يتسأل كثيرا من المواطنين في قطاع غزة عن تفاصيل فاتورة الكهرباء التي تأتي متناقضة في داخلها اذ ان انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة تصل لـ12ساعة يوميا تجعل القيمة الشهرية للفاتورة منخفضة منطقيا، ولكن هذا ما لا يحدث اذ ان الفاتورة تأتي محملة بأرقام مالية واستهلاك لا يبدو عليها ان الكهرباء تنقطع كثيرا.

هذا القطاع الذي يعاني ازمات خانقة معيشية ومادية واقتصادية والكهربائية هي أكبر المعضلات وامهما، فقد بدت واضحة تماما اذ ان القطاع يتغذى على 3 نقاط رئيسية للكهرباء هي اسرائيل ومصر والمحطة الوحيدة وسط القطاع مع ذلك لا تلبي الاستهلاك الكهربائي للقطاع.

المواطنين يتذمرون من هذا الامر وقدموا عديد الشكاوي الى شركة الكهرباء الا ان الاسباب كانت غير مقنعة لهم. حسب قولهم لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، التي قررت السير في هذا المضمار ومعرفة ادق التفاصيل حول طبيعة الشكاوي ورد شركة الكهرباء عليها.

خطأ مطبعي

المواطن احمد سيد من بلدة جباليا قال "انا اسكن مع زوجتي في شقة سكنية في بناية شعبية في مخيم جباليا، لا استهلك كثيرا كهرباء واحاول ان اقنن حتى اوازن بين مصاريف المنزل لان الشقة اجار وهناك مسؤوليات كثيرة علي".

يضيف احمد لمراسلنا متعجبا" أتفاجئ شهريا بان فاتورة الكهرباء لاحد الاشهر هذا العام بمبلغ كبير جدا وانه لم ولن يستهلك مثل هذا الامر، وعندما تم مراجعة الشركة اخبروه انه خطأ مطبعي ويتم تعوض ذلك في الفاتورة القادمة، اي يتم الخصم عن فاتورة الشهر القادم".

اهل الخبرة

اما احد المواطنين الذي يعمل فنيا كهربائيا في محال كهربائيات علل سبب قيمة الفاتورة العالية الى "تقومة" المنزل اي ان التيار الكهربائي عندما يأتي للمنزل ويتم تشغيل مسخن الماء والغسالة والثلاجة ومولد الماء تشغيل هذه الاشياء دفعة واحد يحمل كثيرا مما يجعل رفع طاقة المنزل مرة واحدة يرفع تكلفة الاستهلاك".

مضيفا لمراسلنا "رفع طاقة المنزل دفعة واحدة يتطلب جهد كهربائي كبير لذلك يتم استهلالك طاقة كبيرة لتقويم هذه الاجهزة ما يعادل استخدام 3 او 4 ايام كهرباء لذلك من يريد ان يحجم فاتورته عليه ان يكون دقيق في تشغل الاجهزة الكهربائية التي تعد كبيرة في استهلالك الكهرباء". حسب حديث الاخصائي الكهربائي.

مواطن كهربائي

يقول ابو يوسف من سكان شارع يافا قرب جباليا وهو يعمل مهندس في الاونروا "انا ادون رقم العداد الكهربائي اخر الشهر واضرب رقم العداد في نص شيكل وهو سعر الكيلو وتخرج القيمة اذا كانت اكثر ما نتج لدي ارجاع شركة الكهرباء فورا واذا كان الناتج ليس كثيرا فوق ما حسبته التزم الصمت".

وعن سؤاله لماذا تحرص على هذا الامر وانت مدرس في مؤسسة دولية فقال منفعلا "انا طول الاسبوع اكون واقفا متعبا اشرح منتصب يأتيني المفتشين ليوقعوني في الخطأ، وحتى اجلب العيش الكريم لأسرتي واخر المطاف تأتي شركة الكهرباء التي نعاني منها حتى تسرق تعبي وجهدي ببساطة من هذا المنطلق انا افعل ذلك".

انزعاج

المواطن رامي ابو راس يقول "فاتورة الكهرباء تأتيه بقميه 200 شيكل اي ما يعادل 60 دولار امريكي، وهذه القيمة تعتبر كبيرة نظرا لانقطاع التيار الكهربائي بصورة متكررة يوميا".

رامي الذي يبلغ 31 عاما متزوج وله طفلان يضيف" عندما يتم خصم مبلغ من راتبي الشهري وخصم اخر من القرض الخاصة بشراء شقتي السكنية وخصم المياه، وخاصة خصم الكهرباء عندنا تأتيك 8 ساعات في اليوم او اكثر وهكذا طيلة الشهر ويكون درجة استهلاك هي نفس درجة الاستهلاك في حضرة التيار الكهربائي طيلة اليوم، اعتقد ان امر محير".

ام المواطنة نائلة رضوان 26 عاما من جباليا قالت "انا منزعجة للغاية من هذا الموضوع وامل ان يتم العمل على حلة او ان يكون منصفا اكثر، انا لا اعرف ماذا افعل عندما تأتيني فاتورة الكهرباء بمبلغ كبير وبالكاد نراها 14 يوم في الشهر اعتقدا ان الامر مزعج للغاية بالنسبة للي وللكثيرين ايضا".

الكهرباء ترد

جمال الدردساوي مدير عام العلاقات العامة في شركة توزيع الكهرباء تحدث حول الفاتورة الكبيرة مع تواصل انقطاع الكهرباء بصورة مستمرة فقال لـمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" الامر سهل وبديهي هناك تحميل كبير على كل محل كهربائي في كل حي او قرية او مدينة في غزة، عندما يتم تشغيل كل اجهزة المنزل في لحظة واحدة فان العداد الكهربائب يحمل اضعاف سعره العادي، وقيس على ذلك الحي كله".

وعن انقطاع التيار الكهربائي بعد قدومه بوقت قصير يقول المهندس لمراسلنا " عندما يحدث ما سبق ذكره في حي كامل مكون من مئات المنازل، فان التيار الكهربائي لا يصمد الا ويتم قطع الكهرباء نتيجة لعبئ الاحمال عليه، وتعود بعد دقائق". حسب قوله

يذكر ان ازمة انقطاع التيار الكهربائي مستمرة في قطاع غزة منذ سنوات ولم يتم حلها بشكل جذري مما يتسبب في ازمة نفسية ومعضلة انسانية على سكان قطاع غزة الذي بلغ عددهم حديث قرابة الـ2 مليون نسمة في بقعة سكنية تقديربـ40 كم

تقرير  يوسف حماد