الجامع القبلي هو الجزء الجنوبي من المسجد الأقصى المواجه للقبلة ولذلك سمي بالجامع القبلي، وهو المبنى ذو القبة الرصاصية.
ويعتبر هذا الجامع هو المصلى الرئيسي للرجال في المسجد الأقصى، وهو موضع صلاة الإمام. بني هذا المسجد في المكان الذي صلى فيه الخليفة عمر بن الخطاب عند الفتح الإسلامي للقدس عام 15هـ. وقد بدأ بناء هذا المسجد الخليفة عبد الملك بن مروان، وأتم بناءه ابنه الوليد بن عبد الملك. أما عن المصلى المرواني فيقع المصلى المرواني تحت أرضية المسجد الأقصى، في جهة الجنوب الشرقي. الأقصى القديم يقع الأقصى القديم تحت الجامع القبلي، وقد بناه الأمويون ليكون مدخلاً ملكياً إلى المسجد الأقصى من القصور الأموية التي تقع خارج حدود الأقصى من الجهة الجنوبية. مسجد البراق: عند حائط البراق. مجموعة السبل والآبار الكثيرة حول الأقصى المدرسة الأشرفية، والمدارس الكثيرة حول الأقصى المبارك تاريخ بناء المسجد: على عكس ما يعتقد البعض أن المسجد الأقصى بناه عبد الملك بن مروان - وهو اعتقاد خاطئ حيث أن عبد الملك بن مروان بنى ( قبة الصخرة) فقط . أما المسجد الأقصى فهو قديم, فهو أولى القبلتين, وثاني مسجد وضع في الأرض، بنص الحديث الشريف، والأرجح أن أول من بناه هو آدم عليه السلام، اختط حدوده بعد أربعين سنة من إرسائه قواعد البيت الحرام، بأمر من الله تعالى، دون أن يكون قبلهما كنيس ولا كنيسة ولا هيكل ولا معبد. وجاءت هجرة إبراهيم عليه السلام من العراق إلى الأراضي المباركة حوالي العام 1800 قبل الميلاد. وبعدها، قام عليه السلام برفع قواعد البيت الحرام، و عمر هو، ومن بعده إسحاق ويعقوب عليهم الصلاة والسلام أجمعين، المسجد الأقصى. كما أعيد بناؤه على يد سليمان عليه السلام حوالي العام 1000 قبل الميلاد. ومع الفتح الإسلامي للقدس عام 636م (الموافق 15 هجرية)، بنى عمر بن الخطاب رضي الله عنه المصلى القبلي، كجزء من المسجد الأقصى. وفي عهد الدولة الأموية، بنيت قبة الصخرة، كما أعيد بناء المصلى القبلي، واستغرق هذا البناء قرابة 30 عاما من 66 هجرية/ 685 ميلادية - 96 هجرية/715 ميلادية، ليكتمل بعدها المسجد الأقصى بشكله الحالي. حريق المسجد الأقصى المبارك من قبل الصهاينة: تعرض عام 1969 لحريق على يد يهودي متطرف اسمه مايكل دينس روهن حيث تم حرق الجامع القبلي الذي سقط سقف قسمه الشرقي بالكامل، كما احترق منبر نور الدين زنكي الذي أمر ببنائه قبل تحرير المسجد الأقصى المبارك من الصليبيين و قام صلاح الدين الأيوبي بوضعه داخل المسجد بعد التحرير بنــــاؤه : المسجد الأقصى ثاني مسجد وُضِعَ في الأرض بعد المسجد الحرام روى مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وُضِعَ على الأرض قال: " المسجد الحرام ". قلت ثم أي ؟ قال : " المسجد الأقصى " ، قلت كم بينهما ؟ قال: " أربعون عاماً، ثم الأرض لك مسجد، فحيثما أدركتك الصلاة فَصَلِّ ".وليس هناك نص ثابت في أول من بنى المسجد الأقصى ، ولكن لا خلاف أنه كان في الزمن الذي بُني فيه المسجد الحرام ، وأن المسجد الأقصى بنته الأنبياء ، وعاهدته . أسمـــاؤه : للمسجد الأقصى أسماء متعددة ، تدل كثرتها على شرف وعلو مكانة المسمى وقد جمع للمسجد الأقصى وبيت المقدس أسماء تقرب من العشرين أشهرها كما جاء في الكتاب والسنة المسجد الأقصى ، وبيت المقدس ، وإيلياء . وقيل في تسميـته الأقصى لأنه أبعد المساجد التي تُزار، ويُبتغى بها الأجر من المسجد الحرام، وقيل لأنه ليس وراءه موضع عبادة، وقيل لِبعده عن الأقذار والخبائث. يعتقد الكثيرون أن المسجد الأقصى المُصَلَّى الجامع : ويطلق عليه الناس " المسجد الأقصى " ، وهو ذلك الجامع المبني في صدر المسجد الذي بُني به المنبر والمحراب الكبير ، والذي تُقام فيه الصلوات الخمس والجمعة ، وتمتد الصفوف إلى خارج الجامع في ساحات المسجد الأقصى المبارك ، وهو داخل أسوار المسجد الأقصى وكان قديماً إذا أطلق اسم المسجد الأقصى فإنه يراد به كل ما دار عليه السور واحتواه ، وأما حديثاً فالشائع بين العامة إطلاق الاسم على المسجد الكبير الكائن جنوبي ساحة المسجد الأقصى .شرع في بنائه الخليفة عبد الملك بن مروان الأموي وأتمه ابنه الوليد بن عبد الملك سنة 705 م ، يبلغ طوله من الداخل 80 م، وعرضه 55 م ، ويقوم الآن على 53 عموداً من الرخام ، و49 سارية مربعة من الحجارة ، وفي صدر الجامع القبة ، وللجامع أحد عشر باباً: سبعة منها في الشمال في واجهته وأوسطها أعلاها ، وباب واحد في الشرق ، واثنان في الغرب وواحد في الجنوب . وعندما احتل الصليبيون القدس غيروا معالم المسجد، فاتخذوا جانباً منه كنيسة، وجانباً آخر مسكناً لفرسانهم ومستودعاً لذخائرهم. ولما حرر صلاح الدين الأيوبي القدس أمر بإصلاح الجامع وإعادته إلى ما كان عليه قبل الاحتلال الصليبي ، وأتى بالمنبر الرائع الذي أمر نور الدين محمود بن زنكي بصنعه للمسجد الأقصى من حلب ، ووضعه في الجامع ليقف عليه الخطيب في يوم الجمعة . وبقي هذا المنبر إلى أن أحرقه اليهود في 11/8/1969 م عندما حرقوا الجامع، ويسعى اليهود اليوم لتخريب الجامع بعد حرقه بالحفريات حوله وتحته بزعم البحث عن آثار الهيكل. هو فقط الجامع المبني جنوبي قبة الصخرة ، وهو الذي تقام فيه الصلوات الخمس الآن ، وحقيقة الحال أن المسجد الأقصى اسم لجميع المسجد وهو ما دار عليه السور وفيه الأبواب والساحات الواسعة ، والجامع وقبة الصخرة والمصلى المرواني والأروقة والقباب والمصاطب وأسبلة الماء وغيرها من المعالم ، وعلى أسواره المآذن ، والمسجد كله غير مسقف سوى بناء قبة الصخرة والمصلى الجامع الذي يُعرف عند العامة بالمسجد الأقصى وما تبقى فهو في منزلة ساحة المسجد . وهذا ما اتفق عليه العلماء والمؤرخون، وعليه تكون مضاعفة ثواب الصلاة في أي جزء مما دار عليه السور، وتبلغ مساحته: 140900 مترا مربعا.
قُبَّـةُ الصخرة : هي أقدم أثر معماري إسلامي باق حتى الآن ، أنشأها الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان ، وتعتبر من درر الفنون الإسلامية وبنيت داخل أسوار المسجد الأقصى لتكون قبة للمسجد فوق الصخرة والتي قيل فيها الكثير مما لا يثبت سنداً وشرعاً ، والصخرة عبارة عن شكل غير منتظم من الحجر نصف دائرة تقريباً أبعادها ( 5 م × 7 م × 3 م الارتفاع ) والصخرة تشكل أعلى بقعة في المسجد الأقصى ، وأسفل الصخرة يوجد كهف مربع تقريباً طول ضلعه 4.5 متر بعمق 1.5 متر ويوجد في سقف هذا الكهف ثقب قطره متر واحد تقريباً وهي ليست مُعَلقة ، ولم تكن معلقة في يوم من الأيام كما يُشاع عنها ، ولكنها متصلة بالأرض من أحد الجوانب ، وكل ما يُروى في قصتها فهو من الخرافات التي لم تثبت ، والصخرة جزء من أرض المسجد الأقصى كغيرها من الأجزاء ، وتقع القبة التي فوق الصخرة في مركز شكل ثماني يبلغ طول ضلعه 20.59 متر وارتفاعه 9.5 متر ويوجد في الجزء العلوي من كل جدار 5 شبابيك ، كما هناك أربعة أبواب في أربعة جدران خارجية ، والقبة صُنعت من الخشب ، وهي مزدوجة أي أنها عبارة عن قبتين داخلية وخارجية ، كل منهما مكونة من 32 ضلعاً وتغطي القبة من الخارج ألواح من الرصاص ، ثم ألواح من النحاس اللامع . أبواب المسجد الأقصى : وهي أبواب السور الذي يحيط بالمسجد الأقصى ، وتقع هذه الأبواب على الجانبين الشمالي والغربي ، وعددها 14 باباً : أربع أبواب منها مغلقة ، وتستولي سلطات الاحتلال على مفاتيح باب حارة المغاربة منذ العام 1967م ، وتتحكم في فتحه وإغلاقه ، وهذا الباب هو أقرب الأبواب إلى المصلى الجامع الذي يهدف اليهود إلى إزالته وبناء معبد يهودي مكانه ، والأبواب المفتوحة هي باب الأسباط ، وباب حطة ، وباب العتم ، وباب الغوانمة ، وباب المطهرة ، وباب القطانين ، وباب السلسلة ، وباب المغاربة ، وباب الحديد ، وباب الناظر ، وهي أبواب قديمة جددت عمارتها في العصور الإسلامية ، وباب الناظر باب قديم جددت عمارته في سنة 600 هـ / 1203 م في عهد الملك المعظم عيسى في العصر الأيوبي ، وهو باب ضخم محكم البنيان ، ويغطي فتحته مِصراعان من الأبواب الخشبية المصفحة بالنحاس ، وجميع ما في داخل هذا الباب من أقبية ومبان وقفه الأمير علاء الدين آيدغدي على الفقراء القادمين لزيارة القدس ، وكان ذلك في زمن الملك الظاهر بيبرس سنة 666 هـ / 1267م. المــآذن : للمسجد الأقصى _ وهو ما دار عليه السور _ أربعة مآذن يعود تاريخ إنشائها للعهد المملوكي، تقع ثلاثة منها على صف واحد غربي المسجد، وواحدة في الجهة الشمالية على مقربة من باب الأسباط وهي كالتالي: المئذنة الفخرية : وتسمى كذلك مئذنة باب المغاربة في الركن الجنوبي الغربي للمسجد الأقصى ، وهي على مجمع المدرسة الفخرية بجانب المتحف الإسلامي ، أنشأها القاضي شرف الدين عبد الرحمن بن الصاحب الوزير فخر الدين الخليلي ، حيث أشرف على بنائها خلال فترة عمله كناظر للأوقاف الإسلامية في سنة 677 هـ / 1278 م . مئذنة باب الغوانمة : بناها كذلك القاضي شرف الدين عبد الرحمن بن الصاحب سنة 677 هـ / 1278 م ، ثم عمر بناءَها الأمير سيف الدين تنكز الناصري نائب الشام في سنة 730 هـ / 1329 م وهي في الزاوية الشمالية الغربية ، وهي أعظم المآذن بناءً ، وأتقنها عمارة . مئذنة باب السلسلة : وهي في الجهة الغربية من المسجد الأقصى على بعد أمتار من باب السلسلة ، وتسمى كذلك " منارة المحكمة " لاتخاذها محكمة في العهد العثماني ، أنشأها الأمير سيف الدين تنكز بن عبد الله الناصري 730 هـ 1329 م في عهد الناصر محمد بن قلاوون . مئذنة باب الأسباط : وتقع في الجهة الشمالية للمسجد الأقصى وهي من أجمل المآذن وأحسنها هيبة أنشأها الأمير سيف الدين قطلو بغا في سنة 769 هـ في عهد الملك الأشرف شعبان الثاني بن السلطان حسن ، وتعرف كذلك بالمئذنة الصلاحية لقربها من المدرسة الصلاحية وأعيد بناؤها بشكلها الحالي عام 1346 هـ بعد أن تهدمت أثر زلزال في القدس. المصلى المرواني : يقع المصلى المرواني في الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد الأقصى المبارك ، وكان يطلق عليه قديماً التسوية الشرقية من المسجد الأقصى ، ويتكون من 16 رواقاً ، تبلغ مساحتها 3775 متراً مربعاً أي ما يقارب 4 دونمات ، للتسوية مداخل عديدة منها مدخلان من الجهة الجنوبية ، وخمسة مداخل من الجهة الشمالية .وخُصِّصَ زمن عبد الملك بن مروان كمدرسة فقهية متكاملة ، ومن هنا أطلق عليه اسم المصلى المرواني ، وعند احتلال الصليبيين للمسجد الأقصى استُخْدم المكان مربطاً لخيولهم ودوابهم ، ومخازن ذخيرة ، وأطلقوا عليه " اسطبلات سليمان " . ويعتقد كثير من الناس أن هذا المكان من بناء نبي الله سليمان عليه السلام ، وهذا من التلبيس والدس الذي يستعمله اليهود ، حتى تُنْسَبَ لهم فيما بعد لتكون شاهدا على وجودهم على هذه البقعة منذ الأزل ، والصحيح أنها من بناء الأمويين كما أثبت أهل الآثار ، وقد أصَرَّ المسلمون على إعادة افتتاحه وتحويله إلى مُصَلَّى أطلقوا عليه – المصلى المرواني – نسبة إلى مؤسسه الحقيقي ، وقد أحسنوا في ذلك . المتوضأ: يتكون من حوض رخامي مستدير الشكل ، وفي وسطه نافورة ، وعلى جوانبه الخارجية صنابير يخرج منها الماء ليتوضأ منه المصلون الذين يجلسون على مقاعد حجرية مقامة أمام تلك الصنابير ، ثم يسيل الماء في مجرى حول الحوض الى مجار تحت بلاط المسجد الأقصى ويجري إلى صهريج كبير في أرض المسجد . أنشأه السلطان العادل أبو بكر بن أيوب سنة 589 هـ / 1193 م في العصر الأيوبي ، وجدد بناءه الأمير تنكز الناصري سنة 728 هـ / 1327 م . ثم قام السلطان قايتباي بتعميره وترميمه ثانية ويقع الكأس بين مبنى المصلى الجامع ودرج صحن الصخرة المواجه له . حائط البراق : هو الجزء الجنوبي الغربي من جدار المسجد ويبلغ طوله حوالي (50 متراً ) وارتفاعه حوالي (20 متراً ) وهو جزء من المسجد الأقصى ، ويعد من الاملاك الإسلامية ، ويطلق عليه اليهود الآن ( حائط المبكى ) حيث يزعمون بأنه الجزء المتبقي من الهيكل المزعوم ، ولم يَدَّعِ اليهود يوماً من الأيام أي حق في الحائط إلا بعد أن تمكنوا من إنشاء كيان لهم في القدس، وكانوا إذا زاروا القدس يتعبدون عند السور الشرقي ، ثم تحولوا إلى السور الغربي . الآبـــار : ماء المطر وعيون الماء هما المصدران الوحيدان للماء في القدس ، وحيث لم تكن العيون تكفي لاحتياج أهل القدس كان اعتمادهم الأساسي على مياه الأمطار يجمعونها في الآبار والصهاريج والبرك ، ويبلغ عدد هذه الآبار 26 بئراً : تِسعٌ منها في ساحة الصخرة ، والباقي في ساحة المسجد الأقصى ، وقد حُفرت تلك الآبار داخل أسوار المسجد الأقصى المشيد كله على صخرة ، فمهما يهطل المطر لا يذهب خارج الآبار ولا يضيع سدى ، بل ينصرف إلى تلك الآبار وينتفع الناس به ، وهي من الحجر الصلب والتي لا تحتاج إلى عمارة أو صيانة إلا نادراً، ويسهل إصلاحها ، وجُعل القسم الأعلى منها على هيئة التنور ، وعلى رأس كل بئر غطاء من حجر حتى لا يسقط فيه شيء ، وآبار المسجد الأقصى يستعملها المصلون وأهالي البلدة ، ولكل بئر اسم خاص يعرف به ، وهي لا تكفي الآن لتزويد القدس بحاجتها إلى الماء ، مما جعلهم يجلبون الماء من موارد أخرى . الأسبـــلة :وكانت تسمى في العصر الأيوبي وما قبلها سقاية ، وكانت الأسبلة تحتوي على طابقين : الأول عبارة عن بئر محفورة في الأرض لتخزين مياه الأمطار ، وأما الطابق الثاني فيرتفع عن سطح الأرض حوالي متر وتوجد به المزملة لتوزيع الماء .
وعدد الأسبلة في ساحات المسجد الأقصى أحد عشر سبيلاً ، وهي متفاوتة فيما بينها تفاوتاً كبيراً من وجهة معمارية . ومن أشهرها سبيل قايتباي ، ويعتبر شاهداً من الشواهد البديعة التي تعود للعصر المملوكي ، والذي يقع في الساحة الكائنة بين باب السلسلة وباب القطانين بناه السلطان سيف الدين إينال ، ثم أعاد بناءه السلطان قايتباي حيث أقام سبيله على البئر الذي أقامه إينال ، وقد بناه من الحجر المشهر الملون وفرش أرضيته بالرخام ، وزخرف قبته وأركانه بالعناصر الزخرفية والمعمارية الإسلامية وله أربع نوافذ في جهاته الأربعة . المصـاطب :اشتهر المسجد الأقصى بحلقات العلم ، ولكثرة المدرسين وطلبة العلم ، اتخذ المدرسون المصاطب التي هُيِّئَتْ ليجلس عليها الطلاب للاستماع إلى الدروس خاصة في فصل الصيف لاعتدال الجو هناك ، وتقدر عدد المصاطب في ساحات المسجد الأقصى بقرابة الثلاثين مصطبة ، والتي لها محاريب من بناء حجري مستطيل الشكل لجلوس الشيخ أمام طلبته وتلاميذه ، أنشئ بعضها في العصر المملوكي وغالبها في العصر العثماني . والمصاطب غالباً ما تكون مربعة الشكل ، أو مستطيلة ، وترتفع عن الأرض بدرجة أو درجتين ، وبناؤها من الحجارة ، ومن أشهرها مصطبة البصيري شرقي باب الناظر ، وكانت تستعمل للتدريس ، ولإضفاء طابع جمالي على ساحات المسجد الأقصى . قيل إنها أنشئت في القرن الثامن الهجري ، وفي منتصف ضلعها الجنوبي محراب حجري وعليه لوحة كتابية تبين اسم باني المحراب ، وهو الأمير جركس الناصري، وكان هذا الأمير موجودا في سنة 800هـ/1298م تقريبا . وتتكون المصطبة من بناء حجري منبسط مربع الشكل ويُصعد اليها بوساطة درجتين حجريتين ، وأما المحراب فهو بناء حجري مستطيل الشكل، وقد كتب عليه اسم الباني وألقابه . منبر برهان الدين : تحفة فنية قائمة، وكان يدعى منبر الصيف لأنه أمام ساحة مكشوفة، ويُستخدم في فصل الصيف لإلقاء الدروس والمحاضرات أمام طلبة العلم، بُني من الحجارة ورخام، نمطه الهندسي مملوكي. أنشئ هذا المنبر في ساحة قبة الصخرة بأمر من قاضي القضاة برهان الدين بن جمّاعة في سنة 709 هـ / 1309 م ، ويذكر أنه كان منبراً خشبياً ثم حول إلى منبر حجري وقد جدد هذا المنبر في العصر العثماني على يد الأمير محمد رشيد ، وفي عهد السلطان عبد المجيد بن محمود الثاني في نقش كتابي في أعلى المدخل . ويتكون هذا المنبر من بناء حجري ، وله مدخل يقوم في أعلاه عقد يرتكز على عمودين صغيرين من الرخام ، ويُصعد منه إلى درجات قليلة تؤدي إلى دكة حجرية معدة لجلوس الخطيب ، وتقوم فوقها قبة لطيفة صغيره ، وقد أقيمت على أعمدة رخامية جميلة الشكل . " المسجد الأقصى و الخلفاء الراشدون " بعد وفاة رسول الله ، واستقرار الخلافة للصديق أبي بكر" خليفة رسول الله وكان قد سمع من رسول الله أنه قد بشر بفتح بيت المقدس: أعدد ستاً بين الساعة : "قال ثم فتح بيت المقدس " فحرص أبو بكر الصديق ، بعد الانتهاء من حرب الردة أن تكون ديار المسجد الأقصى من أول البلاد المفتوحة ، فوجّه لها أربعة جيوش ، وأمر خالد بن الوليد – وكان بالعراق ولم تفتح بعد – أن يلحق بالجيوش ، المتجه إلى بلاد الشام ، وقد عقد ابنُ عساكر في تاريخ دمشق باباً تحت عنوان " ذكر اهتمام أبى بكر الصديق بفتح الشام وحرصه عليه " .
وقد كتب سيدنا عمر كتاباً لأهل القدس سمي الوثيقة العمرية وهذا نصها: بسم الله الرحمن الرحيم : هذا ما أعطى عبد الله : عُمَرُ أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان ، أعطاهم : أمانا لأنفسهم ، وأموالهم ، ولكنائسهم وصلبانهم ، وسقيمها ، وبريئها ، وسائر ملتها . أن لا تُسْكنَ كنائسهم ، ولا تُهدم ، ولا يُنتقصُ منها ولا من حيّزها ولا من صلبهم ، ولا من شيء من أموالهم ، ولا يُكْرَهون على دينهم ، ولا يُضارُّ أحدٌ منهم ، ولا يَسْكُنُ بإيلياءَ معهم أحد من اليهود . وعلى أهل إيلياء أن يُعْطُوا الجزية ، كما يعطى أهل المدائن . وعليهم أن يُخرجوا منها الروم و اللصوص. فمن خرج منهم ، فانه آمنٌ على نفسه وماله ، حتى يبلغوا مأمنهم ، ومن أقام منهم فهو آمنٌ ، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية . ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه مع الروم ، ويخلي بيعهم وصُلُبَهم ، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيَعِهم ، وصُلُبِهم حتى يبلغوا مأمنهم . فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية ، ومن شـاء سار مع الروم، ومن شاء رجع إلى أهله . فإنه لا يؤخذ منهم شيء ، حتى يُحْصَدَ حصادهم . وعلى ما في هذا الكتاب ، عهد الله وذمة رسوله ، وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين ، إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية .شهد على ذلك : خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وكتب وحضر سنة 15هـ ملاحظة : لا زالت هذه الوثيقة محفوظة في كنيسة القيامة بالقدس، ولكنه تم فتح القدس أيام عمر بن الخطاب سنة 15 هـ حيث كان من أخر المعاقل التي تحصن فيها الروم وحرصوا على بقائها في أيديهم ، لمِا لها من القداسة في النفوس ، وجاء عمر الى القدس بنفسه ، بناءً على رغبة أهل القدس المحاصرين ليكتب لهم العهد ، ويتسلم مفاتح القدس . ومجيء عمر لاستلام القدس وبيت المقدس ، له دلالة على منزلة المسجد الأقصى وبيت المقدس في نفوس المسلمين . وهو المسجد الواقع بمدينة القدس في فلسطين، والذي إليه أسري بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام حسب ما ورد في القرآن الكريم بسورة الإسراء {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير وفي المسجد الأقصى صلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم إماما بالأنبياء قبل أن يعرج به إلى السماء. المسجد الأقصى المبارك : هو اسم لكل ما دار حوله السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من مدينة القدس القديمة المسورة بدورها، ويشمل كلا من قبة الصخرة المشرفة (ذات القبة الذهبية) والموجودة في موقع القلب منه، والجامع القِبْلِي[1](ذو القبة الرصاصية السوداء) والواقع أقصى جنوبه ناحية "القِبلة"، فضلا عن نحو 200 معلم آخر تقع ضمن حدود الأقصى، ما بين مساجد، ومبان، وقباب، وأسبلة مياه، ومصاطب، وأروقة، ومدارس، وأشجار، ومحاريب، ومنابر، ومآذن، وأبواب، وآبار، ومكتبات، فضلا عن الساحات. المسجد الأقصى المبارك يقع في الزاوية الجنوبية الشرقية من القدس المسورة
المساحة تبلغ مساحة المسجد الأقصى حوالي 144 دونماً (الدونم = 1000 متر مربع)، ويحتل نحو سدس مساحة القدس المسورة، وهو على شكل مضلع غير منتظم، طول ضلعه الغربي 491م، والشرقي 462م، والشمالي 310م، والجنوبي 281م.[2] ومن دخل الأقصى فأدى الصلاة، سواء تحت شجرة من أشجاره، أو قبة من قبابه، أو فوق مصطبة، أو عند رواق، أو في داخل قبة الصخرة، أو الجامع القبلي، فصلاته مضاعفة الأجر. عن أبي ذر – رضي الله عنه – قال : تذاكرنا - ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم - أيهما أفضل : أمسجد رسول الله أَم بيت المقدس؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلى هو، وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعا .قـــــال : أو قال خير له من الدنيا وما فيها ". (أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي) البناء والتاريخ ثاني مسجد وضع في الأرض, عن أبي ذر الغفاري ، رضي الله تعالى عنه، قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال:" المسجد الحرام" ، قال: قلت ثم أي؟ قال:" المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال:"أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة فصله، فان الفضل فيه." (رواه البخاري.)
والأرجح أن أول من بناه هو آدم عليه السلام[3]، اختط حدوده بعد أربعين سنة من إرسائه قواعد البيت الحرام، بأمر من الله تعالى، دون أن يكون قبلهما كنيس ولا كنيسة ولا هيكل ولا معبد. وكما تتابعت عمليات البناء والتعمير على المسجد الحرام، تتابعت على الأقصى المبارك، فقد عمره سيدنا إبراهيم حوالي العام 2000 قبل الميلاد، ثم تولى المهمة أبناؤه إسحاق ويعقوب عليهم السلام من بعده، كما جدد سيدنا سليمان عليه السلام بناءه، حوالي العام 1000 قبل الميلاد. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي لَأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ وَأَلَّا يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ" فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَمَّا اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَةَ".(رواه ابن ماجه والنسائي وأحمد). ومع الفتح الإسلامي للقدس عام 636م (الموافق 15 للهجرة)، بنى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجامع القبلي، كنواة للمسجد الأقصى[4]. وفي عهد الدولة الأموية، بنيت قبة الصخرة، كما أعيد بناء الجامع القبلي، واستغرق هذا كله قرابة 30 عاما من 66 هجرية/ 685 ميلادية - 96 هجرية/715 ميلادية،[5] ليكتمل بعدها المسجد الأقصى بشكله الحالي فضائل المسجد الأقصى : • المسجد الأقصى هو قبلة معظم الأنبياء قبل خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، والقبلة الأولى للنبي الخاتم، لمدة 14 عاما تقريبا منذ بعثته وحتى الشهر السادس أو السابع عشر للهجرة, عن ابن عباس قال: "كان رسول الله يصلي وهو بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه وبعدما هاجر إلى المدينة ستة عشر شهرا ثم صرف إلى الكعبة". (أحمد)
• الأقصى هو مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ورد في الآية الكريمة باسمه الصريح: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ". (الإسراء) وفيه صلى جميع الأنبياء جماعة خلف إمامهم محمد صلى الله عليه وسلم خلال رحلته هذه، مما يدل على كثرة بركاته حتى إنها لتفيض على ما حوله، ولا تقتصر عليه فقط، حسبما تشير الآية: "باركنا حوله" وليس فيه!
• الأقصى هو مبدأ معراج محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء، عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتيت بالبراق فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربـطـته بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين، ثم عـرج بي إلى السماء"(مسلم). فقد كان الله تعالى قادرا على أن يبدأ رحلة المعراج برسوله من المسجد الحرام بمكة، ولكنه سبحانه اختار الأقصى لذلك ليثبت مكانته في قلوب المسلمين، كبوابة الأرض إلى السماء، أرض المنشر والمحشر. قالت مَيْمُونَةَ مَوْلَاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ: "أَرْضُ الْمَنْشَرِ وَالْمَحْشَرِ " (أبو داود وابن ماجه وأحمد).
• هو ثالث المساجد التي لا تشد الرحال إلا إليها، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ ـ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَمَسْجِدِ الأَقْصَى." (البخاري) إلا أنه ليس بحرم، لأنه لا يحرم فيه الصيد، وتلتقط لقطته، بخلاف حرمي مكة والمدينة. وتسميته بالحرم الشـريف ليست صحيحة، وإنما الاسـم الصحيح هو "المسجد الأقصى المبارك"، وهو الاسم الذي ظل يطلق عليه طوال العهد الإسلامي حتى عصر المماليك، حين سمى حرما، تشريفا، رغم أنها تسمية غير صحيحة، ولا جائزة.
بقلم الكاتب الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد أبو نحل المفوض السياسي والوطني واستاذ المناهج وطرق التدريس..