اكد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، خطورة استمرار نهج وخيار المفاوضات مع اسرائيل، على الرغم من اخفاق كل مسار المفاوضات منذ اسلو الى اليوم في انتزاع أياً من حقوق الشعب الفلسطيني ، "الامر الذي يعني ان استمرار المفاوضات هو امر مرادف لترسيخ الاحتلال ، وفي احسن الاحوال فإن المفاوضات لن ينتج عنها إلا مزيداً من التنازلات الفلسطينية. "
واعتبرت الجبهة في بيان صدر، اليوم السبت، من دمشق عن مكتبها السياسي الجديد فور انتهاء اعمال المؤتمر الوطني العام للجبهة في دورته الاولى والذي عقد بالخارج بمشاركة قيادة الجبهة في الضفة الغربية وقطاع غزة، ان " خطة كيري تبين عمق التطابق بين اسرائيل وامريكا في رؤيتها لحل الصراع ، وقد كشفت امريكا للمرة الألف عن وجهها الحقيقي بانها عدو للشعب الفلسطيني ، حينما تبنت الطلب الاسرائيلي "بيهودية الدولة " وهو الجديد في موقف الادارة الامريكية ، حيث يحمل ذلك ارتباطا خطيراً من امكانية ترحيل شعبنا في فلسطين 48 الى خارج حدود"الدولة اليهودية"المزعومة ."
واكدت الجبهة في بيانها المرسل لـ"وكالة قدس نت للأنباء" نسخة عنه، على خطورة خطة وزير الخارجية الامريكي جون كيري الرامية الى إلغاء حق العودة واستبداله بصناديق التعويض والحلول الإنسانية الفردية ، معتبرة بان هذا" يجعل من فلسطيني الشتات عرضة للتهجير والتوطين كما هو حاصل اليوم من هجرة قسرية ".
وتابعت" لا تتوقف خطة كيري عند هذه الحدود وانما تتحدث عن تبادل الاراضي والسكان لإحداث تغيير جغرافي وديمغرافي لصالح الكيان الصهيوني بما في ذلك القدس التي هي عاصمة لدولة فلسطين ".
واعتبرت ان "الصمت العربي" على هذه الخطة و"تساوق" البعض الآخر معها والضغط على الطرف الفلسطيني لتقديم تنازلات لهو "جزء من المؤامرة على حقوق الشعب الفلسطيني" ، مؤكدة رفضها على أي استفتاء يعرض حول الخطة ، "فلا استفتاء على ثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني ".
ورأت الجبهة الشعبية ان ، القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية ، ضربت بعرض الحائط قرارات اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي للمنظمة والرافضة لاستئناف المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان المتزايد والممنهج والذي يبتلع الاراضي الفلسطينية بالتدريج ، مما لا يسمح بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وقد قاربت إسرائيل على تهويدها..
ودعت الجبهة القيادة المتنفذة في منظمة التحرير، الى الاقلاع عن نهج التفاوض "العبثي والضار" بالمشروع الوطني ، ونقل ملف القضية برمته الى الامم المتحدة لتطبيق قراراتها المتعلقة بمفردات القضية الفلسطينية ، حيث ان" الراعي الامريكي قد برهن على عدم نزاهته وموضوعيته كمرجعية لحل الصراع واكد مشاركته مع الاحتلال بضرب المشروع الوطني ."
واعتبرت ، ان استمرار الانقسام سبب "ضعفا ووهنا" بالوضع والمشروع الوطني ، وهو امراً شاذا بالمحصلة يخدم الاهداف الاسرائيلية ويفتت عناصر الاجماع الفلسطيني ، ويوفر الفرصة للعبث في وحدة الشعب .
وطالبت بإنهاء فوري للانقسام وتطبيق بنود الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في حوارات القاهرة ، وذلك عبر دعوة الاطار القيادي لمنظمة التحرير ، لوضع جدول عملي وزمني للخروج من هذا المأزق والدعوة لإنتخابات المجلس الوطني الفلسطيني ، والرئاسية والتشريعية لفتح الباب لرسم سياسة فاعلة لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي .
كما ورأت الجبهة ان ، الحل لوضع مخيم اليرموك يجب ان يكون وفق رؤية موحدة لكل فصائل العمل الوطني، على قاعدة اخراج المسلحين وتحييد المخيم من الصراع العنيف ، والبدء في ادخال المساعدات التموينية وفك الحصار وعودة اهل المخيم وسكانه من فلسطينيين وسوريين الى بيوتهم ليكون المخيم منطقة آمنة بدون سلاح ولا مسلحين .
وختم البيان ان " الوضع والحالة العربية تتعرض الى مخاطر جمة من شانها ان تفسح المجال لتفتيت الشعب العربي والامة العربية ، وترجع هذه الحالة لأسباب تتعلق بعدم قدرة الانظمة العربية على تحقيق الديمقراطية في بلدانها ، ودخول المؤامرة الغربية والأمريكية على دول المنطقة مما افسح المجال ايضا الى اعطاء الصراع طابعاً طائفياً ومذهبياً ."
صورة عن نص البيان: