عندما تنام القوالب وتقوم الأنصاف ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

عندما تم رفع تسعيرة المواصلات الداخلية من قبل وزارة النقل والمواصلات في قطاع غزة هذي الأيام، وذلك من شيكل إلى شيكل ونصف هل هي محاولة في إعطاء الناس إبرة هواء في الوريد أم محاولة منها لحل النزاع بين صاحب السيارة..سيارة الأجرة وبين الراكب وأتمسك بقول الراكب وليس المواطن كما تتناقل الخبر بعض الوكالات لأن السائق عندما تصطف سيارته لعطل طارئ فهو أيضا مواطن عادي حينئذ يحتاج إلى وسيلة للنقل ..إذا كانت أمور ضبط التسعيرة للفصل والحزم هنا مراعاة للوضع الاقتصادي المتردي للجميع ،والناجم عن الحصار الخانق.. إذا كان هذا القرار أو التعميم أصبح ساري المفعول إلا أن هناك أزمة جديدة قد يترتب عنها حرب يمكن أن نسميها " حرب النص شيكل" يعني ذلك أنه وكما يقول المثل الشعبي " القوالب نامت والنصاص قامت..!!وبعيدا عن تفسير المعنى الحقيقي، وإيضاح المثل حقا أن القوالب قد نامت في سبات ٍ عميق في كل مناحي الحياة مستخدما الاستعارة المكنية كما في علم البلاغة ،لأن التصريح في أيامنا بات يؤرق الآخرين ويزعجهم ورغم ذلك إلا أني أعود هنا للتصريح في قوالب البناء فطالما الاسمنت قد توارى في الأفق البعيد فأنّى لمصانع الطوب أن تعمل وأنّى للناس أن تبني وأنّى لعامل البناء والكهرباء والسباكة والقصارة وعامل الدهان والبلاط كل أولئك جميعا أنّى لهم أن يعملوا أولئك الذين ينحتون في الصخر من اجل توفير لقمة العيش ..إذا المشكلة الرئيسية يا من تمقتون الأنصاف ..أنصاف الرواتب ، وأنصاف الشواقل وأنصاف الدوائر ، وحواديت نص نصيص ، وأنصاف الحلول ..ليت الوضع فقط مقصور على النصف وليست المشكلة في رفع التسعيرة مبنية على انقطاع الوقود أو إنصاف السائق والراكب .. بل أن المشكلة الرئيسية تكمن في تردي الوضع العام المعيشي والغلاء الفاحش ولو كان الأمر مقتصر على قدر النصف شيقل وعدم توافره فلا ضير وإذا كان النصف شيقل قد جعل من السائق وأضاف له عملا مزدوجا كبقال يحمل معه أكياس معبأة بالأقلام أو بعض حبات الحلوى أو المصاصات وعلب البسكويت التي يقدمها السائق ليست للضيافة أو كهدايا بل مرضاة للراكب الذي له الحق أيضا في الحصول على بقية الأجرة فأيضا علينا بألا ننسى أن كثير من البضائع قد تضاعفت أسعارها في أسواقنا .. فلما هذه الضجة الإعلامية الغير مسبوقة عندما تم رفع الأجرة فقط إلى النصف شيقل ،ولما أحس كثير من الناس أن في التسعيرة الجديدة إجحاف ،رغم معرفة الجميع بغلاء أكياس الطحين والخضروات والبقوليات والغاز وبطاريات الشحن وما أكثر الأشياء التي ارتقت في العلياء بأسعارها ورغم ذلك لم تكن هناك أي ردود هكذا نحن العرب نبكي على أذن الجمل التي بترت ولا نبكي عندما يتوه الجمل فيضل الطريق.. لكن طالما الأمر أصبح واقع فمن رأيي المقترح فقط والغير ملزم كان من الأفضل لمنع مثل تلك الحروب الشعواء إثر النصف شيقل الضائع الذي شح كما المطر وفي ظل أزمة الفكة ومنعا للتحرج بين السائق والركاب أرى أن يكون الحل أن تكون التسعيرة شهر بالشيقل والشهر الذي يليه شيقلان ..!!ومن المواقف المضحكة التي تعرضت لها منذ أيام قريبة ،ولما كنت أتكلم بهذه الفكرة على مسمع احد الأصدقاء ضحك وقال سأقضي كل المشاوير والطلبات في الشهر الذي فيه الأجرة شيقل واحد..قلت له والشهر التالي رد علىّ بعفوية سأعيش في بيات شتوي كالدب القطبي أو كالضفادع..!!،وما هي إلا لحظات قليلة وإلا ومرت سيارة مسرعة كان صوت الكاسيت فيها عاليا حيث سمعنا رغما عنا أغنية لإحدى الفنانات وهي تغني حبيبي ارب ـ بص وبص بص
زعلان ازعل ـ ازعل نص نص ..!!