خارطة الانتشار الفلسطيني في سوريا

بقلم: علي بدوان

من المهم في سياق الدراسات الميدانية السوسيولوجية الاجتماعية لواقع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا التطرق لخارطة الانتشار والتوزع الفلسطيني فوق الأرض السورية منذ نكبة العام 1948 والتي شَهِدت تَدَفُق نحو (90) ألف مواطن لاجئ فلسطيني باتجاه بلدهم الثاني سوريا. حيث تَطَابق الواقع المشترك للشعبين الشقيقين في نسيجهما الوطني والتاريخي الواحد.

يتوزع اللاجئون الفلسطينيون في سوريا ضمن خمس عشر تجمعاً ومخيماً، وضمن تجمعات فلسطينية في المدن. خـاصة مدينة دمشق، حيث غَلُبت في بدايات النكبة نزعة إقامة أبناء البلدة أو القرية الواحدة في المخيم الواحد أو التجمع الواحد.

وتشير المعطيات المستقاة من وكالة الأونروا ومن الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين في سوريا، أن (29%) فقط من اللاجئين الفلسطينيين يقيمون داخل المدن في سوريا، والنسبة الأكبر (71%) تقيم داخل المخيمات بما في ذلك مخيم اليرموك، علماً بأن مخيم اليرموك في حقيقة الحال أصبح جزءً إداريًّا تابعاً بالكامل لمدينة دمشق (أي لمحافظة دمشق وليس لمحافظة ريف دمشق). حيث يتركز التجمع الرئيسي لللاجئين في منطقة ومدينة دمشق بنسبة (67%)، وفي درعا (8%)، وفي حلب (8%)، وفي حمص (5%)، وفي حماه (2%)، وفي اللاذقية (2%)، وباقي النسبة (8%) تتركز في المناطق التابعة لسجلات محافظة القنيطرة. ويُعتبر الفلسطينيون المسجلين في سجلات محافظة القنيطرة لاجئون ونازحون في آن واحد. فقد لجأوا بعد النكبة إلى محافظة الجولان التي نزحوا عنها من جديد بعد العام 1967 إلى منطقة دمشق ومحافظة درعا جنوب سوريا (مخيم قبر الست، مخيم الرمدان، مخيم المزيريب، مخيم درعا، مناطق من مدينتي دمشق ودرعا).

وعليه، تقع أغلب المخيمات والتجمعات الفلسطينية في منطقة دمشق، وهي أولاً مخيم اليرموك الواقع جنوب مدينة دمشق الذي يمثل أكبر تجمع فلسطيني في الشتات ، ويضم بحدود ربع مليون لاجئ فلسطيني من أصول: مدنية /فلاحية/ من مدن وقرى صفد، حيفا، يافا، عكا، الناصرة، اللد، طبريا، القدس، نابلس، غزة، بيسان .. وبنسبة أقل من أصول بدوية أو تنتمي الى منطقة غور فلسطين (غوارنة).

ثانياً مخيم السيدة زينب (مخيم قبر الست) جنوب شرق مدينة دمشق على طريق محافظة السويداء، وأغلبية سكانه تعود لأصول بدوية.

ثالثاً مخيم جرمانا جنوب شرق مدينة دمشق على طريق المطار الدولي.

رابعاً مخيم خان دنون جنوب مدينة دمشق على طريق أوتوستراد دمشق درعا، وأغلبية سكانه تعود لأصول فلاحية من غور فلسطين ومنطقة الحولة.

خامساً مخيم خان الشيح غرب دمشق على طريق القنيطرة/هضبة الجولان. ويعتبر أقرب مخيم فلسطيني في سوريا إلى الأرض الفلسطينية حيث لايبعد عن أقرب نقطة من فلسطين سوى (50) كيلومترا، وأغلبية سكانه تعود لأصول بدوية من منطقة الناصرة وطبريا من عرب : الصبيح (من منطقة الناصرة)، الهيب، الوهيب (من قضاء طبريا من وادي الحمام، ناصر الدين)، السياد، السمكية، الشمالنة، التلاوية، الزنغرية، المواسي (من قضاء طبريا: الوعرة السوداء، ياقوق ، مزقة حطين، سيبانه)، الخوالد (قضاء طبريا : سرجونيا).

سادساً مخيم الحسينية أقصى جنوب شرق مدينة دمشق. ومعظم سكانه كانوا سابقاً من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم جرمانا.

سابعاً مخيم السبينة جنوب دمشق، ومعظم سكانه من أصول بدوية ومن مواطني المناطق المعزولة للسلاح (عرب القديرية، كراد الغنامة، كراد البقارة، عرب العتامنة، …).

ثامناً مخيم الرمدان شرق دمشق على طريق بغداد، ومعظم سكانه من النازحين الفلسطينيين الذين نزحوا من هضبة الجولان بعد احتلالها عام 1967، وكانوا أساساً قد لجأوا إلى الجولان من فلسطين عام النكبة.

تاسعاً إضافة إلى تجمعات داخل مدينة دمشق من مدن وقرى صفد، حيفا، يافا، عكا، الناصرة، اللد، طبريا.. خاصة في أحياء : ركن الدين، دمر، حي الآمين (حي اليهود ـ الاليانس)، ومنطقة دوما، كفرسوسة، جوبر، المزة القديمة، القابون، برزة (مخيم حطين)، تل منين، وتوزع مُتناثر ضمن أحياء مدينة دمشق وضواحيها المحدثة (الجديدة، قدسيا، صحنايا، حرستا…) ، وبعض قرى غوطة دمشق (داريا، كفر بطنا، زملكا، عربين، حمورية، يلدا، ببيلا…).

ولا تعتَبر وكالة الاونروا مخيمات : اليرموك ، الرمدان، الحسينية من مجموع المخيمات على الرغم من أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين داخلها تتعدى (45%) لكن الاونروا تقدم لها كامل الخدمات التعليمية والصحية وخدمات الإغاثة والتأهيل المهني.

أما في شمال ووسط سوريا والساحل فيتركز وجود اللاجئين الفلسطينيين من أبناء مدن وقرى صفد، حيفا، يافا، عكا، الناصرة، اللد، طبريا. ففي حلب مخيمي : النيرب، حندرات. وفي مدينة حمص يوجد مخيم واحد (مخيم الوليد). وفي حماه مخيم العائدين. وفي اللاذقية مخيم الرمل.

وهناك عدة عشرات من العائلات الفلسطينية الحيفاوية واليافاوية تقيم في مدن طرطوس وجبلة على الساحل السوري، وثلاث عائلات تقيم في جزيرة أرواد المقابلة لمدينة طرطوس تعمل في أعمال البحر قبل الخروج من فلسطين وإلى حينه (الصيد ، بناء السفن ..). كما وتقيم بعض العائلات في بلدات: منبج، والباب، وتل رفعت شمال مدينة حلب وتعود في أصولها إلى قرية عين غزال قضاء حيفا. وبشكل عام فإن واقع العمل والحياة المهنية جعل من التوزع الفلسطيني يتناثر فوق عموم الأراضي السورية بقصد العمل وظروف التوظيف الحكومي من أقاصي الجزيرة في محافظة الحسكة وصولاً إلى محافظة السويداء جنوب سوريا. ويغلب على هذا التناثر الطابع المؤقت بحكم ارتباطه بالعمل المهني، وفي حالات قليلة قد يتحول عند عدد من العائلات الفلسطينية إلى وجود شبه دائم.

أما في جنوب سوريا فيقيم اللاجئون الفلسطينيون في مدينة درعا ومخيمي درعا، ومزيريب، فضلاً عن مخيم درعا للطوارئ، وهناك توزع لعدة مئات من العائلات الفلسطينية في قرى منطقة حوران جنوب سورية (جاسم، جلين، داعل، كفر ناسج، مزيريب، الشيخ مسكين، صماد، اليادودة، تسيل، تل شهاب، أم الميادن …).

على كل حال، لا تعترف الاونروا بجميع المخيمات الفلسطينية في سوريا وتعتمد فقط عشرة منها، بينما تقدم لجميعها الخدمات الصحية والتعليمية وخدمات الإغاثة الإجتماعية وتنتشر مدارس الأونروا في كل مواقع التجمعات والمخيمات وداخل مدينة دمشق على حد سواء. والمخيمات غير المعتمدة هي: (اليرموك، الرمدان، الحسينية) في دمشق، وحندرات في حلب، والرمل في اللاذقية.

صحيفة الوطن العمانية

الخميس 13/2/2014