منذ أن تعلمت أبجدية الكلمة، ولما عشقت الثقافة والمعرفة تعلمت بألا أسلم بأفكار وآراء الكُتّاب أو المحللين سياسيين أكانوا أو عسكريين.. فكل شيء عندي يخضع للفحص والتدقيق ،فهل يمكن أن نرسى بأمان ٍ فوق جزيرة بسفيتنا المبحرة إن كان تحديد موقعنا قد تشوهت معالم معطياته على الخريطة ..وهل يمكن أن نصل لنتيجة أو برهان لنظرية دون معطيات حقيقية صحيحة ..فمثلا من الأقاويل التي انتقدها وبشدة هي عندما يحاول البعض منا نحن الآدميين إلى المسارعة ،وبكل تعنت في إيذاء ٍ متعمد للآخرين ،وعندما نلومه أو نعاتبه آو ننتقده.. نجده يدافع عن نفسه بكل شراسة وكأنه صاحب حق متمسكا بشعار ٍ يتنافى مع الإنسانية جمعاء فنجده يقول بكل سفاهة، وكأنه يفتخر : لأنه يجب علينا أن نكون ذئابا حتى لا تأكلنا الذئاب ..!!هكذا تعلمنا حسبما يقول ،ونسي أمثال هؤلاء أن الإنسانية صفة راقية ومكانة مرموقة لما لها قدسيتها من حيث الأهمية فعندما يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وقوله الحق : "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ "لما يُصِر أولئك السفهاء على الدونية ،والنزول من البرج العاجي و تحويل الدنيا لغابة كبيرة ،أو حديقة حيوانات ،ومسخ الإنسان لذئب ؟!!..ولما لا نُعلم أولادنا النقيض من ذلك تماما وبتغيير ذات الشعار إلى :كن ملاكا حتى لا تأكلك الشياطين..!! لأن الملاك والشيطان كالخطوط المتوازية لا يلتقيان أبدا ،لكن الذين يشيعون في الأرض الخراب والدمار هم كثر ولا يمكن أن ينعموا براحة البال حتى يُلصقوا بعقولنا كما الوشم فوق الصدور ،ورغما عنا فكرة شيطانية مفادها أن الفضيلة جهل والرزيلة علم ..مخالفة لفطرة الإنسان وكل قوانين الأرض .. أذكر أني ضحكت يوما لما انتقدت مثل تلك الأقاويل وتحدثت عنها مع احد الأصدقاء ،حيث تصورت انه قد اقتنع برأيي لكنه فاجأني بقوله لكن لا مانع من أن تتعامل مع الناس على أن يكون فأسك دائما مرفوعا ،وكأنه يرى البشر أمامه أراضي تحتاج إلى قلع ٍ وحرث ..!!