بدأت الأسابيع الأولى من عمر المفاوضات الحالية، وقد ظهر أنها مفاوضات صعبة وبل مستحيلة، كون أن الاحتلال الاسرائيلي قد أعلن لاءاته القديمة الجديدة، وأعلن أن الاعتراف بيهودية (إسرائيل) ومعايير الأمن الاحتلالي هما الأساس لأي اتفاق قادم، وهذا ما رفضته القيادة الفلسطينية ممثلة في السيد الرئيس محمود عباس أبو مازن، وأيضا ما أعلنه فريق المفاوضات الفلسطيني، وبذلك لم تكن المفاوضات عبارة عن جلسات خارج التغطية او المعرفة الجماهيرية، وحتى ان ما يريد وزير الخارجية كيري أن يفرضه كأفكار لخطته الأمريكية قد تم رفضه قبل أن يعلن على الملأ، فالثوابت الفلسطينية ترفض يهودية (اسرائيل) .
إن طلب الساسة الصهاينة من القيادة الفلسطينية الاعتراف الفلسطيني بيهودية إسرائيل يعتبر خطوة هدفها واضح لكل ذي عينين والمتمثّل في الاستيلاء على كامل أرض فلسطين وتحقيق الحلم العنصري (إسرائيل الكبرى). ومفهوم الأمن الإسرائيلي يعني استمرار الاحتلال وبقائه جاثما فوق الأرض الفلسطينية، ومنع الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ولهذا فإن الموقف الفلسطيني المعلن والواضح أن الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس بداية الحل وليس نهايته، واللاجئين وعودتهم وتعويضهم ووفق كل القرارات الدولية ليست ABc – Exam بل هي حق فلسطيني لا يمكن التنازل عنه.
ولقد أصبح واضحا أن الرغبة الفلسطينية في السلام ونجاح المفاوضات، قابلها الاحتلال الإسرائيلي بالكثير من اللاءات والمطالب المستحيلة والمرفوضة نقاشا، وعاد الاحتلال ومن خلال قياداته بتهديد القيادة الفلسطينية والممثلة في الرئيس الفلسطيني أبو مازن، حتى وصل الحال بتسيفي ليفني والتي هي من ضمن الفريق الإسرائيلي للمفاوضات لأن تهدد الرئيس الفلسطيني بأنه سوف يدفع الثمن .. وهذا يعني ان اسرائيل تمارس التهرّب من دفع استحقاقات السلام عبر تبني خطّة تحرّض على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن.؟؟!!
(إسرائيل) اليوم تتمرد على كل القوانين والمواثيق الدولية، وتمعن في السياسة السرطانية الاستيطانية، وعمليات الاقتحام والقتل وتدنيس المقدسات الإسلامية وتهويد مدينة القدس وما حولها.
ان الولايات المتحدة الأمريكية وبرغم قناعتنا التامة أنها لن تقدم أي شيء تجاه الحق الفلسطيني، بل سوف تكيل التهم الجاهزة ضد القيادة والشعب الفلسطيني في نهاية المفاوضات الحالية، مطالبة بإجبار الاحتلال على دفع استحقاقات السلام والوفاء بمستحقاته، وكذلك يجب ان يكون هناك موقف دولي جدي وحازم ونافذ في وجه الاحتلال البغيض .
وعلى الصعيد الفلسطيني نقول أن المصالحة والوحدة الفلسطينية والقرار الواحد لم يعد مطلب لتسوية امور مجتمعية، بل مطلب لتقوية وتوحيد الرؤية والعمل تجاه كل ما يتهدد وسيتهدد الواقع الفلسطيني.