مسامير وأزاهير 324... ويستمر زمن العهر والانحطاط العربي!!.

بقلم: سماك العبوشي

لله در غزة ...

فبرغم تكالب قوى الشر والبهتان عليها – دول استكبار غربي وأنظمة انبطاح عربي - إلا أنها أبت بإباء شديد قل نظيره أن تنخرط في تسوية سياسية مهلهلة عقيمة النتائج ووقفت كالطود الشامخ تذود عن فلسطين التي كانت يوما قضية مركزية للعرب، فكان أن حوصرت غزة لسنوات عجاف ومنع عنها الغذاء والدواء ومستلزمات الحياة الحرة الكريمة، ثم تصدت أواخر عام 2008 ومطلع عام 2009 لهجمة عسكرية بربرية لقوات الاحتلال الصهيوني لم تنل من عزيمة وصمود أبنائها!!.

ولله در غزة ...

حين صبرت واحتسبت وأجهضت خيانة حاكم مصر اللامبارك المخلوع حين انصاع راضيا لأوامر وتعليمات صهيوأمريكية بغرس ألواح فولاذية صنعت خصيصا في ولايات الشر الأمريكية سمكها 15 سم وعرضها 50 سم ليكون جدارا فولاذيا عازلا في باطن الأرض بعمق 20 – 30 مترا بطول 10 كيلومتر على حدودها الغربية مع مصر ومزود بأنبوب مائي من البحر لجعل الأرض رخوة والقضاء على إمكانية حفر أي نفق، لا لشيء إلا كسرا لإرادتها وإحكاماً للطوق المفروض عليها وحفاظا على مكتسبات معاهدة كامب ديفيد وما تعنيه من تحقيق أمن واستقرار حدود الكيان الصهيوني، وصولاً بالتالي لهدف أكبر يتمثل بمحاولة تركيع المقاومة الفلسطينية الشريفة وتطويع رجالاتها!!.

ولله در غزة ...

لما نالها بعد الانقلاب على الشرعية في مصر من حقد إعلام مصري أصفر مُسَيَّس مدفوع الأجر واضح الأهداف بيـّن الغايات، يسانده في ذلك أطراف فلسطينية اعتادت على الرذيلة والخيانة بما وفرته من أكاذيب وافتراءات، كان أبرزها مكتب القيادي الفاسد السابق في حركة فتح “محمد دحلان” الذي يتخذ حاليا من دبي مقرا له لتدبير المؤامرات ضد أبناء جلدته في غزة، بهدف تشويه صورتها وإلصاق تهمة تهديدها للأمن القومي المصري تمهيدا لحملة عسكرية مصرية أجهزت على أنفاق كانت بمثابة شريان حياة غزة وأبنائها طيلة سنوات الحصار الظالم عليهم، فبات أبناء غزة المرابطون يستشعرون غلظة حصار مزدوج لغريب طامع وقريب متخاذل راكع جراء نقص الغذاء والدواء والكهرباء والمياه وتوقف مشاريع الإعمار، وانعدام الكثير من السلع التي لا يسمح الاحتلال الإسرائيلي بوصولها إلى غزة، ويكفي غزة فخرا وعزة، كما يكفي الانقلابيون ومن يساندهم عارا وشنارا، تلك التصريحات الصادرة من الجنرال الصهيوني عاموس يادلين- الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)- حيث أشاد بما يقدمه الانقلابيون على الحدود بين مصر وغزة من خدمات لكيانه الغاصب من خلال إجهاضهم لأي فرصة للمس باتفاقية " كامب ديفيد "التي تمثل أحد أهم أعمدة الأمن القومي " الإسرائيلي"..

ويستمر مسلسل الانبطاح والخذلان العربي المهين، وها هي الإمارات العربية المتحدة تنضم لحلف الغادرين المتربصين بالقضية الفلسطينية لتحذو حذو نظام مصر الانقلابي في معاداته لقضية العرب الكبرى، في موقف غريب منها يبعث الاشمئزاز في النفس ويطرح جملة من علامات الاستفهام، فإذا كانت حجج ومبررات مصر التي تسوقها في الإعلام الأصفر المأجور أنها جارة محاذية لشقيقتها الصغرى غزة، وإذا كانت مصر تعتمد على المعونات والمنح وتدفقات رأس المال المباشرة وغير المباشرة التي تأتيها من أميركا والغرب لقاء قيامها بواجب الحراسة وضبط أمن الحدود الجنوبية الإسرائيلية, دون أن تعترف بأنها مقيدة اليدين مكبلة القدمين مكممة الأفواه ببنود اتفاقية كامب ديفيد الإذلالية، فما بال الإمارات العربية المتحدة التي أعلن أخيرا عن "تطوعها!!" لمحاربة وإحكام الحصار على غزة البطولة والصمود من خلال تمويلها نفقات حفر قناة مائية على طول حدود قطاع غزة مع مصر، للحيلولة دون حفر الأنفاق على طول الشريط الحدودي محور " فيلادلفيا " والتي يستخدمها الفلسطينيون المرابطون الصابرون في تأمين متطلبات معيشتهم القاسية!!.

لا أجد تالله وصفا لما يجري هناك بين حدود الشقيقة الكبرى مصر والشقيقة المحاصرة المخنوقة غزة إلا أنه عهر وانحطاط عربي يجري إرضاءً للولايات المتحدة الأمريكية وكسبا لودها أولاً وطمأنة وانبطاحا أمام الكيان الصهيوني ثانيا، وصار علينا الحق أن نقول بأن الموقف الدولي و(العربي المتخاذل المنحط!!) تجاه غزة قد بات واضحا ومحسوما، فالحصار باق عليها إلى أجل غير مسمى حتى تذعن غزة للإرادة الصهيونية والأمريكية، وبذا فقد باتت القضية الفلسطينية برمتها معلقة مرتهنة بصمود غزة ورباطة جأشها!!.

قال تعالى في محكم آياته: "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"...(آل عمران: 173).

"وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَـٰافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلابْصَـاٰرُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِى رُءوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء" (إبراهيم: 42-43).

ألا شاهت أوجه الجبناء من قادة وإعلام زمن العهر العربي، ألا خاب فألهم واندحر كيدهم.