إن ما ثبته التاريخ فعليا إن أهل السنة لم يقبلوا بحكم الأمويين والذين ساروا على نهجهم وسياستهم المنحرفة وأعدوهم خارجين عن الدين والشورى لأنه بكل بساطة يرى الكثير من أهل السنة إن الخلافة لم تعد راشدة بتولي الأمويين الحكم بسبب ضلال بني أمية وفسوقهم وإجرامهم ففي حوادث سنة 61 – 80 هجرية كما نقل الكثير من المؤرخين نرى بوضوح انه قد ساد شعور قوى في الحجاز عموما والمدينة خصوصا بان يزيد ليس في مستوى المسؤولية وليس جديرا بإمامة المسلمين وقد انتشرت قضية شربه للخمر وفسقه كالنار في الهشيم مما دفع أهل المدينة إلى المناداة في سقوطه وقد شعر الكثير من أبناء الصحابة بانتهاء العهد الراشدي وعندما قتل الإمام الحسين عليه السلام بهذه الصورة الشنيعة أحس الكثير منهم بحجم الاستبداد والتسلط الذي مارسه الحكم الأموي المتمثل بيزيد مما فاقم حجم المعارضة ضده , اخرج ابن عساكر في تاريخه ( لما احتضر معاوية دعا يزيد فقال له: إن لك من أهل المدينة يوماً. فإن فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة فإني عرفت نصيحته. فلما ولي يزيد وفد عليه عبد الله بن حنظلة و جماعة فأكرمهم و أجازهم، فرجع فحرَّض الناس على يزيد و عابه و دعاهم إلى خلع يزيد. فأجابوه فبلغ يزيد فجهز إليهم مسلم بن عقبة فاستقبلهم أهل المدينة بجموع كثيرة. فهابهم أهل الشام و كرهوا قتالهم. فلما نشب القتال سمعوا في جوف المدينة التكبير، و ذلك أن بني حارثة أدخلوا قوماً من الشاميين من جانب الخندق. فترك أهل المدينة القتال و دخلوا المدينة خوفاً على أهلهم. فكانت الهزيمة و قتل من قتل. و بايع مسلم الناس على أنهم خوَّل ليزيد يحكم في دمائهم و أموالهم و أهلهم بما شاء. و ذلك سنة 63 للهجرة ).. وفي محاضرة عقائدية تاريخية ألقاها سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني دام ظله حول شخصية المختار الثقفي بتاريخ 28 ربيع الاول 1435 هجرية وبتحليل موضوعي استدلالي قل نظيره سلط سماحته الضوء على مسائل كانت حتى الأمس القريب من المسلمات أو الخطوط الحمراء وأوضح بأسلوب جلي وعلمي الكثير من القضايا التاريخية الشائكة ومنها قضية الظلم الأموي الذي لم يشمل أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم وحسب بل تعداه إلى ظلم الإخوة من أهل السنة وما موقعة الحرة في المدينة إلا شاهدا كبيرا على ذلك حيث استبيحت المدينة وانتهكت الحرمات واعتدي على صحابة رسول الله صلى الله عليه واله من قبل مسلم بن عقبة القائد العسكري لجيش يزيد بن معاوية , وأشار سماحته إلى وجود روايات كثيرة موضوعة ومنقولة في كتب أهل السنة وضعها الأمويون ومنها الطعن بأمهات المؤمنين وصحابة النبي ( صلى الله عليه واله) والقدح فيهم وضعها بنو أمية ليبرروا ما يعاب به عن فسق نسائهم، فتعرضوا ووضعوا مرويات تطعن بأمهات المؤمنين لهذا الغرض فلأنه لا يعقل أن ينقل أهل السنة ما يعاب على أمهات المؤمنين بل كان النقل والوضع أموي في مرويات أهل السنة... ,وانتقد سماحته سماحته بشدة بعض السذج، بعض الضالين، بعض المدسوسين الذين يتحدثون عن صحابة رسول الله (رضوان الله عليهم)، يتحدثون عن أمهات المؤمنين (رضوان الله عليهن) بالسوء، يسيرون على النهج الأموي وليس على نهج أهل البيت (عليهم السلام).
وبهذا قد أثبت السيد الصرخي الحسني (دام ظله) أن المنهج الأموي لا يمثل منهج وخط أهل السنة فهم أيضا تعرضوا للظلم والحيف من بني أمية كما تعرض الشيعة أيضا.
واليكم الرابط الخاص بالمحاضرة
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=387872