سيناريوهات ثلاثة لمستقبل حزب الله

بقلم: ناصر إسماعيل اليافاوي

مبادرة المثقفين العرب

في ضوء تطور الأحداث الأخيرة ، وتسليط الاهتمام على حزب الله اللبناني وما تشهده مناطق نفوذه على الساحة اللبنانية ، ومن خلال قراءة واقعية تحليلية ، ارتأينا إن نرسم صورة مستقبلية ، ونضع سيناريوهات محتملة لمستقبل هذا الحزب الذي ويلاشك استطاع وضع بصماته على الخريطة العربية بل والشرق أوسطية

* السيناريو الأوّل: نزع سلاحه:

تعتقد بالسيناريو أن يتّفق معظم الفقراء اللبنانيين على أن ينزع حزب الله سلاح اعتمادا على عدد من الحجج منها:

أولا: تأسيسا لما نص عليه اتّفاق الطائف على سحب سلاح جميع الميليشيات اللبنانية (بما فيها تلك التي كانت تقاوم الاحتلال والعدوان الصهيوني ا مثل حركة أمل والحزب الشيوعي والتوحيد وغيرها) و كانّ استثناء حزب الله من هذا النص آنذاك كان بقرار ودعم سوري إيراني, و حيث أن القوات السورية انسحبت من لبنان ، والجيش السوري في وضعك تفكك وتشتت في جبهات داخلية وبمواجهة أطراف إقليمية مختلفة ، بات الجمع اللبناني الآن متمسك بتطبيق اتّفاق الطائف ....

ثانيا: المناداة المستمرة من الأحزاب اللبنانية المناهضة لحزب الله بسيادة و استقلال, ومنع لتدخلات الخارجية التي قد تنجم عن قيام المنظومة الدولية بتطبيق باقي بنود القرار 1559 القاضي بسحب سلاح حزب الله ضمنيا, , وعدم اظهار الحزب أنه دولة داخل الدولة ..

ثالثا : بقاء حزب الله ممثلا داخل الحكومة و لديه جناح مسلّح, سيثير حساسيات الطوائف الأخرى فحزب الله في النهاية جزء من النسيج الاجتماعي اللبناني,

و يتوافق هذا السيناريو مع مغريات أمريكية و فرنسية فيما بعد بأن يتم إعطاء حزب الله دورا سياسيا كبيرا في لبنان على غرار الأحزاب الشيعية في العراق مقابل أن يقوم بالتخلص من أسلحته ، لكن يبدو أن المشكلة في هذا السيناريو أن الفر قاء اللبنانيين الذي كانوا يطالبون بنزع سلاح حزب الله توزعوا بين مؤيد و معارض نتيجة مساومات و تحالفات داخلية مصلحيه, وربما يصطدم بتطلعات حزب الله الرامية للهيمنة على الكل اللبناني ، كما وتشير الأحداث إلى امتلاك حزب الله ترسانة عالية مما تسرب إليها من النظام السوري

* السيناريو الثاني: نزع المبرر الوجودي لحزب الله عبر الانسحاب الصهيوني من شبعا:

قد تلجأ أمريكا إلى إقناع إسرائيل بأن تنسحب من مزارع شبعا, و بذلك تنتفي حجّة حزب الله بأنّه يقاوم من اجل دفع إسرائيل إلى الانسحاب من مزارع شبعا و بذلك يفقد حزب الله مبررات وجوده. هذا فيما سيتزامن الانسحاب الإسرائيلي من مزارع شبعا مع تسليمها لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان وقيام الأمم المتحدة بالإجراءات المطلوبة لتحديد هويتها وتسليمها إلى أصحابها مع إعلان دولي بأن الأراضي اللبنانية كلها أصبحت محررة. و بالتالي توسيع مهام قوات الطوارئ الدولية لتصل إلى حدود مراقبة الوضع على كامل المساحة الجغرافية من منظار الأمم المتحدة وبدعم دولي كامل والبدء في مرحلة إنقاذ الاقتصاد اللبناني والعمل على تحضير مشاورات دولية غير معلنة لتنشيط الاستثمار في لبنان.

*السيناريو الثالث: صفقة أمريكية – إيرانية:

لا طالما خلط الكثيرون بين الشعارات التي يجري تداولها بين إيران و أمريكا فأطلقوا الأحكام على أساسها و استنتجوا أن البلدين في حرب غير معلنة, و الحقيقة تقول انّ هناك تعاون غير معلن يصل إلى حد التحالف في بعض المواضيع و يغيب في مواضيع أخرى, و لن نعيد شرح الموضوع و التعاون الإيراني مع الأمريكيين في أفغانستان و العراق و غيرها من الملفات و المواضيع. و لكن نقول أن إمكانية حصول صفقة إيرانية- أمريكية قد يحصل بنسبة عالية جدا, و المناوشات التي تحصل بين البلدين من حين الى آخر ما هي إلا أسلحة في سلّة الضغوط التي يلجا إليها كل بلد لزيادة مكاسبه, و في النهاية تتم القسمة بينهم.

و ليس من المستبعد بناءا على ذلك أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بعقد صفقة مع إيران, تقدم واشنطن بموجبها تنازلات لطهران فيما يتعلق بملف برنامجها النووي وعدم إحالته لمجلس الأمن الدولي, مقابل أن توقف إيران دعمها اللوجستي, لحزب الله وبالتالي يؤدي ذلك لإضعافه وسهولة الضغط عليه باتجاه نزع أسلحته.وتحويله كإحدى الأحزاب الشيعية العربية كما هو الحال في العراق ، طبعا والهدف من ذلك هو إبعاد اى خطر قريب من الحدود للكيان الصهيوني.