تعمل الحكومات في كل دول العالم على راحة شعوبها, وتبذل قصارى جهدها لتخفيف المشاكل التي تواجهها على قدر المستطاع إلا في فلسطين, فشعبها يعانى من مشاكل حكومتين تتواجدان في رام الله وغزة ومشاكله لاتحل إلا عن طريق الحكومتين معا, لذلك أصبحت المصائب والمشاكل والمعاناة التي أصابت فلسطين وشعبها, ومن هذه المشاكل سواء في غزة أو الضفة الفلسطينية: كان منخفض اليكسا المدمر هذا الشتاء, حيث غرقت غزة ولم تكن حكومتها مستعدة وجاهزة لهذا المنخفض الذي دمر منازل المواطنين وأغرقها في ظل وجود حكومة غزة التي لم تجهز نفسها لهذا المنخفض رغم التحذيرات ,واكتفاء حكومة رام الله في التعاطف مع سكان غزة في البداية إلى أن خربت البلاد, وأصبح السكان في مشكلة كبيرة0ورغم ذلك استمرت مشكلة الكهرباء ومازالت قائمة حتى اليوم ولم تتحرك اى من الحكومتين لحل هذه المشكلة ,واكتفى الطرفان بإلقاء التهم كل على الآخر, وكل يرمى الحل على الآخر, ولا نسمع إلا الاتهامات بالسرقة, وفرض الضريبة على الوقود, وشعب غزة هو من يدفع الثمن 0 أما المفاوضات الفاشلة مع العدو الصهيوني ,ومحاولة كيري فرض رؤيته والرؤية الاسرائلية على المفاوض الفلسطيني, وانتزاع الحقوق للعدو الاسرائيلى على حساب الشعب الفلسطيني دون اكتراث من المفاوض أو غيرته على قضيته وشعبه, وشعبنا الفلسطيني في الضفة وغزة يدفعون الثمن0 أما أصوات الانفجارات المتنوعة في القطاع التي يسمعها ويعانى منها شعب غزة, وهو من يدفع ثمنها خوفا على أبنائه وممتلكاته, فمنها ما تقوم به طائرات الاحتلال القاتلة عبر سماء قطاع غزة, وسكون ليله المعتم بدون كهرباء تاركة الخوف والدخان والدم ، والثاني من خلال تواجد معسكرات التدريب للفصائل في غزة، ورغم ذلك فإن الفزع والخوف ينتشر في غزة مع كل صوت انفجار والخائف في كل الأحوال لن يفرق بين المصادر المتنوعة للانفجارات0اما ارتفاع الأسعار في غزة بشكل عام , وتسعيرة المواصلات بشكل خاص والتي تغيرت مرات عديدة, وأصبحت تزرع الخوف والمعاناة في صدور أهالي غزة مما تسبب في حدوث مشاكل بين المواطنين والسائقين في ظل غياب تسعيرة الذهاب والإياب والالتزام بها. أضف على ذلك ,جرائم القتل التي كثرت في غزة تحت مبررات وحجج واهية وخاصة فيما يتعلق بالأطفال والنساء, وهذا نتيجة خلافات ومشاجرات بين العائلات, وأحيانا لأسباب غير ومعروفة لدى المواطنين0 ويجب ألا ننسى اضطهاد موظفي غزة من قبل حكومة رام الله, والتعدي على حقوقهم بدون وجه حق كقطع الرواتب نتيجة تقارير كيدية, بالإضافة إلى المواصلات, وعلاوة الإشراف وغيرها0حتى صحة المواطن, أصبحت لاتهم الحكومتين بشئ, والدليل نقص الأدوية في المستشفيات مما يعرض حياة المرضى للخطر, بل وفى كثير من الأحيان يطلب من المريض شراء الدواء في ظل ظروف اقتصادية صعبة لايقدر عليها المواطن في ظل البطالة التي يعيشها القطاع0 أما مشكلة الغاز المزمنة التي أصبحنا نتعامل معها كمرض مزمن في حياتنا, بالإضافة إلى ارتفاع سعر الأنبوبة مما شكل عبء جديد على رب الأسرة كل هذا يتحمله المواطن في غزة دون اى إحساس من الحكومتين ,أو الشعور باى مسؤولية اتجاهه 0ناهيك عن الجيش الجرار من البطالة المتواجد في غزة, حيث لم تهتم اى من الحكومتين بالشباب في غزة أو مشاكلهم, أو محاولة وضع الحلول لهم ,أو إشراكهم في اتخاذ القرار0ويجب ألا ننسى الانقسام ونتائجه السيئة التي زادت من هموم المواطن الفلسطيني 0لقد أصبح أي تكرار أو إضافة لنفس الأوجاع والآلام التي تضرب فلسطين وأهلها غير منطقي ,لهذا أصبح الكلام عن الآلام والعذاب لشعبنا الصامد من باب التأكيد عن معاناة المواطن في غزة, وتوضيح الأمور, وتذكير من يهمه الأمر لعل وعسى أن يتذكر بان له شعبا ينتظر منه أن ينظر إليه بعين الرحمة والرأفة, رغم إن هذا حق من حقوق شعبنا ولا منة من احد عليه0لقد أصبحنا نشكو من عدم اكتراث الحكومتين وعجزهما وهشاشتهما, لذلك لابد أن نبحث عن وسيلة لمواجهة هذا العجز وهذا الشلل بتداعياته وانعكاساته الذي بدا بالوصول إلى كل بيت.إن الأحداث التي تحدث في فلسطين تجعلنا نتساءل :هل مايحدث نعمة أم نقمة من الله؟ أين ذهب الإيمان؟؟أعرف أن معظمكم أصابه الهم والإحباط من واقع تعيس نعيشه, ومواقف كلامية من كل الفصائل التي تدعى إنها وطنية وتعمل على خدمة الوطن والمواطن, ولكن هذا ليس بمبرر لكي نختنق أكثر, ونسكت حتى تزداد المشاكل وتصل لدرجة الانفجار0 كم أتمنى آن يصبح في فلسطين جهاز يضبط العبث والفساد كله على شكل صورة حمار كبير, يسقط فوق رأس كل من يحاول أن يزاود على هذا الشعب المناضل الذي قدم أكثر من قياداته على مستوى تاريخ القضية الفلسطينية ,وفى كثير من المنعطفات والمحطات التاريخية, وتفوق على قياداته وألزمهم بالخط الوطني الذي يصب في مصلحة قضيته الوطنيه0