يلونون على الورق رسومات طيور وحيوانات ومناظر طبيعية وشخصيات الرسوم المتحركة و لبراءتهم يحلمون أن يصبحوا صورة عن هذه الأشياء , ولإدخال البسمة على وجوههم ولتملأ قلوبهم ,ونظرا للإقبال المتزايد للأطفال على تلوين هذه الرسومات ، دأب العاملون ضمن المشروع على رسم ما يرغب الأطفال به على وجوههم.
لتنطلق الابتسامة والفرح وهم ينظرون على وجوههم أمام المرآة بعد الرسم عليها ,هذه الابتسامة ارتسمت على وجوه عدد من الأطفال المشاركين ضمن مشروع على جناح السلام في المنطقة الوسطى تهدف للتخفيف عنهم بعض الضغوطات النفسية المختلفة وخاصة بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة ,وتشرف على زرع هذه الابتسامة جمعية الهيئة الفلسطينية للتنمية .
وليشكر الأطفال جمعية الهيئة الفلسطينية للتنمية على ما بذلوه من خلال طاقم مشروع على جناح السلام في أخراجهم من ضغوطات الحياة وإدخال الفرحة إلى قلوبهم من خلال الرسومات المختلفة التي ارتسمت على وجوههم بناءا على طلبهم .
وليؤكد مدير مشروع على جناح السلام مروان جودة بان هذا النوع من النشاط هو أداة للتفريغ النفسي للأطفال مما يخفف من حجم المعاناة التي تعرض لها بعض الأطفال نتيجة الاضطرابات النفسية الناتجة عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تحيط بالمجتمع الفلسطيني وخاصة تعرضهم للحرب الأخيرة على قطاع غزة .
وأضاف " المشروع يهدف من خلال فريقه إلى الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال من خلال أنشطة المشروع المختلفة كما يسعى إلى حماية الطفولة من العنف السياسي والاجتماعي وخاصة الحروب ، وتفريغ الضغوطات النفسية التي يعيشها الأطفال من خلال أنشطة تفريغية وألعاب حركية متنوعة وورشات دراما ورسم وغيرها ".
وكانت قد أعدت المؤسسة برنامجا متكاملا ضمن مشروع على جناح السلام للترفيه عن الأطفال ومساعدتهم في التفريغ النفسي وخاصة بعد تعرضهم لضغوطات مختلفة بسبب الحرب الأخيرة على قطاع غزة , وتعويضهم عن الحرمان في نقص أماكن الترفيه والشعور بالأمان المجتمعي والعائلي فضلا عن تنمية القدرات لديهم.
وبين جودة أن هذا النشاط أعاد للأطفال الكثير مما كان يفقدونه خلال مرحلة حياتهم, حيث رأينا الابتسامة والمرح خلال رسم وجوههم بما يطلبونه, فأطفال قطاع غزة مثلهم مثل أي طفل بالعالم ولكن يحتاج فقط إلى الفرصة ليعيش ويتمتع بطفولته ويظهرها.
ومن جانبها طالبت بلسم الأطرش منسقة مشروع على جناح السلام بضرورة التعاون ما بين المؤسسات المختلفة لتفعيل الأنشطة الترفيهية الخاصة بالأطفال ، داعية إلى ضرورة زيادة الاهتمام بهذه الفئة لأنهم هم عماد المستقبل ويجب أن لا يكونوا مفرغين نفسيا ومهيئين لخوض حياة أفضل .
وشددت على ضرورة توفير بيئة مناسبة للأطفال من خلال إقامة أنشطة وبرامج ذات طابع تعليمي وترفيهي وتفريغي بشكل مستمر داخل المنزل والمدارس وفي المحيط المجتمعي، لدورها الفعال في بناء وتنمية شخصية الأطفال الاجتماعية والنفسية والعقلية.
ويذكر أن مشروع على جناح السلام منفذ من قبل جمعية الهيئة الفلسطينية للتنمية POD بالشراكة مع المساعدات الشعبية النرويجية NPA وهو مشروع لتخفيف ما يعانيه أطفال من تعرضهم للحرب الأخيرة على قطاع غزة وما تركته من خوف وأثار نفسية وجسمية عليهم .