القدس زنابقها لا تشبه الربيع،
أغصانها صفراء ، و وردها رمادي يميل للسواد ،
تُربتها تلوثت، وما زارها منذ قرن نبات ،
وما عشقتها حياة ،
القدس تلفُها الرحى ،
ويعجن من رمادها الهياكل ،
و يصنع المحراب للمخامر ،
القدس عُرفها يطول ،
يحجبها تشابك الأصابع ،
وتأكلها أقراض الطحين ،
في القدس تغيب الشمس باكراً ،
ويطول بردها العنيد ،
تضيق مساحاتها وتصنع القبور ،
في القدس يسبق الليل النهار ،
ويدمغه السواد ،
وينام الطفل على الصخور ،
والأم تستغيث تطرق الأبواب ،
في القدس لا تنام عيناك ،
فالعدو خلف جفنيك ينام ،
وينتظر رفع راية الجبان ،
في القدس كل شيء مستباح ،
لا حرمة للمسيح ولا حق لسماء ،
الكل في القفص سواء ،
الشيخ الجليل مهدد بالإرهاب ،
فهو يحمل سبحة الصلاة ،
والطفل تطارده المناظير ،
فأحجار أنامله أحرق من البنادق ،
والمرأة الشماء يُسرق بالها ،
ويعتقل فيها الأبناء ،
القدس لا تشبهها مدن الفرس
ولا بلاد الأعاجم ،
فهي رائحة السلام ،
وهي مدينة العجائب ،
تعيدك إليها ،وتسقيك عشقها
لتسكر الروح في سماها