قال اللواء توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ان" الحركة لم ولن تلقي السلاح الا بعد تحقيق الاهداف الوطنية الفلسطينية"، مشيرا الى ان الحركة اعتمدت وسائل مختلفة ومتعددة من اجل تحقيق هذه الاهداف بما فيها النضال العسكري والنضال الشعبي والعمل الدبلوماسي بالامم المتحدة والمفاوضات .

وقال اللواء الطيراوي خلال احتفال نظمته مجموعة من المؤسسات الفتحاوية لتكريم الجيل الاول من ابناء الحركة  من مناضلين ومتقاعدين عسكريين ببيت لحم بمناسبة انطلاق الثورة الفلسطينية ان" الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات قاد عملية استشهادية عندما قرر رفض الضغوط الامريكية التي مورست عليه في كامب ديفيد 2 حيث دعا الرئيس الامريكي في حينها للمشاركة في جنازته بعد ان رفض كل الضغوط والتهديدات الامريكية والاسرائيلية."

ورد الطيراوي على وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي لفني رئيسة طاقم شؤون المفاوضات الاسرائيلي التي يعتبرها البعض معتدلة والتي قالت ان الرئيس ابو مازن سيدفع الثمن اذا لم يوافق على اتفاق الاطار الامريكي قائلا "ان معظم قادة حركة فتح التي ينمتي اليها الرئيس دفعوا دماءهم ثمنا للصمود والحفاظ على الثوابت وان ابو مازن جاهز لدفع أي ثمن للحفاظ على هذه الثوابت ."

واشار الطيراوي الى ان حركة فتح لم ولن تلقي البندقية وهي ما تزال موجودة وسيكون لها وقت حيث تحدد حركة فتح اولويات واشكال النضال وفق المصالح الوطنية الفلسطينية وبالتالي فان فتح هي من يقرر وسيلة النضال مؤكدا انه لا يوجد داخل فتح من هو متنازل او خائن بل على العكس فان الاجيال المتعاقبة من كوادر الحركة اثبتوا انهم الاقدر على التضحية والصمود مع اخوانهم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بشهداءهم واسراهم داعيا باقي الفصائل الاخرى خارج المنظمة التي ترى ان مصلحتها الفئوية اكبر من مصلحة الشعب الفلسطينية الى العودة للصف الوطني والسعي لخدمة قضايا شعبنا بدل التركيز على خدمة اجنداتها الفئوية .حسب قوله

وخاطب الطيراوي الاجيال المختلفة بالحركة وعلى راسهم الجيل الاول من المتقاعدين العسكريين بالقول انه "سعد لمشاهدة روح الشباب والنضال لديهم عندما سمعوا اغنية طل سلاحي حيث صفقوا جميعا بروح الشباب المناضل التي بداخلهم مؤكدا على ان عمر المختار عندما قاد الثورة الليبية ضد الاستعمار الايطالي كان يبلغ من العمر 70 عاما ."

واكد الطيراوي على "اننا في حركة فتح جميعا من جيل الشباب الى جيل المتقاعدين جاهزين لان نكون في الجبال والعودة للمقاومة والنضال بشتى الوسائل من اليوم الذي يعتبر اليوم الاول بمرحلة جديدة من الحصار والتهديد والموامرات الحالية مضيفا ان هذه المؤامرات ليست جديدة على حركة فتح ."

واضاف الطيراوي ان "المؤامرات على فتح والثورة الفلسطينية متعددة"، مشيرا الى ان قضية التقاعد مؤامرة على كل من حمل البندقية من الجيل الاول بحركة فتح كما ان التقاعد مطلوب لكل من قاد النضال في الانتفاضتين.

واكد الطيراوي على فشل هذه السياسات في ثني الشعب الفلسطيني عن مقاومته مشيرا الى انه شاهد جيل الشباب خلال مراسم تشييع جثامين الشهداء بمخيم الدهيشة وكلهم اصرار على مواصلة النضال بشتى انواعه حيث اكد الشباب انهم ملتزمون بمبادئ الجيل الاول من الثورة وانهم يسيرون على ان جيل يسلم جيل .

كما اكد الطيراوي" اننا كفلسطينين نرفض كل الرفض مبادلة حقوقنا بحقوقنا فهذه ارض وهذه ارض وكلها فلسطين"، مشددا على" اننا نتمتع بقوة الحق ولم نستعمل حق القوة وان فتح لم تنحرف عن طريقها وانها عندما قامت قامت من اجل ان تحرر".

ودعا الطيراوي المتقاعدين العسكريين للبس رتبهم العسكرية والخروج بمسيرة في رام الله للتاكيد علي الثوابت ودعمهم لصمود القيادة مشيرا الى ان كل من يعتقد انه تقدم بالعمر ولم يعد بامكانه التأثير فهو مخطئ مشددا ايضا على اهمية دور هذا الجيل النضالي في استنهاض فتح .

الحفل الذي نظمته جمعية امان الخيرية وجمعية اهداف وجمعية سواعد وهوب واقليم فتح ببيت لحم تولى عرافته محمد عبد النبي اللحام وحضره امين سر المجلس الثوري في حركة فتح امين مقبول و اعضاء المجلس الثوري عبد الله عبد الله ومحمد طه ابو عليا وفهمي الزعارير وقائد منطقة بيت لحم العميد سليمان قنديل وامين سر حركة فتح باقليم بيت لحم يوسف العارف واعضاء الاقليم والهيئة الادارية للمتقاعدين العسكريين ببيت لحم واعضاء الهيئة العامة وممثلي المؤسسات والفصائل ورؤوساء واعضاء المجالس البلدية.

والقيت في الاحتفال العديد من الكلمات حيث رحبت ماهرة الجمل رئيسة المؤسسة بالحضور واكدت باسم الجمعيات والمؤسسات المنظمة للحفل انه يهدف للتأكيد على "ان شعبنا يواصل السير على خطى المناضلين والثوار الاوائل".

 صالح ابو لبن رحب بالحضور في كلمته التي القاها باسم لجنة اهالي اسرى المؤبدات مشددا على اهمية هذه الفعاليات في رفع مستوى الوعي والروح الوطنية للاسرى وعائلاتهم وعائلات الشهداء والجرحى الى جانب هذه الاجيال المتعاقبة في النضال من ابناء حركة فتح وكافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني .

بدوره شكر عثمان ابو صرار في كلمته التي القها باسم هيئة المتقاعدين العسكريين المؤسسات المنظمة للحفل واكد على انها يعكس نموذجا من الوفاء لدماء الشهداء واهات الجرحى والاسرى من ابناء حركة فتح ونضال الثائرين الاوائل مؤكدا على ان التقاعد لن يمنع جيل الثورة والنضال من مواصلة النضال بشتى الوسائل المتاحة.

امين مقبول امين سر المجلس الثوري لحركة فتح قال في كلمته بالحفل ان "هذا اليوم هو يوم عظيم خصوصا وقد كرمنا اليوم ابناء شعبنا خلال تشييع جثامين الاكرم منا جميعا "مشددا على" ان مشوار التحرر ما زال مستمرا في ظل حملات تطهير عرقي ."

واكد مقبول ان "هناك ضغوط وتهديدات تمارس على شعبنا وقيادتنا لفرض تنازلات ترفضها القيادة الفلسطينية التي تستمد شرعيتها وصمودها من صمود شعبنا الفلسطيني و من تاريخ المناضلين"، مشددا على ان القيادة لن تتنازل ولن تخضع ولن تقبل بغير الحقوق ."

كما اكد "انه لا يوجد فينا من يخون دماء الشهداء وعذابات الاسرى ."

بدوره اشار يوسف ابو لبن مدير مؤسسة الشهداء والجرحى الى ان "العمر للمناضلين لن ولم يهرم ولكن لغة البندقية تؤكد على ان القسم والوعد والعهد صاغه الجيل الاول للثورة جيل الشهيد ياسر عرفات الذي تعلمنا منه لغة الثورة التي ما تزال مستمرة ."

واكد ابو لبن "اننا جئنا لهذا الحفل بعد ان قمنا بدفن شهداء بعد احتجاز جثامينهم لمدة 13 عاما من قبل الاحتلال البغيض و وقفنا اليوم بعهد و وعد الشهداء" مؤكدا ان" ابناء حركة فتح هم تلاميذ بمدرسة النضال الذي جسده القادة العظام من اعضاء اللجنة المركزية الاولى التي اغتال الاحتلال غالبية قادتها ."

و وعد ابو لبن بمواصلة النضال مؤكدا ان" ابناء فتح لن يسمحوا بتغيير البوصلة التي لن تنحرف وان مدرسة المناضلين هي تنفيذ وصايا الشهداء التي مثلتها اليوم جديلة شعر الشهيدة ايات التي دفنها اليوم والتي اكدت على ضرورة استمرار نهج و درب الحفاظ علي وعد البندقية كما اشار الى ان وصية الشهيد داوود ابو صوي كانت ان "يدفن في مقابر الشهداء ونحن نريد فلسطين التي انطلقت من اجلها الثورة" .

كما تخلل الحفل عروض فنية وفقرات شعرية قدمها الشاعر الشيخ ناصر التعمري وفرقة عسقلان للفنون الشعبية فيما اختتم الحفل بتكريم اهالي عدد من شهداء فتح والاسرى والمتقاعدين العسكريين.