كشف مؤخرا عن مشروع جديد لتوسيع مستوطنة "معليه زيتيم" الواقعة شرقي البلدة القديمة في قلب حي رأس العامود بالقدس المحتلة .
وقال الباحث المختص في شؤون الاستيطان أحمد صب لبن إن بلدية الاحتلال في القدس اصدرت الشهر الماضي رخصة لبناء جديد سيضاف الى مستوطنة "معليه زيتم" في حي راس العامود وهذا المبني من المقرر ان يتم تخصيصه للاستخدام العام ولكنه سيخصص فقط للمستوطنين حيث يراد تشييد ما يدعى " بالميكفاه " وهو مصطلح يطلق على برك مياه يستخدمها الاسرائيليون المتدينون من اجل شعائرهم الدينية وتحديدا للطهارة.
وأضاف صب لبن "المخطط الجديد من المقرر بناءه على قطعة أرض تبلغ مساحتها قرابة 2 دونم تقع في الجانب الجنوبي للمستوطنة وهي مطلة على شارع وادي قدوم، وهذه القطعة وفقا للمخططات الهندسية في المنطقة فهي معدة للإستخدام العام بيد ان بلدية القدس وتحديدا قسم المباني الدينية في البلدية وهي الجهة الراعية للمشروع قاما بتخصيص الاستخدام العام فقط بالمستوطنين وتجاهلوا الاحتياجات العديدة للمواطنين المقدسيين الذين صودرت منهم هذه الاراضي فيما مضي من اجل الاستخدام العام واليوم تخصص هذه الارض لصالح المستوطنين ويحرم منها المقدسيين.
ووفقا للمشروع فانه سيتم بناء مبنى مكون من طابق واحد تبلغ مساحته قرابة 400 متر وفي هذا المبنى سيتم تشييد ثلاث برك "ميكفاه" منفردة بعضها مخصص لنساء المستوطنين والاخر للرجال منهم وسيتم احاطة المبني بجدار مرتفع يصل ارتفاعه الى 3 امتار لفصله عن بقية الحي العربي وحول معاناة حي رأس العامود من الزحف الاستيطاني.
من ناحيتها أوضحت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية بأن حي رأس العامود تم استهدافه من قبل المشاريع الاستيطانية للمرة الاولى مع بدايات عام 1997 عندما استوطنت ثلاث عائلات إسرائيلية الحي معلنة قيام البؤرة الاستيطانية معليه زيتيم والتي تطورت عبر السنوات الثمانية عشر الماضية بحيث وصل عدد الوحدات الاستيطانية فيها إلى 116 وحدة استيطانية يقطنها اليوم قرابة 500 مستوطن.
وما يزال المشروع معليه زيتيم في مرحلته الثانية حيث يراد في ألمرحله الثالثة توسيع البؤرة الاستيطانية لتصل إلى 150 وحدة وذلك عبر إخلاء عائلة حمدالله التي تقطن بمحاذاة البؤرة الاستيطانية وبناء 34 وحدة على أنقاض منزلها التي قطنته منذ عام 1952. البناء الاستيطاني والزحف الاستيطاني تجاه حي رأس العامود لم يقف عند ذلك الحد .
أشارت الدائرة فخلال العام الماضي قامت اللجنة المحلية بتدشين الخطوة الأولى من المشروع الاستيطاني معليه دافيد عبر إصدار تراخيص بناء ل 17 وحدة استيطانية تشرف عليها جمعية استيطانية يطلق عليها اسم “البوخاريم” وهذه الوحدات السكنية السبعة عشر تم تشيدها داخل مقر الشرطة الإسرائيلية السابق بالإضافة إلى 3 وحدات في مبنى ملاصق لمبنى الشرطة السابق في حي رأس العامود ”ما كان يدعى بشرطة يهودا والسامرة” وهو نفس المقر الذي كان يستخدم كمقر للشرطة الأردنية قبيل احتلال القدس عام 67، الشرطة الإسرائيلية كانت قد أخلت الموقع عام 2009 لتنتقل إلى مركزها الجديد في مستوطنة E1 الإسرائيلية حيث حصلت شرطة الاحتلال الإسرائيلية حينها على تمويل من جمعية اليهود البوخاريم الإسرائيلية من اجل بناء مركز الشرطة في E1 مقابل ان تحصل الجمعية الاستيطانية على مبنى الشرطة في رأس العامود ويشار هنا إلى أن هناك علاقات وثيقة ما بين جمعية البوخاريم وجمعية ألعاد الاستيطانية الناشطة في سلوان.
الجدير ذكره هنا أن الوحدات السبعة عشر قد تم تجهيزها بالفعل واليوم يمكن للزائر لحي رأس العامود ان يرى لوحة إعلانية يراد من خلالها بيع هذه الوحدات الاستيطانية حيث تشير الإعلانات “معلوت دافيد وحدات سكنية مكونة من ثلاث وأربع وخمس وست غرف فخمة للبيع” هذه الوحدات السبعة عشر تعتبر المرحلة الأولى من المخطط الرامي لتشييد بؤرة استيطانية جديدة في حي رأس العامود يطلق عليه معلوت دافيد حيث يخطط حاليا لمرحلة ثانية سيتم من خلالها بناء 104 وحدات سكنية بحيث سيصل عدد الوحدات في المستوطنة إلى 120 وحدة سكنية بالإضافة إلى بناء مدرسة وكنيس ونادي رياضي والذي بدوره سيخدم البؤرة الاستيطانية .
وكانت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء الاسرائيلية في بلدية القدس اجتمعت، اليوم الاربعاء، بهدف اصدار رخص بناء لتوسيع ثلاثة مستوطنات اسرائيلية في القدس الشرقية بواقع 558 وحدات استيطانيه.
وأوضح الباحث المختص في شؤون الاستيطان بأن اللجنة المحلية للتخطيط والبناء الاسرائيلية ناقشت مخططات لإصدار رخص بناء لتوسيع مستوطنة "بيسغات زئيف" شمالي القدس من خلال تراخيص بناء ل 36 وحدة استيطانية، بالاضافة الى أنها ناقشت مخططا اخرا لتوسيع مستوطنة "نفي يعقوب" الملاصقة "لبسغات زئيف" حيث تم مناقشة مخطط لاستصدار تراخيص بناء 136 وحدة استيطانية.
وفي ذات الوقت ناقشت المحلية مخططا لاستصدار تراخيص بناء لتوسيع مستوطنة "جبل ابو غنيم" جنوبي القدس عبر 386 وحدة استيطانية تأتي ضمن المرحلة المرحلة الثالثة من المشروع الاستيطاني جبل ابو غنيم والذي يراد من خلاله توسيع المستوطنة جنوبا باتجاه مدينة بيت ساحور من خلال بناء 942 وحدة على انقاض تلة حرشية تقع ما بين بيت ساحور ومستوطنة جبل ابو غنيم.