اليوم قال لي أحد الجلساء ، عندما قابلته وقد كان في حالة من الذهول والدهشة حيث قال .. هل علمت بآخر خبر ؟ ..قلت وهل للأخبار من نهاية طالما أن هناك حياة..؟!! قال ياسيدي .. حتى مسابقات الجمال طالت مُعلمي السياحة بعدما اندثرت بالنسبة للنساء ..قلت له ، وقد لمح في عيني رفض شديد وعناد لكن بصمت.. فقلت له : كيف ومن أين أتيت بالخبر ؟! قال حقيقة قرأت العنوان ، ولم أقرأ تفاصيله هكذا هو الحال أشبه ما يكون بحال الذين لا يقرءون اليوم إلا العناوين وما أكثر الذين يأخذون بظاهر القول كما الذين يفسرون قوله تعالى : "فإذا قرأت القران فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم "أي بعدما تفرغ من قراءة القرآن عليك أيها القاريء أن تستعذ بالله من الشيطان الرجيم.. والحقيقة غير ذلك تماما لأن الاستعاذة موضعها لا تكون إلا في بداية التلاوة وإلا لكان تفسير أولئك للآية القرآنية على حد زعمهم من قوله تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ " أي بعد الانتهاء من الصلاة عليك أيها المؤمن أن تقوم بغسل وجهك وأيديك وتمسح برأسك وأرجلك إلى الكعبين..!! فهل يعقل هذا يا أولي الألباب ..؟!! وكيف لا وهناك الكثير ممن تأثروا بثقافة ظاهر القول فيقولون كما تقول الأمثال التي منها واكتبه بالعامية كما هو : أن الجواب بيبان من عنوانه ..!! المهم انه أي ذاك الصديق قد استطرد بقوله .. العنوان كان عبر أحد المواقع الإخبارية ،وقد استفزني كثيرا فأغلقت جهاز الحاسوب وخرجت من البيت وقد كدت أصعق من هول الخبر ..والذي ُكتب بعنوان ٍ عريض " أجمل مُعلّم سياحي في العالم..!!" هكذا سجلت ما نطقه ..قلت ،ممكن فكل شيء في حياتنا اليوم يمكنا توقعه ..لكنه الفضول الإنساني هو الذي دفعني للبحث عن تفسير الخبر ،ولما قرأت الخبر تكشفت الحقيقة بلا أدنى ملابسات فالعنوان كان عن أجمل مَعلم سياحي في العالم لكن هناك فرق كبير كبر الجبال والبحار بين ما قرأه ذاك الجليس ،وحقيقة الكلمة هو خطأ صغير في تغيير الحركات لكن له تداعيات كبرى فهناك فرق بين مُعلم أي بضم الميم وفتح العين ،وبين معلم بفتح الميم وإسكان العين وليت الأمور في حياتنا تمضي بأخطاء في الحركات.. بل بالقفز والاحتيال على قلوب العباد وتفسير ما بداخلهم تبعا للأهواء والنزوات ..!!
كل ما أعنيه وأقول هنا للذين يمقتون التورية أقول بكل بساطة .. علينا أن لا نحكم على الرسائل من عناوينها .. مستشهدا بحديث أبي هريرة - رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال-: ((رُبَّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبرَّه))؛ رواه مسلم.
