من يتحمل مسؤولية بيع مقرات الجمعيات الفلسطينية بالبرازيل؟

بقلم: جادالله صفا

تقدر املاك المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل بملايين الدولارات، وهي مهددة بالضياع بعد ان تم بيع مقر الجمعية العربية الفلسطينية بمدينة ساوبولو، والمحاولات الجارية لبيع الجمعية العربية الفلسطينية بمدينة بورتو اليغري التي تقدر ملكيتها فوق ال مليونين دولار حسب تقديرات البلدية، وهناك تقديرات اخرى تقول ان الجمعية يفوق سعرها اكثر بكثير وقد يصل فوق ال 7 ملايين دولار.
تم تسجيل قطعة الارض باسم ثلاثة من افراد الجالية عندما تم شرائها، ويعود السبب بذلك بانهم قاموا بدفع جزء من المبلغ ثمن القطعة، وباقي ابناء الجالية قامت ببناء مقر الجمعية، كل هذا حصل بالفترة التي كان بها فريد صوان ممثلا لمنظمة التحرير الفلسطينية بالبرازيل الذي لديه معلومات كافية ووافية بتفاصيل شراء قطعة الارض، حيث يرفض بالمرحلة الحالية التدخل الا من خلال تفويض رسمي من قبل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية او سفارة فلسطين او تفويض رسمي من قبل الجالية الفلسطينية بمدينة بورتو اليغري.
السفير الفلسطيني سيقوم بزيارة مدينة بورتو اليغري للتوصل الى حل للمشكلة، ولكن الاخبار التي تخرج من هنا وهناك، قد تكون غير مطمئنة حتى اللحظة, رغم ان هناك من يقول ان الرئيس ابو مازن اعلم من خلال رسالة له ان الجمعية خط احمر ومن يحاول بيع ارض الجمعية سيتعرض للمساءلة والعقاب بالوطن.
السفارة السعودية عرضت مبلغا يقدر 120 الف دولار لبناء جامع على ارض الجمعية بشرط ان يتم تسميتها جمعية اسلامية بدلا من جمعية فلسطينية.
احد الحلول التي يتحدث بها رئيس الاتحاد، ان يتم بيع حصة الشخص الذي يريد بيع نسبته من ارض الجمعية والتي يعتبرها حقا له، ويتم تقسيم المبلغ الى نصفين، حيث النصف الاخر يبقى للجمعية من اجل احتياجاتها.
لقد تم بيع مقر الجمعية الفلسطينية بمدينة ساوبولو، ولا احد يعرف عن مصير اموالها، حيث هناك من يقول ان ثمنها تم ايداعه باحدى البنوك البرازيلية، واليوم الجمعية لا مقرا ولا هيئة ادارية لها، واموالها سائبة لا احد يعرف مصيرها.
الجمعية الفلسطينية ببرازيليا تم تأجيرها لشركة اطفال، وتقدر قيمتها بملايين الدولارات، وقد يفوق سعرها سعر الجمعية بمدينة بورتو اليغري
املاك الجمعيات الفلسطينية من مقرات واراضي بمجموعها تصل الى بعض الملايين من الدولارات ب 8 مدن وتجمعات فلسطينية، حيث مطالبة قيادة الاتحاد وسفارة فلسطين بجرد هذه الاملاك ومعرفة وضعها ضمن القانون البرازيلي، والوقوف على حقيقة الامور والعمل على معالجة كافة الاشكاليات التي تواجه هذه المؤسسات، قبل ان يكون الوقت متأخرا، حيث لا ينفع الندم، وان ما حصل بمدينة ساوبولو وما يحصل بمدينة بورتو اليغري، يتطلب العمل الجاد والمسؤول لتجنب الاسوء، وان لم يتم معالجة قضية الجمعية الفلسطينية بمدينة بورتو اليغري لمصلحة الجالية، فلا اعتقد ان مستقبل الجمعيات الاخرى سيكون افضل من جمعية ساوبولو، علما ان بعضها تحول الى مؤسسات اسلامية وجوامع بدلا من كونها جمعيات فلسطينية تهتم بالقضية الوطنية.

ضرورة الاسراع بمعالجة قضية الجمعيات واملاكها قبل فوات الاوان، ولا يجوز ترك المؤسسات الفلسطينية للمجهول والقدر، الجمعيات هي مؤسسات وطنية وجاليوية شكلت وما زالت تشكل جزءا اساسيا من تاريخ الجالية المشّرف الذي يشكل فخرا لكل عربي وفلسطيني، وان بيع مقرات الجمعيات هو بيعا للتاريخ والتراث والثقافة والانتماء الوطني، اون السكوت ايضا عن ما يجري لا يقل بجريمته عن من يشارك بمحو هذا التاريخ وهذا التراث الذي من المفترض تدوينه ايضا للاجيال القادمة التي ستعتز بكل ما تركته الاجيال السابقة من ارتباط وتاريخ وثقافة.
نحن بحاجة الى حل سريع وموقف جريء يقول ان المساس باملاك الجالية وبيعها هي خيانة وطنية، ومن يرتكبها سيعرض للمحاكمة والعقاب وسيبقى منبوذا على مدار الاجيال القادمة، وعلى الجالية الفلسطينية بمدينة بورتو اليغري التصدي وبقوة لعملية البيع، لان بيع الجمعية هو بيع الانتماء الوطني، فالجمعية الفلسطينية ببورتو اليغري هي التي تجمع الجالية بين الفينة والاخرى، وبدونها ستبقى الجالية مشتته ومفككه ولا يجمعها الا فرحا بزواج ابنائها.
تجاوز هذه الازمة ايضا تتحمل مسؤوليته قيادة الاتحاد التي ابت الا ان تفرض سلطتها على الاتحاد وقرارته، وتعطيله وتجميد كل نشاطاته، فها هي تمتنع عن عقد المؤتمر العاشر تحت مبرارات غير مقبولة، يتعاملون كالنعامة التي تدفن راسها بالرمال، فقيادة الاتحاد وسفارة فلسطين تتحمل المسؤولية الاساسية بما يجري، وهي مدعوة الى اتخاذ مواقف صارمة لمنع البيع حيث قانونيا بامكانها فرض ذلك، والدعوة مباشرة الى انتخابات جمعيات على طريق عقد مؤتمر الجالية لانتخاب هيئة ادارية جديدة قادرة على تحمل المسؤوليات الوطنية اتجاه الجالية وما تفرضه المرحلة من مهمات، واعتقد ان جاليتنا قادرة على منع الانهيار وبيع مقراتها وقادرة ايضا على اسقاط كل من ساهم باحباط جاليتنا وتهميش مؤسساتنا.
جادالله صفا – البرازيل
التاريخ 05/02/2014