وصف نائب في مجلس العموم البريطاني الاوضاع في قطاع غزة اليوم الاربعاء بانها سيئة للغاية من نواح كثيرة مشدداً على ضرورة انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي التي احتلت في حرب حزيران (يونيو) 1967.
وقال النائب السير توني بولدري (من حزب المحافظين) خلال نقاش في اجتماع للجنة السياسة الخارجية في مجلس العموم ان هناك عائلات غزية كثيرة مقسمة بسبب انعدام حرية الحركة لسكان القطاع، مشيراً الى ارتفاع اسعار المواد الغذائية ونقص التيار الكهربائي، وهو ما يؤثر على مستشفيات غزة التي تعاني ايضاً من نقص الادوية.
واضاف السير توني بولدري، الذي يمثل دائرة بانبري الانتخابية (قرب اكسفورد) ان وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (اونروا) تقدم مواد طعام اساسية لنحو 800 الف نسمة، اي نحو نصف سكان القطاع، وشدد على ان عدم اعطاء سكان القطاع حرية التنقل الى خارجه ستبقيه بمثابة سجن كبير.
وقال بولدري رداً على سؤوال من احد زملائه في اللجنة عما يجب عمله لتحسين الوضع الانساني في غزة ان الحاجة تدعو اولا الى السماح بتمكين السكان من الحركة للخروج من القطاع، كما ان ثمة حاجة ماسة للوقود لاغراض التدفئة وتشغيل المحركات ومولدات الكهرباء. وقال ان قطر وتركيا تبرعتا بارسال كميات من الوقود الى القطاع ولكن لم يمكن حتى الآن ايصال هذه الكميات. واشار الى ان من الضروري استغلال الغاز الطبيعي للوفاء باحتياجات القطاع للوقود.
وقال بولدري ان مما يزيد البطالة سوءاً في قطاع غزة عدم قدرة المنتجين هناك على تصدير منتجاتهم الى اسرائيل ومن خلالها ايضاً الى الضفة الغربية بالنظر الى وجود حظر تام على الصادرات من القطاع.
وكان من بين المتحدثين النائب العمالي جيريمي كوربن المعروف بانتقاداته للسياسات الاسرائيلية وعضو مجلس العموم وعضو مجلس العموم ياسمين قريشي التي قالت ان تعبير "سجن كبير" في وصف قطاع غزة لا يعبر عن واقع الحال لان ثمة سجون كبيرة يحصل السجناء فيها على ماء نظيف وكتب وطعام كاف لكن هذه الاشياء غير متوافرة في غزة.
واشارت الى ان يهوداً فقدوا في الماضي منازلهم واراضيهم في اوروبا جراء الانحياز ضدهم ولكن من الغريب ان بعض هؤلاء يمارسون سياسات مماثلة ضد الفلسطينيين في القدس وغزة والضفة الغربية. واضافت ان السياسات الاسرائيلية لا تساعد في تحقيق حل الدولتين.
وتحدث النائب المحافظ ادوارد لي فقال ان لا خلاف على ضرورة عيش اسرائيل في سلام "ولكن النقاش يدور الآن بشأن الانسانية وبخصوص معاناة 1,7 مليون نسمة في قطاع غزة من احوال صحية مزرية، وبالرغم من افعال حماس فانه لا يمكنك ان تعاقب الغالبية بسبب افعال اقلية".
ووجه النائب اندرو لاف سؤالا الى زميله لي: هل هناك امل في الافق بالنسبة الى الفلسطينيين؟ فأجاب لي: "نحن كبرلمانيين نبذل قصارى جهدنا لتسليط الضوء على ما يجري، وقد زرت الضفة الغربية اخيرا لأتفقد مستشفى في بيت لحم تساعده جمعية خيرية عندنا (في بريطانيا). ولكن كيف يمكن ان يشعر الفلسطينيون هناك بالامل عندما يرون ان الاسرائيليين يبنون مستوطنة جديدة (على اراضيهم) كل شهر؟ وهل يمكن لصيادي غزة ان يعودوا بصيد وفير وصالح بينما لا يمكنهم الصيد الا على بعد ستة اميال عن الشاطىء في مياه قذرة؟".