بعد التحري ،والتدقيق في جمع المعلومات من قبل العائلة عن الفتاة التي ترغبها وتليق بابنهم المقبل على الزواج ،والتي من أهم شروطها هي أن تكون العروس جامعية ..!!..أمرٌ عادي هذي الأيام أن تكون تلك هي ثقافة الكثيرين من أفراد المجتمع ،ووجهة نظر هؤلآء هي.. حتى يتسنى للزوجة أن تتقدم لوظيفة فتساعد الزوج على تحمل مشقة الحياة خاصة في ظل الظروف المادية الكالحة ،رغم أن العريس مثقف و من أولئك الذين يعارضون وبشدة مثل تلك الإيديولوجيات التي تدعو إلى الجشع والطمع والاستغلال ذاك الفكر البرجوازي ..لكنه رضخ لكلام الأهل بعد ضغط ٍ شديد وانتقادات لاذعة له وماذا يفعل وخاصة انه خاف أن يكون مصيره مثل إسماعيل والذي هو احد أبطال رواية شهيرة قرأها منذ فترة قريبة بعنوان "قنديل أم هاشم"للكاتب الكبير يحيى حقي وأشد ما أثر فيه هو ذاك الموقف الذي تعرض له إسماعيل الشاب الذي درس الطب بالخارج ولما عاد لقريته سمع أمه يوما تقول لفاطمة أخته تعالى أقطر لك ِ في عينيك قبل أن تنامي فقام إسماعيل وسألها ماذا تقطر لها فقالت انه زيت قنديل أم هاشم ،ولما فك عصابة عينها وجد الرمد يلتهمها وتزداد حالتها سوءا بالمادة الكاوية.. فقام صارخا فيهم ووقف كالمجنون ثم انطلق إلى الباب واخذ عصاة أبيه وذهب إلى قبر أم هاشم وضرب القنديل بالعصا فسقط وما أن رآه الناس حتى انهالوا عليه بالضرب حتى كادوا يقتلوه ..!!المهم وبعودة سريعة لمسرح أحداث تلك العائلة البرجوازية .. سارع الجميع بمباركة هذا الزواج واحتفلوا به فرحا وطربا ،وكيف لا وهم يريدون دجاجة تبيض لهم ذهبا ..!!، وما هي إلا أيام فليلة لم ينفض فيها العسل ،وفي ذات مساء حيث كان الزوجان يرسمان ملامح عريضة للوحة مزركشة بالياقوت والمرجان، و إطارها أحلام المستقبل الوردية وبناء عش الزوجية السعيد ..قال الزوج لزوجته سأسعى جاهدا لكي أقدم لك ِ على وظيفة عما قريب ..تبسمت الزوجة وقالت : وظيفة.. وأي وظيفة ..؟! وظيفتي الحقيقية ياعمري.. هي أن أطيعك وأوفر لك كل سبل السعادة ،والراحة ..فرد عليها الزوج محاولا أن يصطنع ابتسامة لم تكتمل بعد قائلا : أشكرك ِ ياروح حياتي لكن طالما معك ِ شهادة عليا فلما لا تعملي حتى نحسن من أحوالنا..عندها تغيرت ملامح الزوجة وبدت عليها علامات الاضطراب والقلق والدهشة ،فقالت له :يازوجي الحبيب من قال لك أساسا أني قد حصلت على شهادة الثانوية العامة ..؟!!
الغريب أن الزوج كان يتابع احد الأفلام العربية القديمة عبر التلفاز، وفي ذات اللحظة لحظة قول الزوجة .. قال احد أبطال الفيلم في مشهد ساخر عندما أصيب بطلقة طائشة وقبل أن يسقط على الأرض قال : نشنت يافالح ..!!