القدس بلاد العجائب

بقلم: آمال أبو خديجة

القدس زنابقها لا تشبه الربيع،

أغصانها صفراء ، و وردها رمادي يميل للسواد ،

تُربتها تلوثت، وما زارها منذ قرن نبات ،

وما عشقتها حياة ،

 

القدس تلفُها الرحى ،

ويعجن من رمادها الهياكل ،

و يصنع المحراب للمخامر ،

 

القدس عُرفها يطول ،

يحجبها تشابك الأصابع ،

وتأكلها أقراض الطحين ،

 

في القدس تغيب الشمس باكراً ،

ويطول بردها العنيد ،

تضيق مساحاتها وتصنع القبور ،

 

في القدس يسبق الليل النهار ،

ويدمغه السواد ،

وينام الطفل على الصخور ،

والأم تستغيث تطرق الأبواب ،

 

في القدس لا تنام عيناك ،

فالعدو خلف جفنيك ينام ،

وينتظر رفع راية الجبان ،

 

في القدس كل شيء مستباح ،

لا حرمة للمسيح ولا حق لسماء ،

الكل في القفص سواء ،

الشيخ الجليل مهدد بالإرهاب ،

فهو يحمل سبحة الصلاة ،

والطفل تطارده المناظير ،

فأحجار أنامله أحرق من البنادق ،

والمرأة الشماء يُسرق بالها ،

ويعتقل فيها الأبناء ،

 

القدس لا تشبهها مدن الفرس

ولا بلاد الأعاجم ،

فهي رائحة السلام ،

وهي مدينة العجائب ،

تعيدك إليها ،وتسقيك عشقها

لتسكر الروح في سماها