أصحاب السفينة الزائفة ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

بلا أدنى شك أن هناك خلل وشرخ عميق قد عصف بعمق عقيدتنا ، بكل قساوة وضراوة ..كالزلازل البركانية التي تعد أقواها .. لكن يا أحبائي في بلاد العرب أوطاني أن الفرق الواضح وضوح النهار في أن الزلازل لا تصيب سوى القشرة الأرضية أما نحن فقد ُضربت قلوبنا من حناياها ..الزلازل تدمر كل شيء في لحظات سريعة هي أسرع من الضوء ورغم أني لست عالما في هذا المضمار إلا أني أسجل هذا التصحيح تأكيدا مني على خطأ ألبرت اينشتين عندما زعم أن الضوء هو أسرع شيء في الكون ..لكن ما أصاب عقيدتنا هو جرح غائر تلوث بفعل السفهاء منا ،ما له من علاج سوى بالرجوع إلى الله وبالتوبة الخالصة،فعندما يتغير سلوكنا السلبي إلى الجانب المغاير على خط أعداد حياتنا .. حينها فقط نكون قد انصلحت أحوالنا وإن لم يكن ذلك سيستمر التدمير البطيء والذاتي حتى نسقط في الهاوية في نقطة صفرية واحدة ما لها من قرار ..وإلا ماذا يمكنا أن نفسر ما نقوم به من سلوكيات مقززة ،وضيعة عندما صرنا نحب فقط من هم على متن سفينتنا ،وليغرق الباقون..!!ما أقصده للذين يبحثون عن بساطة الفكرة وجمال المعنى .. أننا نمجد ونرفع من علو شأن من تصورناهم على دروب تنظيماتنا سائرون ..،ونخسف بهم الأرض في ذات اللحظة عندما نستشعر بأنهم يريدون مغادرة السفينة ..،إذا كانت تلك هي أحوالنا اليوم فما الفرق بين ذات المشهد الدراماتيكي الذي نحياه اليوم وبين ذاك الموقف التاريخي الذي حدث في لحظة تاريخية فارقة كشفت لنا من هم أهل البهت .. وأهل الظلم والفساد ..ذاك المشهد الذي صور لنا الحوار بين الصحابي الجليل عبد الله بن سلام رضي الله عنه ،والذي قال للرسول صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله، إن اليهود قوم بهت أهل ظلم ينكرون الحقائق، فاكتم عنهم خبر إسلامي وسلهم عنى، فجمع النبي بطون اليهود وقال لهم: "ما تقولون في عبد الله بن سلام؟ " قالوا: سيدنا وأبن سيدنا وحبرنا وابن حبرنا. فقام عبد الله بن سلام إلى جوار رسول الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. فرد اليهود الكلاب المجرمون على لسان وقلب رجل واحد في حق عبد الله ابن سلام قالوا: سفيهنا وابن سفيهنا وجاهلنا وابن جاهلنا ...والسؤال الذي يثيرني حقا هو إلى متى تكون نجاحات علاقاتنا ،وأمور حياتنا ..مرهونة بانتماءاتنا التنظيمية ..وما رأيكم في الذين يقولون لمن خالفهم أيدلوجياتهم..حيث يتألون على الله هلكتم جميعا إذا لم تركبوا معنا السفينة ..إن مفاتيح الجنة معنا ..!! أولئك الذين يفترون على الله الكذب وهم يعلمون ..وهذا حال الكثير من تلك الأصناف التي تتألى على الله بأقوال ما أنزل الله بها من سلطان .. وهنا أسارع بالقول للرد على أمثالهم مستشهدا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم"..ولا حول ولا قوة إلا بالله.. أعلمتم أحبائي لما شح المطر في أيامنا ..؟!!