فيديو وصور.. "عين حجلة" إصرار على البقاء في الأغوار

لليوم الرابع على التوالي يواصل النشطاء الفلسطينيون اصرارهم على البقاء في قرية " عين حجلة" التي اقيمت على أراضي الكنيسة التابعة لدير حجلة في منطقة الأغوار الفلسطينية، كخطوة اضافية للتصعيد ضد مخططات الاحتلال الاسرائيلي لتهويد وضم (الأغوار)، ورفضاً للوضع السياسي الراهن خاصة في ظل ما يطرح في المفاوضات الجارية من تنكر لحقوق الشعب الفلسطيني في حريته وأرضه.

وقامت شخصيات وطنية مرموقة في السلطة الفلسطينية بزيارة قرية "عين حجلة" خلال الايام الماضية واليوم وكان من بينهم: صائب عريقات رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، جهاد أبو زنيد النائبة في المجلس التشريعي، مصطفي البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الفلسطينية، اضافة الى أمناء سر حركة فتح في مناطق القدس ووفد من المركز النسوي في مخيم شعفاط.

ونقلت مراسلة "وكالة قدس نت للأنباء" عن النشطاء المصممون على البقاء في القرية التي تهدد قوات الاحتلال بهدمها واخلائهم منها قولهم:" لليوم الرابع على التوالي نواصل اصرارنا في البقاء للحفاظ على الارض الفلسطينية" مشيرين بان  عدد كبير من الضباط الإسرائيليين اقتحموا المكان صباح اليوم الاثنين للمرة الثالثة على التوالي وقاموا بمعاينة القرية تمهيدا لمهاجمتها".

وأكد النشطاء الذين يبيتون في القرية الواقعة بالقرب من ما يسمى (شارع 90) الواصل بين البحر الميت وبلدة بيسان في اراضي 48 قائلين :" إننا أبناء هذه الارض حان الوقت بأن نتوحد كشعب فلسطيني للعمل على طرد الاحتلال واستعادة الاراضي الفلسطينية وعدم الانصياع للقرارات الاسرائيلية ، خاصة في ظل الوضع السياسي الراهن وما يطرح في المفاوضات السياسية والتي تنسف حقوق شعبنا في حريته وأرضه".

وقال الناطق الإعلامي باسم حركة فتح أحمد عساف المتواجد في القرية، إن" قوات الاحتلال، أقدمت صباح اليوم على اقتحام قرية "عين حجلة" في الأغوار للمرة الثالثة على التوالي، وقامت بعملية تصوير وإحصاء للناشطين والمتضامنين المتواجدين في القرية منذ عدة أيام."

وأشار عساف إلى أن الشبان تصدوا لمحاولة الاقتحام، وأجبروا قوات الاحتلال على الخروج منها، من خلال إغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى "عين حجلة"، مشيرا إلى أن الاحتلال أبلغهم بأن وجودهم في هذه المنطقة "غير قانوني".

وأكد أن قوات الاحتلال تفرض حصارا مشددا على القرية منذ أربعة أيام، وتمنع وصول المواطنين والمتضامنين إلى القرية، غير أن أفراد المقاومة الشعبية نجحوا بالوصول عبر الطرق الترابية، والمشي لمسافات طويلة من أجل إحضار المساعدات والمستلزمات.

ونوه إلى أن نشطاء لجان المقاومة الشعبية أبلغوا قوات الاحتلال بأنهم حصلوا على موافقة البطريرك في دير حجلة المسؤول عن هذه الأرض، لإعمارها واستصلاحها وزراعة الأشجار داخلها، كونها أرضا فلسطينية.

وخلال زيارته الى القرية، استمع صائب عريقات، لعدة أسئلة مطروحة من قبل النشطاء واطلعهم على صورة الوضع بالكامل، كما حيا الشبان على الخطوة النضالية للحفاظ على الارض الفلسطينية .

وأعلن النشطاء الفلسطينيون، بأن هذه الخطوة  تعبير عن تمسكهم التام بكامل الأراضي الفلسطينية المحتلة ورفضهم لاتفاق الإطار "خطة كيري" القائم على اقامة دولة فلسطينية ممسوخة يتضمنها الاعتراف بيهودية اسرائيل لتحويل الفلسطينيين أصحاب الحق في الوجود على الأراض المحتلة عام 1948 سكانا وزائرين بالإمكان ترحيلهم في كل وقت.

واوضحوا، بأن قرية "عين حجلة"  تقع في مناطق ما يسمى (ج) والمهددة بالتهويد والضم من قبل سياسيات الاحتلال واتفاق الإطار على حد سواء. "ولذلك قررنا الأخذ بزمام الامور مطالبين بتحرك جماهيري ووطني لإنقاذ الأغوار الفلسطينية ووضع حد للتهويد المستمر لأراضي فلسطين. "

وشدد النشطاء على أهمية مقاطعة اسرائيل دوليا وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، مطالبين المجتمع الدولي وكافة المتضامنين مع القضية الفلسطينية بمقاطعة الشركات الاسرائيلية كافة ومن ضمنها المصانع والشركات الزراعية الاسرائيلية في الأغوار الفلسطينية والقائمة على استغلال "مواردنا الطبيعية كافة".

وطالبوا بمقاطعة شركة "مهادرين" وهي أكبر شركة اسرائيلية منتجة ومصدرة للخضار والفواكة وتحديدا من منطقة الأغوار، بالإضافة إلى شركة "هاديكلام" الزراعية والتي تصدر التمور المنتجة من قبل المستوطنين في الأغوار الفلسطينية وشركة "براميير" وشركة "أهافا" المنتجة لمستحضرات تجميل اعتمادها الأساسي على أملاح البحر الميت. 

وتقع القرية الفلسطينية  بالقرب من دير حجلة وهي أراض تابعة للدير يتخللها العديد من شجر النخيل المتروك، وهي أرض ذات تربة بيضاء مرتفعة الملوحة ومحاطة بأراض زراعية للمستوطنين تمركز حولها معسكرا لجيش الاحتلال. وتتكون الأراضي التابعة للدير من قرابة 1000 دونم تم السيطرة على جزء منها من قبل جيش الاحتلال بحجة "الدوافع الأمنية".

وتفرض قوات الاحتلال طوقا عسكريا على قرية "عين حجلة" لليوم الرابع، وتقوم بين الحين والآخر باقتحامها وإطلاق القنابل الصوتية والمضيئة، تمهيدا لإخلائها، وذلك بعد هدمت قوات الاحتلال فجر اليوم قرية مماثلة اقامها نشطاء فلسطينيون في الأغوار الشمالية تحت اسم " باب العودة".

واضطر عشرات النشطاء والصحفيين للمشي عدة كيلومترات للوصول إلى القرية عبر الطرق الترابية والالتفافية بعد منعهم من جنود الاحتلال.

وأقيمت القرية ضمن حملة "ملح الأرض" التي اطلقها المئات من النشطاء الفلسطينيون والاجانب على غرار تجربة قريتي "باب الشمس" و"أحفاد يونس" وغيرهما من القرى التي اقيمت في العام الماضي لتعزيز المقاومة الشعبية وحركة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل، وتأكيدا على أن "الفعل المقاوم هو ما يغير ميزان القوى المحتلة".

وسميت الحملة بـ"ملح الأرض" اقتباسا لنص ورد في انجيل متى  "أنتم ملح  الأرض، ولكن إن فسد الملح فبماذا يملّح؟ لا يصلح بعد لشيء إلا لأن يُطرح خارجًا ويُداس من الناس"(13:5). وأما تسمية القرية ببيت حجلة فيعود إلى الاسم الكنعاني للمنطقة وعين الماء الموجودة في القرية ."

واليكم هذا التقرير بعدسة "وكالة قدس نت للأنباء" من قلب قرية "عين حجلة"

تصوير:ديالا جويحان

المصدر: الأغوار - وكالة قدس نت للأنباء -