من يكسب معركة القدس يكسب فلسطين

بقلم: عبد الرحيم محمود جاموس

الاحتلال يقر بناء خمسمائة وخمسون وحدة سكنية جديدة في القدس ويباشر عملية البناء، ونحن ندين ونشجب ونستنكر هذا الإجراء كالعادة ...!

متى يتجاوز فعلنا هذا المستوى، وينتقل فعلنا إلى مستوى الفعل المواجه والموازن والمعاكس لهذه السياسات العدوانية ؟!

إن من يكسب معركة القدس، يكسب فلسطين، ومن يخسر القدس يخسر فلسطين، هذه بديهية من بديهيات الصراع على فلسطين تاريخياً، ولذلك بنى الاحتلال سياساته وإجراءاته على هذا الأساس، منذ اليوم الأول لاكتمال احتلاله القدس عام 1967م.

فماذا عسانا فاعلون إزاء القدس، روح فلسطين وعاصمتها، هل يكفي أن نردد أن لا سلام دون القدس، والسلام يبدأ من القدس، والحرب تندلع من القدس ...!

تتشكل الجمعيات واللجان وتعقد المؤتمرات الوطنية والقومية والإسلامية، ويجري التوجه للأمم المتحدة وتصدر القرارات والبيانات، وتعلن الصناديق، ولا نرى لكل ذلك أثراً على القدس وواقعها السكاني والعمراني والسياسي والاقتصادي، في حين أننا نرى العدو الصهيوني يواصل المعركة بكل أوجهها وفق سياسات مدروسة، واستراتيجيات ثابتة، تهدف إلى القضاء على الطابع العربي الإسلامي للمدينة المقدسة، وتهويدها عبر سياسة ثابتة، تستهدف تغيير تركيبتها السكانية والعمرانية، وقد أضحى الوجود العربي في القدس متراجعاً كثيراً أمام تنامي تزايد أعداد المستوطنين الصهاينة فيها، فماذا ننتظر ...؟!

هل ننتظر أن تقوم سلطات الاحتلال بالتوقف طواعية عن سياساتها إزاء القدس، أو جراء الضغط العربي أو الدولي الذي لم يحدث أي أثر يذكر لغاية الآن في وضع حد لسياساته منذ وقوعها تحت سيطرته ؟!

لابد من مراجعة شاملة للمواقف والسياسات الفلسطينية، ثم العربية، والإسلامية، والدولية، الخاصة بمسألة القدس، وإتخاذ المواقف والسياسات الوازنة والقادرة على وقف وردع سياسات وإجراءات الاحتلال، ومواجهتها المباشرة، وعدم التوقف عند مستوى مثلث مواقف (الإدانة، والشجب، والاستنكار) التي لم تستطع أن تغير شيئاً في واقع القدس، كما لم يظهر لها أي أثر في تعزيز ودعم صمود المقدسيين في مدينتهم، التي باتوا يقيمون فيها، وهم يرزحون تحت ضغوط شتى، نفسية واجتماعية واقتصادية وأمنية تدفعهم إلى هجر مدينتهم، كي يستبيحها الاحتلال وفق أهدافه الاستراتيجية المرسومة في ضم المدينة المقدسة إلى كيانه الغاصب، وتهويدها بالكامل وجعلها عاصمة لكيانه.

فالقدس تحتاج منا ومن الجميع بذل الغالي والنفيس، لإنقاذها من أنياب الاحتلال الصهيوني، والحفاظ على هويتها الفلسطينية العربية والإسلامية، ودعم صمود أهلها كي تكون عاصمة دولة فلسطين المنشودة، وإلا فإن القدس تتجه نحو الضياع والتهويد بتسارع كبير وحسم معركتها لصالح الاحتلال.

من يخسر معركة القدس يخسر فلسطين ...!

فالقدس تستحق منا أكثر ...!

فلسطينياً وعربياً وإسلامياً ودولياً ...!