقدسه , ليصلوا لنقطة اللاعوده لهذه الطاوله اللعينه الا بشروط , وفي منتصف عام 2013 يتم التنازل عن الشروط الثلاثه فلا وقف للاستيطان ولا مرجعيه محدده ولا لحدود عام 1967, لتأتي الفوضى التي خلطت كل الاوراق , ما دفع بالسلطه الفلسطينيه ان تتنازل عن كل هذا أمام ضمانات المراهق كيري غير المكتوبه أصلا والافراج عن قرابة 120 أسيرا على دفعات – اعتقل الكيان الصهيوني أكثر منهم بغضون شهرين - لتضيع البوصله مرة أخرى وتبدأ رحله مقيته مدتها تسعة شهور , ويكتشف المفاوضون مرة أخرى وقبل أن تنتهي المده أنهم يعيشون السراب بعينه مع هذا الكيان , ليعود المراهق مرة ثالثه بخطة كيري للانقضاض على البقيه الباقيه من ذرة التوازن من خلال خطة كيري اللعينه وخلاص أمريكا من المنطقه برمتها وتصفية قضية الأمه الأولى والأرض المقدسه .
ان خطة كيري ليست حلول جاهزه ( فهي بنود عامه) ولكنها اختلفت عما سبقها بضمانها للصهاينه الكثير من الأرض وتتناول التفاصيل في غير موقعها كما العموميات ايضا في غير موقعها , ومن اهم محاور خطة كيري ان حق الصهاينه واضح , وحق العرب والمسلمين يحتاج الى حوار ومفاوضات طويله يتخذ من فلسفة حدود عام 1967 شعارا نظريا قد لا يعرفه عامة الناس وما أكثر العامه في مجتمعا العربي والاسلامي علما انه في كل بند تطرحه يصادر بل يخسف الكثير من الأرض , ويهودية الدوله مقابل حوار طويل الأجل بل لا أجل له حول القدس .
جدار الفصل العنصري يبدو وكأنه مسلم من المسلمات ولا حدود حقيقيه أبدا والاغوار وهي الحدود المحاذية للاردن تحمل في طياتها الكثير من الاصطياد في ماء اقرب الى الوحل والتي تخضع لسيطرة مشتركه من قوات اسرائيليه وامريكيه ومعها تنسيق للاردن وايضا حضور متواضع وهزيل للفلسطينيين .
الممر بين غزه والضفه من خلال قطار للبضائع والركاب بين غزه ومدينة الخليل .. والغريب ان السلطه الفلسطينيه طلبت تحويله من غزه الى رام الله , فقلت ماذا لو تم اضافته لسابقه ليصبح خطان وأيضا نفق كامل لمرور السيارات بين جناحي الوطن بين الضفه وغزه وكان بامكان الفلسطينيين أن يطلبوا أكثر من ذلك بكثير, بل نحتاج لقطارات سريعه بين الخليل ورام الله ونابلس وطولكرم وجنين وكافة مدن الضفه الغربيه .
وحق العوده تغير بمفهوم خطة كيري علما أن قرارات الأمم المتحده كلها قد نصت بل أسست الى حق العوده , والتي أصبح النظر لها من مفهوم انساني منقوص والمستوطنات الكبيره والتي تشل حركة اهلنا في الضفه الغربيه واهلنا في القدس ستبقى ضمن سيادة دولة الكيان الصهيوني ليصبح للأردن دور محدود للاشراف على القدس ولكن الفلسطينيين والعرب لهم ترتبات استثنائيه في الزيارة والصلاة فيها .
اما حق العوده والتعويضات بقرار الامم المتحده رقم 194 فهو حق مكفول وتعويض لمن عاد او لم يعد لكن خطة كيري اختزلت القضيه بمبلغ 50 مليار دولار وتعدل دخل الخليج من النفط لشهر تدفع للافراد والدول المضيفه ليكون اقتتال وتسابق على فتات ضاع وأضاع , واني اقول يا حسرة على أمة بل قيادة أمه تقبل بمثل هذا .. لضياع آخر.
إن من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار . وددت أن يعرف كل من في الأرض أن هناك شعب يستحق الحياة . تستطيع الآن شرب القهوة
د. منصور سلامة