مخابرات إسرائيل تغطي فشلها برسائل تدعو لـ"الخيانة الوطنية"

في أحدث عملية إستخبارية تقوم فيها المخابرات الإسرائيلية لجمع المعلومات عن نشاط المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أرسلت رسائل قصيرة على هواتف بعض المواطنين، تدعوهم بشكل مباشر ل"الخيانة الوطنية" من خلال تقديمهم معلومات عن المسلحين عبر أرقام وضعتها في هذه الرسائل، بشكل يشير إلى فقدان الأمن الإسرائيلي لعملائه على الأرض، على خلفية الحملات الأمنية التي نفذتها أجهزة الأمن مؤخرا في غزة، والتي حذرت من التجاوب مع هذا الأسلوب الجديد.
وتلقى العديد من سكان قطاع غزة رسائل نصية قصيرة على هواتفهم النقالة من قبل المخابرات الإسرائيلية تدعوهم فيها إلى تقديم معلومات عن نشاط المقاومين الفلسطينيين خلال تواجدهم عند مناطق الحدود الفاصلة بين القطاع وإسرائيل.
الرسائل تدعو السكان كذلك للإبلاغ عن أماكن "أنفاق المقاومة"، وعن أعمال المقاومة عند الحدود، حيث وضع في تلك الرسائل أرقام هواتف لضباط المخابرات الإسرائيلية، ليتم التواصل معهم لتقديم المعلومات.
وتشير الخطوة الإسرائيلية هذه إلى فقدان الإحتلال للمعلومات التي كان يقدمها عملاؤه على الأرض، بالطلب من السكان تزويده بها، وهو أمر مستبعد بشكل كبير أن يقوم أهالي غزة بهذا.
ومؤخرا أعلنت أجهزة الأمن في غزة التي تتبع الحكومة التي تديرها حماس أنها وجهت عدة ضربات للمخابرات الإسرائيلية بكشفها عن العديد من العملاء، كما أعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لحماس عن اكتشافها لمنظومة تجسس إسرائيلية.
وترابط العديد من الفصائل المسلحة عند مناطق الحدود الفاصلة بين شمال وشرق قطاع غزة مع إسرائيل، وبين الحين والآخر تقوم بالإشتباك مع قوات الإحتلال التي تنفذ عمليات توغل برية، والعام الماضي اكتشفت إسرائيل نفقا شيده نشطاء حماس، له بداية حفرة من منطقة فلسطينية تقع شرق مدينة خان يونس، ويمر إلى ما بعد الحدود مع إسرائيل، كانت تريد من خلاله تنفيذ عمليات إستراتيجية وهو أمر لا زال يزعج تل أبيب.
وحذر مصدر أمني في حكومة غزة السكان من التجاوب مع الرسائل النصية التي ترسلها المخابرات الإسرائيلية، وقال إنها تدعو لـ"الخيانة الوطنية".
وأضاف المصدر في بيان صحفي "إن مخابرات الإحتلال ترسل للمواطنين أرقاماً للإتصال بها والإبلاغ عن معلومات أمنية تتعلق بأعمال المقاومة في المنطقة الشرقية لقطاع غزة، وأن الأجهزة الأمنية بغزة تتابع تداعيات الرسائل وخطورتها".
وأضاف المصدر وهو يعظ السكان "نؤكد ثقتنا بوعي ووطنية المواطنين إلا أننا نحذر من التجاوب والإتصال مع العدو بأي حال، وأن الجهات المختصة في الأجهزة الأمنية بدأت في اتخاذ ما يلزم من إجراءات تحد من خطورة هذه الرسائل وتساعد في المتابعة".
وكثيرا ما كانت إسرائيل تلجأ لاستخدام الرسائل النصية وكذلك اختراق موجهات قنوات تلفزيونية تابعة لحركة حماس في تمرير رسائل تهديد ووعيد لسكان قطاع غزة، أثناء الحروب التي شنتها ضد القطاع مؤخرا، واستخدمت في بعض الأوقات إلقاء بيانات مكتوبة على السكان من قبل الطائرات الحربية.
وبدأت أولى هذه العمليات عند تمكن المقاومة الفلسطينية في صيف العام 2006 من أسر الجندي جلعاد شاليط، الذي بادلته حماس بعد خمس سنوات بأكثر من ألف أسير.
وكان أبو عبيدة الناطق باسم القسام قد أشار في مؤتمر صحافي سابق الى وجود ما وصفه بأنه "حرب استخباراتية" مع إسرائيل "هناك حرب خفية بيننا وبين العدو لا يراها شعبنا".

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -