حطت الجولة الأولى من مفاوضات جنيف2 جول سورية، رحالها عند الاتفاق على مناقشة بيان جنيف1 و اعتباره أساساً للمفاوضات الحالية بينهما، و قبلها مرت ثلاثة أعوام على " الربيع العربي " و بتوصيف البعض" الحريق العربي " الذي افتعله الآخرون و كان العرب الحطب و الوقود له . و أما الحلول فبقيت أيضا بمظلات إقليمية و دولية .
اليوم يعتمد العرب أكثر من أي وقت مضى على الآخر في البحث عن حلول لقضاياهم ولمشكلاتهم ،فيما بقي البيت العربي المفترض ( الجامعة العربية ) خارج السرب ، و أكد مسار أكثر من ستين عاما على كارثة فلسطين أن هذا البيت أهون من بيت العنكبوت .
الحرائق و ارتداداتها في المنطقة العربية ، تؤكد حتى الآن سبب اصطناع الرأسمالية الغربية والمؤسسات المتحكمة بالاقتصاد ، الكيان الصهيوني فوق هذه البقعة الجغرافية الإستراتيجية من الكون الكبير .
كان الأجدر بأصحاب القرار العربي أن يجعلوا عبر جامعتهم العتيدة جنيف عربيا – عربيا لأنه ( ما حك جلدك مثل ظفرك ) بمعنى إن الديمقراطية، و الحرية و الإصلاح و إعادة اعمار البشر و الحجر و التنمية و التقدم وثقافة السلام و الاجتماع يكون إنتاجها هنا على جغرافية الوطن العربي الكبير .
الحوار هو السبيل الأنجع لوصول السوريين و من خلفهم العرب إلى بر الأمان و تحقيق الآمال المرجوة ، شرط ألا تصادر جهة الأخرى تحت أي ذريعة أو مناورة لا تسمن و لا تغني من جوع ، و بدل "الفوضى الخلاقة" و "الشرق الأوسط الجديد أو الكبير " و ما رافق ذلك من صراع دموي في الوطن العربي بين دولة وأختها، وبين أحزاب متناحرة داخل بعض الدول، وبين جماعات متقاتلة داخل كل حزب، حتى بين أفراد في الأسرة الواحدة، وفساد عقول تحت ضغوط مختلفة ، ينبغي ترسيخ التعايش السلمي المشترك و مواطنة الجميع .
انفض جنيف2 في جولته الأولى و الأمل يحدونا جميعا بأن يتوقف سيل الانهيارات الكبرى و يتفق الجميع على سبل إنقاذ سورية لأن في هذا الأمر إنقاذ للعرب أجمعين .