مؤامرات في وجه الرئيس

بقلم: هشام أبو يونس

المتتبع للأحداث بصفة مستمرة يقتنع أن الرئيس محمود عباس قائداً عنيداً متمسكاً بحقوق شعبه وثوابته التي لا تقبل القسمة ويقاوم كل الضغوطات الخارجية و التقويضات من الداخل ، وهو الآن يحارب على جبهات عدة منها حشد دولة لدعم الفلسطينيين في مسارهم التفاوضي و مقاومة الضغط الأمريكي و التسلح بالعرب ضد التهديدات الإسرائيلية وأخرها التي صدرت من ليفيني بان أبو مازن سيدفع ثمنا باهظا ، وهذا جمع من الدلائل بان أبو مازن مازال متمسكاً بأبجديات الثورة الفلسطينية وبنهج الشهيد ياسر عرفات ويسير على ذات القاعدة الثورية (لا للتبعية لا للوصاية لا للخضوع )، ومعها لا يأبه ولا يحسب أي حساب لأي تهديدات أو مؤامرات تحاك في الخفاء وعلى مستويات كبيرة في دولة الاحتلال لمحاولة استبدال أبو مازن و الآتيان بمن ينفذ أجندة إسرائيل القادمة في المنطقة ، وإن كانت إسرائيل تعتقد أنها بقوتها وبجبروتها وبهمجيتها سترهب السيد الرئيس أبو مازن و تدفعه للتراجع و تلين موقفة تجاه حلول مؤقتة ومنقوصة و حلول الاعتراف بالدولة اليهودية فهي واهمة فكما رفض الشهيد ياسر عرفات كل الضغوطات الأمريكية والإسرائيلية ووقف شامخاً متحدياً جبروت إسرائيل بقي الرئيس الأقوى وهاهو السيد الرئيس أبو مازن يقف الموقف نفسه متسلحاً بالإيمان والإرادة الفلسطينية الصلبة التي لا تلين.
أن القيادة الفلسطينية والرئيس أبو مازن لن تقبل سلاماً منقوصاً حسب نظريات الأمن الإسرائيلي المزعوم ولن يقبل دون القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، ومن دون هذا لا يوجد حل، ولا أحد مخول أن يوقع على غير ذلك.
ومن هنا بات واجباً علي كافة أطياف الشعب الفلسطيني أن يصطفوا خلف الرئيس محمود عباس الذي هو خير خلف لخير سلف ليبقي قوياً متماسكا يخوض معركة المفاوضات دون اعتبار لاي مؤامرات.
إلا أن هناك حملة غير مسبوقة تشن الآن لتطال سيادة الرئيس أبو مازن وفريق التفاوض وحركة فتح بسبب ثباته وصلابة موقفه وتمسكه بالثوابت والحقوق الوطنية كما أسلفت فبدلا من الالتفاف الشعبي حول الشرعية الفلسطينية متمثلة بالرئيس أبو مازن نجد لغة التشكيك والمزايدات الفصائلية والفئوية الرخيصة التي من شأنها إضعاف الموقف الفلسطيني، وخاصة في ظل تراجع الجميع .ونستغرب مواقف البعض اتجاه الرئيس والوفد المفاوض في الوقت من بعض القيادات المحسوبة على فتح بسبب التفاتها لتيارات أخري غير التيار الوحدوي و تحكم حسب ولائها لآخرين . فبدلا من السعي نحو مصالحة فتح وتوحيدها وعدم الاسائة لبطولات أبناءها ورئيسها, نجد الهجوم عبر الفضائيات والمواقع الالكترونية يشن دون وازع وطني ولا التزام حركي مما يضعف ترابط هياكل الحركة اتجاه خصومها, وأمام هذه المؤامرات لابد وان يصحوا الجميع من نومهم ويتركوا ولائهم للدمى الوطنية التي تدفع الأموال وتقف عند مسئولياتهم وتعمل بكل إخلاص علي توحيد الحركة وتماسكها لان حركة فتح تبقي أولا وأخيرا حامية المشروع الوطني التحرري لشعبنا الفلسطيني .
د.هشام صدقي ابويونس
كاتب ومحلل سياسي- عضو الأمانة العامة لشبكة كتاب الرأي العرب